رفضت النقابات المهنية في أسبانيا خطة التقشف الحكومية الجديدة والمتمثلة خصوصا في الزيادة في ضريبة القيمة المضافة وخصم ميزانيات الموظفين والعاطلين واعتبرتها سطواً. وتحت شعار "هذه عملية سطو، ارفعوا ايديكم!" سار العديد من التظاهرات سواء كانت تلقائية او منظمة منذ 11 يوليو تاريخ اعلان تلك الخطة التي تهدف الى اقتصاد 65 مليار يورو. وقد تصاعد غضب الاسبان الذين اجبروا على تضحيات كبيرة بينما سجلن نسبة بطالة قياسية بلغت نحو 25 بالمئة، على الخطة الجديدة.

شروط صارمة

وتحاول الحكومة اليمينية تحسين وضع المالية العامة بينما تسجل ميزانية 2012 تقشفا تاريخيا يتمثل بتوفير نحو 27.3 مليار يورو. لكن ذلك لم يكف لا سيما ان بروكسل فرضت على اسبانيا شروطا اكثر صرامة مقابل مساعدة مصارفها وتمديد المهلة حتى 2014 لخفض العجز العام الى اقل من 3 بالمئة.وهذه المرة سيكون البلد برمته من يدفع الديون.

فقد قرر رئيس الحكومة ماريانو راخوي، متخليا عن وعوده، الزيادة في ضريبة القيمة المضافة ما من شانه ان يوفر 22 مليار يورو بحلول 2014. وبذلك خسر الموظفون الذين خفضت رواتبهم 5 بالمئة خلال 2010، ثم جمدت، علاوة عيد الميلاد 2012 التي تعادل 7 بالمئة من الرواتب بينما تخفض علاوات العاطلين عن العمل الجدد بعد ستة اشهر.

تجمع يومي

وتلبية لشعارات النقابات و"الغاضبين" ودعوات الشبكات الاجتماعية، يتجمع الاسبان من كل الفئات يوميا منذ 11 يوليو رافعين العديد من اللافتات التي كتب عليها فقط كلمة "لا" مع صورة مقص. وهم يرتدون قمصانا صفراء كالتي يرتديها موظفو القضاء، وخضراء كعمال التربية وبيضاء كالممرضات ومن بينهم ايضا شرطيون بقمصان سوداء ورجال الاطفاء بخوذاتهم.

وقال اندريس فرنانديس البالغ من العمر 35 سنة والذي يعمل في الشرطة البلدية: قصوا رواتبنا اصلا وفضلا عن ذلك نخضع للاجراءات التي تطبق على الآخرين مع زيادة في ضريبة القيمة المضافة وغيرها من الضرائب.

كما انهم خصموا لنا ايام عطلة. ضقنا ذرعا. بلغنا الحد الاقصى. وقالت نقابة الشرطيين في رسالة مفتوحة وجهت الى ماريانو راخوي ان الشرطيين "اصبحوا لا يحتملوا اكثر من ذلك، والحكومة خيبت املهم بتوجيهها الضربة القاضية لاقتصادهم العائلي". وتحت شعار "انهم يريدون افلاس البلاد، يجب منعهم من ذلك، وسنكون اكثر عددا منهم" دعت النقابات الى التظاهر في ثمانين مدينة.

فاتورة إنقاذ البنوك تثير جدلاً في ألمانيا أكد فولفجانج بوسباخ رئيس لجنة الشئون الداخلية بالبرلمان الألماني والعضو في الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفضه لتحمل ألمانيا مليارات اليورو لمساعدة البنوك المتعثرة في أسبانيا جراء الأزمة المالية. وقال فولفجانج: لا أرى أن يتحمل دافعو الضرائب في ألمانيا بشكل رئيسي تكاليف المساعدات الطارئة التي تقدم للبنوك الأسبانية المتعثرة. وقال بوسباخ إنه لا يوافق على الحزمة الأوروبية وإنه يتعجب كثيرا أن البنوك الأسبانية التي تحقق أرباحا رائعة لا تشارك في إنقاذ البنوك الأخرى المتعثرة.