أظهرت أسواق الأسهم العالمية قدرة عالية على التصالح مع الواقع الاقتصادي المضطرب واختتمت معظم المؤشرات تداولات الأسبوع على ارتفاع ملحوظ. وخلال الأسبوع بأكمله تقدم مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 0.2 بالمئة وزاد ستاندرد اند بورز500 الأوسع نطاقا 0.4 بالمئة وارتفع ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 0.3 بالمئة.

وسجل مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى أيضا تاسع مكسب أسبوعي له على التوالي معززا أطول سلسلة من المكاسب الأسبوعية منذ منتصف عام 2005. وفي أسواق العملة، انخفض الدولار أمام اليورو ليسجل 80.73 سنتا يورو، مقابل 82.12 سنتا يورو عند الإغلاق السابق. وارتفعت العملة الأميركية أمام نظيرتها اليابانية لتصل إلى 78.47 ينا.

تداولات أميركا

وفي ختام تداولات الأسبوع أول من امس الجمعة ارتفعت الأسهم الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ أوائل مايو بفضل تقرير أقوى من المتوقع بشأن نمو الوظائف الأميركية وآمال في أن تتحرك السلطات الأوروبية لاحتواء أزمة ديون منطقة اليورو.

وأغلق مؤشر داو جونز مرتفعا 217.36 نقطة أو 1.69 بالمئة عند 13096.24 نقطة. وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز 25.99 نقطة أو 1.90 بالمئة إلى 1390.99 نقطة. وأضاف مؤشر ناسداك 58.13 نقطة أو 2.00 بالمئة ليصل إلى 2967.90 نقطة.

شريحة جديدة

وبدأت وزارة الخزانة الأميركية عرض شريحة جديدة بقيمة 4.5 مليارات دولار من الأسهم الخاصة بالمجموعة الأميركية الدولية (ايه اي جي) للتأمين التي أنقذتها الحكومة الأميركية خلال الأزمة المالية. وفي ذروة الأزمة المالية عامي 2008 و2009، احتفظت وزارة الخزانة ومجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي بما مجموعه 182 مليار دولار في المجموعة الدولية للتأمين.

وستؤدي عملية البيع الأخيرة إلى تقليص نسبة استحواذ الحكومة إلى نحو 25 مليار دولار، ما يمثل انخفاضا بنسبة 86 في المئة من الاستثمار الأصلي، حسبما قالت الوزارة.

وكانت "اي اي جي" أكبر شركة تأمين في العالم، إلا أن المضاربة في سوق الإسكان الأميركي المتضخم تسبب في تراجع الشركة إلى حافة الانهيار، فقامت الحكومة الأميركية بإنقاذ الشركة آنذاك في أغلى عملية إنقاذ خلال الأزمة المالية. وتعافت الشركة بقوة وأعلنت أنها حققت 27 % زيادة في أرباح الربع الثاني لتصل إلى 2.33 مليار دولار.

ولا يزال دافعو الضرائب هم أكبر المساهمين في شركة "ايه اي جي" حيث يمتلكون ما يعادل 61 % من الشركة، التي اضطرت إلى بيع بعض من الشركات التابعة لها. وخلال الأزمة المالية، تكبدت "ايه اي جي" أسوأ خسارة سنوية من أي وقت مضى في تاريخ الشركات الأميركية حيث خسرت 99.3 مليار دولار.

ارتفاع أوروبي

ارتفعت الأسهم الأوروبية إلى أعلى مستوياتها في أربعة أشهر بقيادة أسهم البنوك إذ قال مستثمرون إن تعهد البنك المركزي الأوروبي بالتصدي لأزمة ديون المنطقة أتاح متنفسا للاقتصادات المتعثرة. وأغلق مؤشر يوروفرست مرتفعا 2.4 بالمئة عند 1080.30 نقطة وفقا بيانات غير نهائية وهو أعلى إغلاق له منذ أن سجل 1085.04 نقطة في الثاني من ابريل. وقفز مؤشر يورو ستوكس 50 للأسهم القيادية 4.6 بالمئة إلى 2366.88 نقطة. وفي أنحاء أوروبا ارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 2.2 بالمئة بينما قفز كل من كاك 40 الفرنسي وداكس الألماني أربعة بالمئة.

وكان يوروفرست 300 قد تراجع 1.2 بالمئة يوم الخميس بعد أن خيب رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي في البداية آمال بعض المستثمرين حين لم يعلن أي إجراءات فورية للمساعدة على خفض تكاليف اقتراض اسبانيا وايطاليا.

وارتفعت عائدات السندات الحكومية الاسبانية والايطالية وقفز عائد السندات الايطالية 19 نقطة أساس إلى 6.12 بالمئة بينما ارتفع عائد السندات الاسبانية الموازية سبع نقاط أساس إلى 6.81 بالمئة. ويوم الأربعاء فقدت مؤشرات الأسواق الأوروبية زخمها مع تلاشي آمال المستثمرين في تحرك البنوك المركزية الرئيسية في العالم لاتخاذ إجراءات جديدة بهدف تحفيز اقتصاداتها.

وقد جرى تداول الأسهم بأسعار أعلى بشكل عام قبل اجتماعات مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي خلال الأيام المقبلة.

وتراجعت المؤشرات الأوروبية مع تلاشي زخم موجة صعود للسوق دامت ثلاثة أيام. وفي أوروبا تراجع مؤشر يوروفرست 0.1 بالمئة إلى 1071.44 نقطة بعد أن صعد أكثر من خمسة بالمئة في الجلسات الثلاث السابقة. وفي أنحاء أوروبا انخفض مؤشر فايننشال تايمز 0.2 بالمئة في حين فقد مؤشر كاك 0.1 بالمئة وارتفع مؤشر داكس 0.06 بالمئة.

 

البنوك تضغط

 

رغم دعمها للمؤشرات في آخر جلسات الأسبوع إلا أن البنوك ضغطت بقوة على مؤشرات أوروبا. وأظهرت القيادة الجديدة في مصرف دويتشه بنك تشاؤماً كبيراً مع إعلان هبوط أرباح البنك في الربع الثاني من هذا العام في الوقت الذي وجد فيه نفسه وسط فضيحة أسعار الفائدة التي تضرب لندن. ويشكل الانخفاض بنسبة 46% في أرباح دويتشه في الأشهر الثلاثة الممتدة حتى نهاية يونيو جزءا من النتائج المالية الأولى التي عرضها أنشو جين ويورجين فيتشين منذ أن توليا قيادة البنك كمديرين تنفيذيين في نهاية مايو.

وقال دويتشه بنك إن صافي أرباحه في الربع الثاني تراجع إلى 661 مليون يورو أي 811 مليون دولار مقارنة بـ 1.2 مليار يورو في الفترة نفسها من العام الماضي بعد أن ضربت أزمة الديون الأوروبية أرباح المجموعة. وأعلن بنك يو.بي.اس عن انخفاض مفاجيء في الأرباح ومنيت انشطة الاستثمار في البنك بخسائر جراء هبوط انشطة التداول مقارنة بالربع السابق وتلقى ضربة قوية مع بدء تداول اسهم فيسبوك الذي واجه متاعب كبيرة.

وقال البنك السويسري إن صافي ربح الربع الثاني نزل أكثر من النصف ليصل إلى 425 مليون فرنك سويسري أي نحو 433 مليون دولار وجاء اقل كثيرا من توقعات المحللين. ونزل السهم 5.5 في المئة متخلفا في الاداء عن اسهم القطاع المصرفي الاوروبي.