أكدت سيتا العالمية المتخصصة في الحلول التقنية لقطاع الطيران أن سوق منطقة الشرق الأوسط يعد أحد أكبر الأسواق حيوية وأعلاها من حيث النمو في تكنولوجيا الطيران مدفوعة بمشاريع المطارات الضخمة ونمو أساطيل شركات الطيران.
وقال جهاد بواري نائب الرئيس الإقليمي لحلول الاتصال والمطارات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة سيتا إن الإعلان عن الاتفاقية بين سيتا والاتحاد للطيران لتزويد الناقلة بحلول تقنية متكاملة يعد انعكاساً لحيوية هذا السوق وأهميته في صناعة الطيران المدني.
وأضاف أن نمو عمليات الاتحاد للطيران يتطلب تبني أحدث التكنولوجيا التي تمكن الشركة من الاستجابة لهذا النمو ومواكبة المتغيرات الحديثة في الصناعة وتعزيز العائدات وخفض النفقات التي تعد هاجس شركات الطيران في مختلف أنحاء العالم.
وأشار إلى أن سيتا تنشط اليوم في مختلف أسواق المنطقة ومنها أسواق دول التعاون والعراق وليبيا إضافة إلى الأسواق الأفريقية التي تركز فيها سيتا على نحو 30 مطاراً لتزويدها بالتكنولوجيا الحديثة وتحسين فاعلية شركات الطيران والمطارات على حد سواء، الأمر الذي يتطلب توسيع التعاون بين مختلف الجهات التي تعمل في القطاع ومنها شركات الطيران والمطارات والجمارك والشركة وغيرها.
وقال إن تبني التكنولوجيا الحديثة في صناعة الطيران لم تعد خياراً إذا أرادت الشركات والمطارات تعزيز إيراداتها وتوفير تجربة سفر عالية للركاب خصوصاً في المنطقة التي تسعى لتكون مركزاً عالمياً في الصناعة.
وأوضح أن الأمر الإيجابي في هذا التوجه أن الاستثمار فيها ليس مكلفاً كثيراً خصوصاً أن غالبية المسافرين يحملون أجهزة متحركة سواء الهاتف أو الحاسب اللوحي، كما أن المطارات مزودة اليوم بتقنيات حديثة تمكن المسافر من الربط معها بسهولة تامة.
وقال إن التقنيات الحديثة أحدثت تغييرات هائلة في صناعة الطيران المدني وهي مستمرة في تغيير وجه الصناعة وتغيير سلوك المسافرين وتوجهات شركات الطيران التي باتت مطالبة اليوم بتبني المزيد من حلول الأعمال الذكية في سعيها نحو تعزيز الأرباح وخفض التكاليف وزيادة فاعلية العمل سواء على الأرض أو في الأجواء.
وأكد أن معظم شركات الطيران والمطارات في المنطقة تمتلك البنية التقنية اللازمة لتنفيذ هذا التوجه خصوصاً مع النمو الهائل في أعداد المسافرين الذين يمتلكون الأجهزة المحمولة سواء الهواتف المتحركة أو الحاسوب اللوحي مما يفتح الباب واسعاً أمام فرص جديدة لشركات طيران والمطارات فيما يتعلق بالحجوزات والمبيعات.
هوغان: التكنولوجيا هي القيمة المضافة
خلال القمة العالمية لتكنولوجيا الطيران أكد جيمس هوغان الرئيس التنفيذي للاتحاد أن تبني التقنيات الحديثة في قطاع الطيران يعني قيمة مضافة للصناعة وعاملاً رئيسياً في تعزيز الإيرادات وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين.
وقال هوغان إن التقنية مستمرة في إحداث التغيرات الهائلة في صناعة الطيران ومنها مثلاً أن 70% من المسافرين يحملون أجهزة هاتف ذكية أو حاسوب لوحي وهذا يسهل كثيراً على شركات الطيران لربطها معها وفتح آفاق وفرص جديدة أمام الشركات لتحسين إيراداتها وتعزيز خدمات المسافرين في الوقت الذي يطمح أكثر من 75% من المسافرين إلى زيادة وتوسيع الخدمات الذاتية لشركات الطيران والمطارات.
وأشار إلى أن التكنولوجيا التي تسعى صناعة الطيران إلى تبنيها ستعمل على تعزيز قدرتها التنافسية والاستجابة بشكل أسرع للتحديات والمتغيرات دون أن يعني ذلك التخلي عن اللمسة الإنسانية أو البشرية وهذا بدوره يقود إلى تقليل التكلفة وتعظيم الإيرادات.
