أعلن بنك لويدز البريطاني المؤمم جزئيا بيع أكثر من 600 فرع إلى المجموعة التعاونية بما يتماشى ومطالب الجهات الرقابية في الاتحاد الأوروبي. وقالت مصادر مطلعة إن دويتشه بنك يعتزم تسريح نحو ألف عامل في قسم الخدمات المصرفية الاستثمارية ليصبح أحدث بنك يستجيب للتباطؤ في نشاط أسواق المال مع تراجع ثقة العملاء بسبب أزمة الديون في منطقة اليورو .

والتي زادت من معاناة البنوك بشكل كبير. وعلى الرغم من المشكلات التي تواجهها العديد من البنوك الأوروبية إلا ان محللين يرون صناديق الثروة السيادية تواقة للبنوك الغربية. فبالرغم من أن موجة الاستثمارات المالية التي حدثت في أوائل الأزمة انتهى معظمها بصورة سيئة إلا أن أحدث زيادة لرأس المال أطلقها بنك كريدي سويس بقيمة 3.8 مليارات فرنك سويسري تظهر أن الدول الغنية لا تزال تثق في البنوك الأوروبية.

حصة متوقعة

وتمنح عملية بيع 632 فرعا من لويدز وقيمتها 750 مليون جنيه إسترليني أي 1.16 مليار دولار المجموعة التعاونية حصة نسبتها 10 % في الشبكة المصرفية بالبلاد. وسينتقل إلى المجموعة التعاونية ،التي لديها بالفعل بنوكها الخاصة بها ، 4.8 ملايين عميل من مصرف لويدز.

وكانت عملية البيع شرطا من جانب سلطات المنافسة الأوروبية بعد أن استحوذ لويدز على مصرف هاليفاكس بنك أوف سكوتلاند الأصغر في اندماج طارئ خلال ذروة الأزمة المصرفية عام 2008. وتم تأميم لويدز بشكل جزئي في عام 2008، ولا يزال مملوكا للدولة بنسبة 40 %.

إلغاء وظائف

ومن المتوقع أن يلغي دويتشه هذه الوظائف رغم أنه قال في ابريل انه لا يرى حاجة لتسريح عاملين في قسم الخدمات المصرفية الاستثمارية الذي كان أحد الاقسام التي قادت نمو ارباح البنك.

لكن تباطؤ التعاملات على الأسهم والسندات وتراجع عمليات الاستحواذ في ثلاثة أشهر حتى يونيو دفع بنوك الاستثمار العالمية ومنها كريدي سويس وجولدمان ساكس ويو.بي.اس لخفض العمالة.ويتوقع محللون أن تخفض البنوك المزيد من عمالتها هذا العام ربما بنسبة خمسة بالمئة إضافية من قوة العمل بسبب ضعف الأرباح حتى بعد تسريح ألوف العمال العام الماضي.

أضرار كبيرة

وباستثناء قلة من العوائد المدهشة تضررت الصناديق السيادية من عمليات إعادة رسملة البنوك. وأصبح التلاعب بأسعار الفائدة سببا آخر للقلق بشأن أسهم البنوك. لكن بالرغم من أن سهم كريدي سويس يتداول عند أدنى مستوياته منذ أوائل التسعينات إلا أن البنك السويسري لم يضطر لعرض شروط جذابة للغاية ليكسب دعم مساهميه الحاليين.

فقد اشترت كل من قطر القابضة وبنك نورجس النرويجي ومجموعة العليان السعودية في السندات الإلزامية التحويل التي طرحها كريدي سويس. وسيحصلون على كوبون سنوي بنسبة أربعة بالمئة حتى تحويل السندات إلى أسهم عادية في مارس المقبل بخصم خمسة بالمئة من سعر السهم قبل الإعلان عن هذه الخطوة.

أموال ضخمة

ويمكن التسليم بأن المستثمرين الخليجيين لم يتضرروا بشدة منذ أن ضخوا رؤوس أموال كبيرة في كريدي سويس في أواخر 2008. وهذا لأنهم اشتروا أوراقا مالية هجينة بالإضافة إلى أسهم عادية. وهذه الأوراق تصدر بكوبون سنوي بنسبة 10.5 بالمئة تقريبا وسيظل لها عائد بنسبة تسعة بالمئة تقريبا بعد تحويلها إلى أوراق تدعم رأس المال من المستوى الأول.

حافز آخر

وهناك حافز للمساهمين الحاليين في كريدي سويس يتمثل في حماية استثماراتهم من خفض قيمتها. لكن مشاركة صندوق تيماسيك تشير إلى أن مستثمرين جددا يرون إمكانية لتعافي مثل هذا البنك الذي لديه وجود في الأسواق الناشئة وقاعدة كبيرة من العملاء أصحاب الثروات. والصندق السنغافوري لديه ما يدعوه لتوخي الحذر فقد تكبد خسارة ثقيلة حين قام بإنقاذ ميريل لينش في أواخر 2007.

كما أن منافسه المحلي مؤسسة الاستثمار الحكومية السنغافورية يسجل حاليا خسارة في استثماره في بنك يو.بي.إس. واستمرار هذا الحماس قد يعكس ببساطة قلة البدائل الجذابة. فبعد أن أصبحت العوائد على السندات الحكومية الغربية محدودة للغاية بل وسلبية يتعين على الصناديق السيادية التي تبحث عن عائد أن تبحث في مكان آخر. ومن الصعب عليها أن تتجاهل البنوك.

 

سندات إلزامية

 

 

أطلق كريدي سويس في 18 يوليو سلسلة من الإجراءات لتعزيز رأسماله من بينها إصدار سندات إلزامية التحويل بقيمة 3.8 مليارات فرنك سويسري للمستثمرين الحاليين والجدد. ويدفع على السندات كوبون سنوي نسبته أربعة بالمئة حتى تحويلها إلى 234 مليون سهم عادي في مارس 2013.

وسيشتري نصف الإصدار مستثمرون استراتيجيون من بينهم قطر القابضة ومجموعة العليان السعودية وشركة بلاكروك انفستمنت وكابيتال ريسرش جلوبال انفستورز وبنك نورجس النرويجي وصندوق تيماسيك السنغافوري. وتعهدت مجموعة من المستثمرين الاستراتيجيين بشراء النصف الآخر من الإصدار الذي سيطرح على المساهمين الحاليين في كريدي سويس إذا لم يشتر بالكامل.

ووافقت مجموعة العليان على تسريع خطتها لتحويل أوراق مالية هجينة بقيمة 1.7 مليار فرنك سويسري في كريدي سويس إلى أوراق مالية تدعم رأس المال من المستوى الأول. ومن المتوقع الآن إكمال الخطة بحلول 31 يوليو. وتحمل الأوراق المالية الهجينة حاليا كوبونا بفائدة سنوية 10.5 بالمئة. وتحمل الأوراق المالية الجديدة التي تدعم رأس المال من المستوى الأول كوبونا بفائدة بنحو تسعة بالمئة. وتمتلك مجموعة العليان حاليا 6.6 بالمئة من أسهم كريدي سويس. وتمتلك قطر القابضة 6.2 بالمئة.