دفعت قوة بيانات التجارة الصينية الأسهم العالمية، أمس، لأعلى مستوى في خمسة أعوام ودعمت السلع الأخرى رغم الشكوك إزاء دقة الأرقام المعلنة. وارتفع الناتج الصناعي الألماني على غير المتوقع 1.2 % على أساس شهري في مارس وهو ما يتعارض مع بيانات أخرى أكثر قتامة صدرت في الفترة الأخيرة.
التعدين يرفع أسهم أوروبا
ارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.1 % إلى 1221.87 نقطة وهو أعلى مستوياته منذ يوليو 2008.
وفي أنحاء أوروبا فتح مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني منخفضا 0.1 % في حين استقر كاك 40 الفرنسي وداكس الألماني دون تغير يذكر.
وساعد الطلب على شركات التعدين أسهم أوروبا لترتفع إثر بيانات قوية للتجارة الصينية، وهو ما عزز المؤشرات الأوروبية التي تحوم قرب أعلى مستوياتها في عدة سنوات.
وزادت صادرات الصين 14.7 % في أبريل في حين نمت الواردات 16.8 % ما ساعد في المحافظة على الثقة التي ساعدت الأسهم الألمانية والأميركية على تسجيل أعلى مستوياتها على الإطلاق أول من أمس.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 لقطاع الموارد الأساسية الأوروبي والذي يشمل شركات التعدين والسلع الأولية 0.9 % مدعوما أيضا بتحسن سعر النحاس في أعقاب البيانات الصينية.
وتراجع القطاع 25 % منذ بداية العام وحتى منتصف أبريل لكنه صعد 10.7 % منذ ذلك الحين.
وقال ايوان سميث المدير في نايت كابيتال "تراجع شركات التعدين بلغ مداه في الوقت الحالي. البيع تباطأ وبدأ القطاع يشهد بعض الدعم في الأسابيع القليلة الماضية" لكنه حذر بشأن مدى دقة البيانات الصينية.
وقال "توجد فكرة سائدة في شركات التعدين وفي السوق عموما بأن من الأفضل الشراء على تضييع فرصة تحقيق مكاسب، لكن إذ تعمق الناس في الأرقام فإنهم سيلاحظون بعض التزييف".
نيكاي يسجل أعلى مستوى في نحو 5 سنوات
أغلق مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية عند أعلى مستوى في نحو خمس سنوات مدعوما بإقفال قياسي للسوق الأميركية وبيانات اقتصادية قوية على غير المتوقع من الصين وألمانيا، وهو ما ساعد على تخفيف بواعث القلق بشأن توقعات الاقتصاد العالمي.
وزاد نيكاي 0.7 % إلى 14285.69 نقطة بعد أن ارتفع إلى 14421.38 نقطة مسجلاً أعلى مستوى له منذ يونيو 2008 بعد أن صعد في الجلسة السابقة 3.6 % إثر عطلة ممتدة وبيانات قوية للوظائف الأميركية.
وتقدم مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.5 % إلى 1194.34 نقطة.
الأسهم الأميركية تفتح مستقرة
فتحت الأسهم الأميركية دون تغيير يذكر، إذ لم يجد المستثمرون مبررا لدفع الأسهم في أي اتجاه بعد المكاسب الكبيرة التي أوصلت المؤشرات الأميركية إلى مستويات قياسية جديدة أول من أمس.
ونزل مؤشر داو جونز الصناعي 21.46 نقطة أو 0.14 % إلى 15034.74 نقطة. وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 2.18 نقطة أي 0.13 % ليصل إلى 1623.78 نقطة.
وانخفض مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 3.70 نقاط أو 0.11 % إلى 3392.92 نقطة.
اليورو يرتفع
صعد اليورو 0.1 % إلى 1.3092 دولار بعد أن أظهرت بيانات أن الطلبيات الصناعية الألمانية ارتفعت ارتفاعا مفاجئا.
وتوقع متعاملون أن يقترب اليورو أكثر من مستواه المرتفع الذي سجله في أول مايو عند 1.3243 دولار.
لكن يتوقع أن تكون المكاسب محدودة في ضوء هشاشة اقتصاد منطقة اليورو، وهو ما دفع البنك المركزى الأوروبي للتلميح إلى أن سعر الفائدة على الودائع قد ينخفض لما دون صفر.
وارتفع الدولار الأسترالي - الذي يميل للصعود مع أي أنباء جيدة من الصين نظرا للعلاقات التجارية القوية بين البلدين - بنسبة 0.6 % إلى 1.0200 دولار أميركي متعافيا من أقل مستوى في شهرين 1.0155 دولار الذي سجله إثر خفض أسعار الفائدة في أستراليا يوم الثلاثاء.