التقدم التقني يحسن العمليات ويعزز الأرباح
تعد أجهزة الهاتف المتحرك والحواسيب اللوحية في مقدمة التقنيات التي ما زالت تحدث أثراً هائلاً في قطاع الطيران المدني وهي تشكل اليوم حلولاً ناجعة لأزمات الصناعة وتحدياتها المتعددة وخاصة فيما يتعلق بخفض التكاليف وتعزيز الإيرادات والأرباح وتحسين فاعلية العمليات في الأرض والأجواء.
ومع وصول مبيعات التابلت إلى 350 مليون جهاز في العام 2017 مقارنة مع 191 مليون جهاز في 2011 فإن شركات الطيران والمطارات استجابت بسرعة لهذه الثورة وأدخلت هذه الأجهزة في عملياتها المختلفة من حيث تزويد أطقم الطائرات بها أو الطيارين والكوادر العاملة في المطارات إضافة إلى ربطها بالرحلات.
وباتت شركات عالمية عدة منها طيران الإمارات والاتحاد والماليزية والهولندية تستخدم هذه الأجهزة في عملياتها المختلفة.
خدمات
تمكن هذه الأجهزة طاقم الطائرة من الاطلاع على تخطيط المقاعد في الرحلة ومعرفة المسافرين في كل مقعد وتلبية احتياجاتهم من حيث الوجبات التي يرغبون بها أو التسوق من منتجات السوق الحرة في الطائرة وغيرها.
كما تزود هذه الحواسيب الطيارين بمعلومات شاملة حول الرحلة والطقس المتوقع ووجهة الرحلة وسرعة الريح والكثير من المعلومات ما يعني أن الطائرة في المستقبل قد تستغني تماماً عن الأوراق التي يصل وزنها إلى نحو 200 كغم في الرحلة الواحدة وما يتبع ذلك من خفض وزن الطائرة وتقليل استهلاك الوقود.
وعلى سبيل المثال فإن حلول "التابلت أو الحواسيب اللوحية" التي تقدمها سيتا لشركات الطيران ومنها الاتحاد التي وقعت اتفاقية مدتها 10 سنوات مع سيتا تمكن المشرفين على الرحلات من النفاذ إلى معلومات وبيانات هائلة تسهل أعمالهم وتعطي قيمة مضافة لخدمات على الطائرة.
وبلمسة واحدة توفر هذه الأجهزة تقارير شاملة عن كل ما تحتاجه رحلة الطائرة من معلومات حول توزيع المقاعد في الطائرة وبرامج ولاء المسافرين والمشتركين فيها وتحسين نوعية الخدمات التي تقدم للمسافرين ومعالجة مختلف الاحتياجات التي تظهر خلال الرحلة وتبقي طاقم الطائرة والطيارين على اتصال دائم ومرن مع الأطقم الأرضية .
خصوصاً في حال أي طارئ حاجة الطائرة لعمليات صيانة معينة بحيث ترسل هذه المعلومات كاملة إلى الأرض قبل هبوط الطائرة ما يمكن من معرفة طبيعة الصيانة قبل وصول الطائرة الأرض.
كما أن طاقم الطائرة يمكنه إجراء أي استطلاع بين المسافرين بمرونة أكبر ومعرفة آرائهم والحصول على تغذية راجعة بسرعة أكبر ومعالجتها ربما في أقرب رحلة أو خلال الرحلة نفسها وهي مقومات لا تملكها الأطقم التي تستخدم الأوراق مثلاً.
ومن المعروف أن كل غرام في الطائرة يحدد حجم استهلاك الوقود فيها، كما ينعكس ذلك على التكلفة، ووجود هذه الأجهزة يعني التخلص من كميات كبيرة من الأوراق والأجهزة. وحتى عمليات التدريب للطاقم يمكن تنفيذها بسهولة أكبر باستخدام الحواسيب اللوحية. كما تستخدم هذه الأجهزة للحقيبة الإلكترونية في الطائرة.
وعلى سبيل المثال فإن الخطوط الجوية الهولندية قررت في العام الماضي استخدام أكثر من 4500 جهاز حاسوب لوحي على مختلف طائراتها. ونهجت على ذلك أيضاً الخطوط الماليزية باستخدام أكثر من 2000 جهاز لأطقم الطائرات. ووقعت طيران الإمارات اتفاقية لتزويد أطقمها بنحو 1000 جهاز تابلت.
تسونامي جديد من التكنولوجيا
ولم تنس شركات الطيران الانفجار التقني في الهواتف المتحركة وخاصة الذكية منها مع وجود أكثر من 10 تريليونات رسالة قصيرة عبر هذه الأجهزة على مستوى العالم سنوياً.
ومع وصول أعداد المسافرين جواً إلى نحو 3 مليارات راكب نهاية العام الجاري فإن أكثر من 70% منهم يحملون أجهزة هواتف ذكية وهنا تتحرك شركات الطيران للاستفادة من هذه الثورة من خلال ربط المسافرين بشبكة واي فاي التي ربما تصبح مجانية في المستقبل القريب.
