ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى في الجلسة مقابل الدولار وصعدت الأسهم الأوروبية والنفط الخام أمس بعد بيانات أفضل من المتوقع لثقة الشركات الألمانية، حيث قفزت ثقة الشركات الألمانية في فبراير بأسرع وتيرة في أكثر من عامين، معززة التوقعات بتفادي أكبر اقتصاد أوروبي للركود.

وعظم مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى مكاسبه بعد صدور نتائج المسح مرتفعا 0.8 % إلى 1160.49 نقطة.

وتختلف بيانات معهد ايفو الألماني لثقة الشركات التي صدرت أمس ونتائج مسح مديري المشتريات الألمان التي صدرت أمس الأول مع بيانات ضعيفة لنشاط الشركات في اقتصادات أخرى مثل فرنسا كانت قد أضعفت الآمال في انتعاش اقتصاد منطقة اليورو.

غير أن المحللين لا يتوقعون إلا دعما طفيفا للعملة الموحدة بسبب وجود مخاوف كثيرة كامنة بشأن آفاق منطقة اليورو لاسيما قبل الانتخابات الايطالية التي ستجرى مطلع الأسبوع.

وارتفع اليورو 0.3 % إلى 1.3223 دولار متعافيا من أدنى مستوى في ستة أسابيع 1.31615 دولار الذي سجله أول من أمس والذي اعتبره بعض المضاربين فرصة لشراء العملة. وارتفع اليورو والدولار مقابل الين لكن محللين قالوا إنهم يرون مؤشرات على توقف هبوط العملة اليابانية المستمر منذ ثلاثة أشهر بفعل توقعات التيسير النقدي. وارتفع الدولار 0.3 % إلى 93.39 يناً.

وسجلت ثقة الشركات الألمانية في فبراير أكبر ارتفاع شهري لها منذ يوليو 2010 مواصلة صعودها للشهر الرابع على التوالي مما يشير إلى أن أكبر اقتصاد في أوروبا قد ينتعش بقوة بعد نهاية ضعيفة لعام 2012.

وقال معهد ايفو ومقره ميونيخ أمس إن مؤشره لمناخ الأعمال الذي يعتمد على مسح لنحو 7000 شركة ارتفع إلى 107.4 في فبراير من 104.3 في يناير وهي قراءة معدلة.

وفاق ذلك متوسط توقعات المحللين في استطلاع لرويترز شمل 41 اقتصاديا توقعوا صعود المؤشر إلى 105.

الناتج المحلي لألمانيا

وتوقع ايفو نمو الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا 0.2 % في الأشهر الثلاثة الأولى من العام على أساس فصلي بعد انكماشه بنسبة 0.6 % في الربع الأخير من العام الماضي.

وقال رئيس المعهد هانز فيرنر سين لدى إصدار دراسة المؤشر إن "الاقتصاد الألماني يستجمع السرعة".

وجاءت زيادة المؤشر الذي يستند إلى استطلاع رأي 7 آلاف مسؤول تنفيذي في أكبر اقتصاد في أوروبا عقب مكاسب قوية في مكونات المؤشر التي تقيس كلاً من الظروف الحالية للأعمال والتوقعات بالنسبة لاقتصاد البلاد خلال الأشهر الستة القادمة.

وفي حين ارتفع المؤشر الفرعي الذي يقيس الظروف الحالية للأعمال إلى 110.2 مقابل 108 نقاط في يناير، أظهرت الدراسة أن التوقعات بالنسبة لحالة الاقتصاد في الأشهر الستة القادمة قفزت من 100.5 نقطة إلى 104.6 نقاط في أقوى زيادة شهرية لها منذ يوليو عام 2009.

وقال كارستين برزيسكي الخبير الاقتصادي لدى "آي إن جي" إنه "لا يبدو شيء قادر على وقف تفاؤل الشركات الألمانية".

وتابع: "بينما معظم دول منطقة اليورو الأخرى تئن من ثقل أعباء الإصلاحات وإجراءات التقشف والركود، يستمر الاقتصاد الألماني في اللعب في دوري خاص به".

وكان البنك المركزي الألماني "بوندسبنك" ذكر هذا الأسبوع أن مؤشرات ظهرت بالفعل بأن أكبر اقتصاد في أوروبا تعافى خلال الربع الأول من انكماش نسبته 0.6 % في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأخير من العام الماضي.

مؤشرات النشاط الاقتصادي

وقال بوندسبنك في نشرته الشهرية إن "هناك مؤشرات بأن النشاط الاقتصادي سيستجمع تدريجيا السرعة في الفترة المتبقية من العام على الرغم من أنه من غير المتوقع أن يحقق الوضع الخارجي قفزة كبيرة للغاية في الطلب".