ونزل مؤشر الدولار 0.1 % إلى 82.149 وهبطت العملة الأميركية 0.1 % أمام العملة اليابانية إلى 98.89 يناً.
وانخفض الدولار النيوزيلندي 0.8 % إلى 0.8388 دولار أميركي عقب إعلان البنك المركزي عن تدخله لإضعاف العملة غير أن المحللين يشككون في مدى تأثير التدخل على سعر العملة.
الذهب يرتفع 1.2%
ارتفع الذهب مدعوما بطلب من الصين وشح المعروض في السوق الحاضرة، لكن المكاسب جاءت محدودة بفعل الأداء القوي للأسهم وتراجع حيازات صناديق المؤشرات إلى أدنى مستوى في أربع سنوات.
وربما يلقى الذهب دعما آخر من تنامي الطلب في الصين بعد ان سجل صافي واردات الذهب الصينية من هونج كونج مستوى قياسيا في مارس. وكان المعدن النفيس قد تضرر جراء ضعف ثقة المستثمرين في العام الحالي.
وارتفعت أسعار الذهب 1.2 % إلى أعلى مستوى للجلسة مسجلة 1469.90 دولارا للأوقية (الأونصة) مدعومة بتراجع الدولار أمام سلة عملات وقوة الطلب بالسوق الحاضرة.
وارتفع السعر الفوري للمعدن 1.1 % إلى 1468.46 دولارا. وارتفعت عقود الذهب الأميركية تسليم يونيو 1.5 % لأعلى مستوى في الجلسة عند 1469.50 دولارا للأوقية وسجلت في أحدث سعر لها 1468.30 دولارا بزيادة 1.3 %.
وتراجع سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.8 % إلى 23.76 دولارا. وارتفع البلاتين 0.5 % مسجلا 1474.50 دولارا في حين تقدم البلاديوم 0.6 في المئة إلى 682.72 دولارا للأوقية.
برنت دون 104 دولارات
تراجع سعر النفط لما دون 104 دولارات للبرميل، إذ لم تتمكن بيانات من الصين أظهرت ارتفاع واردات النفط لثاني أكبر مستهلك له في العالم في ابريل وبيانات عن ارتفاع الناتج الصناعي الألماني من تبديد أثر المخاوف المستمرة بشأن الطلب العالمي على الخام.
وقال توني نونان مدير إدارة المخاطر في ميتسوبيشي كورب "سنرى تقلبات واسعة في الأسعار عند حوالي 100 دولار للبرنت، لأن العوامل الأساسية للسوق تميل بشدة نحو انخفاض الأسعار، في حين أن المخاوف الجيوسياسية تقدم دعماً.
"الطلب الصيني على النفط يواصل النمو مع تنامي ثروة البلد، لكن تباطؤ الطلب في الدول الغنية يبطل مفعول النمو الصيني".
واستوردت الصين 23.08 مليون طن أو 5.62 ملايين برميل يوميا من الخام الشهر الماضي ارتفاعا من 5.42 ملايين برميل يوميا قبل عام و5.43 ملايين برميل يوميا في مارس.
وبحسب بيانات جمركية زادت واردات الخام اليومية للصين 3.7 % على أساس سنوي في ابريل و3.5 % عن مارس مع قيام شركات التكرير باستغلال انخفاض الأسعار لإعادة بناء المخزونات.
وتراجع برنت 55 سنتا إلى 103.85 دولارات للبرميل بعد أن ارتفع إلى أعلى مستوياته في أكثر من شهر يوم الثلاثاء.
وتراجع سعر الخام الأميركي خمسة سنتات مسجلا 95.57 دولارا.
ارتفاع الناتج الألماني
ارتفع الناتج الصناعي الألماني على غير المتوقع في مارس الماضي وفقا لبيانات أصدرتها وزارة الاقتصاد أمس، وكانت بيانات أخرى سابقة قد رسمت صورة أكثر قتامة لأكبر اقتصاد في أوروبا. وقفز الناتج بنسبة 1.2 % في شهر مارس، إذ أنتجت المصانع المزيد من السلع الرأسمالية والاستهلاكية والوسيطة وزاد إنتاج الطاقة. وجاء الرقم الرئيسي أعلى من متوسط توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز وكان يشير إلى تراجع 0.1 % وتجاوز كذلك أعلى توقع لزيادة نسبتها 0.8 %. ويأتي ذلك في أعقاب بيانات أظهرت ارتفاع الطلبيات الصناعية مرة أخرى في مارس مدعومة بطلب قوي من منطقة اليورو.