نظراً لأن شركات الطيران باتت تدرك حتمية التغيير وحاجة المسافرين إلى هذه التقنية في الوقت الذي تمثل فيه لشركات الطيران فرصاً هائلة لتعزيز المبيعات الإضافية التي لا تشكل اليوم سوى 5% من إجمالي إيرادات قطاع الطيران.
ومع وصول ثورة الهواتف المتحركة وتطبيقاتها إلى مجالات أوسع يسعى قطاع الطيران إلى الاستفادة من هذه الثورة.
وبعد أن نجح القطاع في التحول إلى التذكرة الإلكترونية وبطاقة الصعود "الباركود" عبر الهاتف المتحرك يتحرك حالياً إلى تطبيقات أكثر خصوصاً مع نمو استخدام الهاتف، وباتت رحلات الطيران التقليدية ضرباً من الماضي .
خصوصاً أن رحلات اليوم من الألف إلى الياء تتم عبر الأجهزة المتحركة بدءاً من الحجز عبر الهاتف وشراء التذكرة وعملية إتمام إجراءات السفر وبطاقة الصعود الإلكترونية جميعها تتم بلمسات عدة على الهاتف الذي سيكون الوثيقة الوحيدة التي يحملها المسافر في المستقبل حتى انه قد يستغني عن جواز السفر وحتى البطاقة الائتمانية.
حيث سيكون الجهاز نفسه أداة دفع مالية وهذا يأتي من حقيقة أن هناك 100 مليون جهاز هاتف يمتلك تطبيقات ما يعرف بالتقنية القريبة يرتفع العدد إلى 300 مليون في العام الجاري.
توسع
يخطط 50% من شركات الطيران للتوسع في تطبيقات الهاتف المتحرك التي تصل اليوم إلى 700 ألف خدمة على مستوى قطاعات عدة من بينها الطيران.
وفي المستقبل لن يحتاج المسافر إلى تشغيل هاتفه في حال وصوله إلى بوابات المطار فقط وضع الجهاز على البوابة لتتمكن من قراءة كافة البيانات والتعرف على المسافر مباشرة.
100% من شركات الطيران تزيد استثمارات التقنية 2016
يشير الاستطلاع السنوي الخامس عشر لشركة سيتا العالمية حول اتجاهات شركات الطيران أن 100 ٪ من شركات الطيران التي تم استطلاع آرائها تخطط للاستثمار في حلول ذكاء الأعمال، والتي ستمكّنها من معرفة المزيد عن مسافريها، وتوفّر بيانات أفضل تساعد في اتخاذ القرارات اللازمة في عمليات التشغيل.
وبحلول عام 2016 يخطط 97 ٪ من شركات الطيران للاستثمار في الخدمات المحمولة للمسافرين مع إضافة الطابع الشخصي لها.
وهذا مما يساعد في رفع عمليات البيع عبر القنوات المباشرة، من 54 ٪ إلى 67 ٪.
وتصدّرت خدمات الهواتف المحمولة قائمة استثمار شركات الطيران. حيث احتفظت بالمركز الأول على هذه القائمة مع ما تستثمره 97 ٪ من شركات الطيران الآن أو تخطط لاستثماره.
وبحلول عام 2016، فإن تسعاً من أصل عشر من شركات الطيران تخطط لبيع التذاكر عبر الأجهزة المحمولة.
وعليه فإن شركات الطيران تتوقع أن تعود عليها هذه الاستثمارات بالأرباح - مع الأخذ بعين الاعتبار النمو الملحوظ الذي تشهده مبيعات الأجهزة المحمولة لأكثر من 70 مليار دولار بحلول عام 2016، أو الوصول إلى 10 ٪ من إجمالي المبيعات بعد أن كانت أقل بقليل من 3 ٪ اليوم.
وبحلول عام 2016 فإن بيع التذاكر عبر أجهزة الهواتف المحمولة، والأكشاك، ومواقع التواصل الاجتماعي ستمثل 14 ٪ من إجمالي المبيعات، بينما البيع غير المباشر عبر الأنظمة العالمية للتوزيع (GDSs) سينخفض من 46 ٪ إلى 33 ٪ خلال الفترة الزمنية ذاتها.
وتتوفر تطبيقات إجراءات تسجيل المسافر (Check-in) لدى 61 ٪ من شركات الطيران وتطبيق البحث عن الرحلة لدى 65 ٪ منها.
وسوف تقوم شركات الطيران هذه خلال السنوات الثلاث المقبلة بالتركيز على إضافة المزيد من الخدمات الجديدة، مثل الإبلاغ عن فقدان الحقائب (60 ٪ من الخطوط الجوية)، إعادة الحجز (63 ٪)، والحصول على ملاحظات العملاء (57 ٪).