وفي تقريره المفصل عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصادرة الأسبوع الماضي، قال مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني أمس إن الصادرات تراجعت بنسبة 2 % في تلك الفترة، بينما انخفضت الواردات بنسبة 0.6 %.

وعجزت الزيادة الطفيفة في الإنفاق الحكومي والاستهلاكي في تعويض انخفاض كبير بلغ 2 % في الاستثمار في الآلات والمعدات.

وفي حين، تكافح شركاءها في منطقة اليورو لخفض مستويات العجز والدين المرتفعة، قال مكتب الإحصاء إن ألمانيا سجلت فائضا في الميزانية بنسبة بلغت 0.2 % من الناتج الاقتصادي العام الماضي، في أول فائض منذ خمس سنوات.

الأسهم الأوروبية

وارتفعت الأسهم الأوروبية أمس قبل البيانات، وانتعشت بعدها، بينما توقع المتعاملون ألا تدوم المخاوف بشأن الانتخابات الايطالية والوقف المحتمل لخطوات التحفيز النقدي طويلا مما يمكن الأسواق من استئناف صعودها.

وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.4% إلى 1155.97 نقطة بعد هبوطه 1.5 % في الجلسة السابقة. وصعد مؤشر يورو ستوكس 50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو 0.5 % إلى 2593.31 نقطة بعد هبوطه 2.3 % في الجلسة السابقة مسجلا أدنى مستوى في 2013.

وارتفعت مؤشرات كل القطاعات في الأسواق الأوروبية وفي مقدمتها مؤشر قطاع الموارد الأساسية الذي يضم أسهم شركات التعدين الكبرى والذي ارتفع 1.1%.

كانت الأسواق قد تراجعت في وقت سابق هذا الأسبوع بفعل مخاوف أن يكبح الاحتياطي الاتحادي الأميركي (البنك المركزي) إجراءات التحفيز النقدي وفي ظل عدم تيقن بشأن انتخابات تجرى الأسبوع المقبل في ايطاليا التي تعصف بها أزمة ديون منطقة اليورو.

وفي أنحاء أوروبا ارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.2 % وكاك 40 الفرنسي 0.6 % وداكس الألماني 0.4 %.

بورصة ميلانو

وكان هبوط حاد في بورصة ميلانو الإيطالية قد دفع الأسهم الأوروبية للتراجع في إغلاق أمس الأول، حيث أدى عدم اليقين بشأن الانتخابات الإيطالية التي ستجرى في مطلع الاسبوع إلى هبوط مؤشر الرئيسي لمنطقة اليورو إلى أدنى مستوياته منذ بداية 2013.

وأغلق مؤشر يورو ستوكس 50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو منخفضا 2.29 % الى 2579.76 نقطة مسجلا أدنى إغلاق منذ 30 نوفمبر وأقل مستوى في 2013.

كما تراجع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.45 % إلى 1151.76 نقطة وهو أدنى مستوى إغلاق منذ السابع من فبراير.

وسجل مؤشر البورصة الإيطالية أسوأ أداء بين أسواق الأسهم الأوروبية بتراجعه 3.13 % وسط حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات المقرر اجراؤها في 23 و24 فبراير.

ويتوقع معظم المستثمرين أن تفوز حكومة يسار وسط برئاسة بيير ليوجي بيرساني بدعم من رئيس الوزراء الحالي ماريو مونتي وان تواصل الاصلاحات للتصدي لمشاكل ديون ايطاليا.

ورغم ذلك فإن صعود الزعيم السابق سيلفيو برلسكوني تسبب في تنامي الشكوك حول النتيجة. وفي أنحاء أوروبا هبط مؤشر داكس الألماني 1.88 % ومؤشر كاك الفرنسي 2.29 %.

وأغلق مؤشر فايننشال تايمز المؤلف من اسهم 100 شركة منخفضا 103.83 نقطة أو 1.6 % إلى 6291.54 نقطة متراجعا عن مستوى 6300 نقطة للمرة الاولى في عشرة ايام. وجاءت اسهم شركات السلع الأولية والبنوك في مقدمة الخاسرين. وهذا هو أكبر هبوط للمؤشر القياسي منذ يوليو الماضي عندما كانت ازمة ديون منطقة اليورو في ذروتها.

الأسهم الأميركية

وانخفضت الاسهم الأميركية أول من أمس لثاني جلسة على التوالي دافعة مؤشر ستاندرد اند بورز القياسي الى تسجيل أسوأ خسارة في يومين منذ نوفمبر بعد تقارير أثارت شكوكا بشأن قوة الاقتصاد في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو.

وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضا 46.92 نقطة أو 0.34 % الى 13880.62 نقطة بينما هبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 9.53 نقطة أو 0.63 % ليغلق على 1502.42 نقطة.

وأغلق مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا منخفضا 32.92 نقطة أو 1.04 % الى 3131.49 نقطة.