ارتفع مؤشر اقتصادي أوروبي رئيسي إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من عامين خلال أغسطس الجاري ما يظهر أن التعافي في منطقة اليورو يكتسب قوة الدفع.
وأظهرت مسوح أن نشاط الشركات في منطقة اليورو زاد هذا الشهر بوتيرة أسرع من المتوقع بقيادة ألمانيا التي استفادت من تنامي الطلب على صادراتها.
وارتفع مؤشر ماركت المجمع لمديري المشتريات إلى 51.7 مقارنة مع 50.5 الشهر الماضي.
أعلى قراءة
وهذه هي أعلى قراءة للمؤشر منذ يونيو 2011 وفاقت كل التوقعات في استطلاع أجرته رويترز بلغ فيه متوسط توقعات المحللين 50.9، وتشير القراءة التي تتجاوز الخمسين إلى توسع النشاط.
وبينما تسارع النمو في أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو تراجعت الأعمال التجارية في فرنسا ثاني أكبر اقتصاد بالمنطقة مع تباطؤ النشاط في فترة الصيف.
غير أن مؤسسة ماركت قالت إن المؤشر المجمع لمديري المشتريات ـ الذي يشمل مسحه آلاف الشركات في المنطقة ويستخدم كمؤشر للنمو ـ يشير إلى نمو اقتصادي يتراوح بين 0.2 و0.3% في الربع الحالي.
وبذلك فقد خرجت منطقة اليورو التي تضم 17 دولة من فترة ركود استمرت ثمانية عشر شهرا وذلك في الأشهر الثلاثة المنتهية بنهاية يونيو بعدما سجلت خلالها نموا فصليا بلغ معدله 0.3%.
وعاد قطاع الخدمات المهيمن في منطقة اليورو إلى النمو إذ ارتفع مؤشر مديري المشتريات الخاص بالقطاع فوق مستوى الخمسين للمرة الأولى منذ بداية العام الماضي ليصل إلى 51 بعد أن سجل 49.8 في يوليو.
الصناعات التحويلية
وعلى نفس المنوال تسارع النمو في قطاع الصناعات التحويلية، حيث بلغ مؤشر مديري المشتريات الخاص بالقطاع أعلى مستوى له في 26 شهرا عند 51.3 ارتفاعا من 50.3. وفاق المؤشران متوسط توقعات المحللين في استطلاع لرويترز بل إن مؤشر قطاع الخدمات تجاوز أكثر التوقعات تفاؤلا.
وقال مارتن فان فليت الخبير الاقتصادي لدى مصرف "آي إن جي" الهولندي إن "زيادة أغسطس تقدم تأكيدا آخر على أن اقتصاد منطقة اليورو قد خلف الركود وراءه".
وكان محللون يتوقعون أن يرتفع المؤشر ـ الذي يستند في نتائجه على استطلاع رأي مسؤولي نحو 5 آلاف شركة ـ إلى 9ر50 نقطة. وتدلل القراءة فوق مستوى 50 نقطة على حدوث توسع في النشاط الاقتصادي.
ويستقر المؤشر المجمع لمدير المشتريات الأولي الآن على أعلى مستوى له منذ 26 شهرا بعدما ارتفع لخمسة أشهر متتالية.
وقال كبير الاقتصاديين لدى ماركت كريس ويليامسون إن "الربع الثالث حتى الآن يتجه إلى أن يكون الأفضل الذي تشهده منطقة اليورو من حيث نمو الأعمال منذ ربيع عام 2011".
الاقتصاد الألماني
وساعد على ارتفاع المؤشر تحقيق زيادة قوية لمؤشر مديري المشتريات بالنسبة لألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في منطقة اليورو إذ قفز لأعلى مستوى في سبعة أشهر عند 4ر53 نقطة.
كما عززت أحدث بيانات مؤشر مديري المشتريات بمنطقة اليورو الآمال بأن الدول الواقعة في قلب أزمة ديون المنطقة كاليونان وإيطاليا وإسبانيا ستتعافى قريبا من الركود.
وقالت مجموعة ماركت إن الناتج في بقية تكتل العملة الموحدة ارتفع هذا الشهر للمرة الأولى منذ مايو عام 2011 ليخترق مستوى 50 نقطة. ولا تنشر ماركت بيانات مؤشر مديري المشتريات المجمع سوى لألمانيا وفرنسا.
غير أن مؤشر مديري المشتريات المجمع لفرنسا تراجع بشكل حاد من 49.1 نقطة إلى 47.9 نقطة ما يذكي المخاوف بشأن ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة. وقال ويليامسون إن "هناك علامة استفهام كبيرة تتعلق بقدرة فرنسا على العودة لتحقيق نمو مستدام".
