تراجعت أسعار النفط الخام أمس بعد مكاسب حادة في اليوم السابق حيث عاود المستثمرون التركيز على الأوضاع الاقتصادية القاتمة. وكان حجم التداول محدودا مع إغلاق الأسواق الأميركية بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال وقبيل اجتماع لصناع السياسات بالبنك المركزي الأوروبي وبنك انجلترا المركزي.

وفي إحدى مراحل التداول تراجع سعر خام برنت 95 سنتا إلى 99.73 دولارا للبرميل بعد أن قفز أكثر من ثلاثة بالمئة في الجلسة السابقة بفعل تغطية مراكز مدينة عشية العطلة الأميركية. وهبط الخام الأميركي 72 سنتا إلى 86.94 دولارا بعد أن تحددت التسوية يوم الثلاثاء عند أعلى إغلاق منذ 30 مايو.

وقال فيليب بيترسون المحلل لدى اس.إي.بي في ستوكهولم : بعد صعود قوي في الجلسة السابقة وفي غياب السيولة الأميركية تتحرك السوق باتجاه مستوى يسهل الدفاع عنه. وأضاف: أتوقع بعض المراهنة على انخفاض الأسعار لكن تراجعا بنسبة واحد بالمئة بعد عدة أيام من المكاسب ليس تحركا كبيرا.

انخفاض المخزونات

وأظهرت بيانات لمعهد البترول الأميركي انخفاض مخزونات النفط الأميركية بشكل حاد الاسبوع الماضي وتراجع مخزونات البنزين والمقطرات أيضا مقارنة مع توقعات بارتفاعها رغم زيادة معدل تشغيل المصافي. وتراجعت مخزونات الخام ثلاثة ملايين برميل في الاسبوع المنتهي في 29 يونيو مقارنة مع توقعات لمحللين بانخفاض قدره 1.9 مليون برميل.

وتقلصت مخزونات البنزين الاميركية بواقع 1.4 مليون برميل مقارنة مع توقعات لمحللين بزيادة قدرها 600 ألف برميل. ونزلت مخزونات المقطرات 1.1 مليون برميل مقارنة مع توقعات المحللين بزيادة قدرها 600 ألف برميل. وزاد معدل تشغيل المصافي 0.5 نقطة مئوية إلى 92.4 في المئة من الطاقة مقارنة مع توقعات بزيادة بواقع 0.1 نقطة.

اجتماع طارئ

وقالت الجزائر إنها ستطلب عقد اجتماع طارئ لمنظمة اوبك إذا واصلت أسعار الخام هبوطها لتؤيد بذلك تصريحات من أعضاء آخرين في المنظمة ينتابهم القلق بشأن زيادة المعروض. وقال يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم للإذاعة الرسمية إن بلاده ستؤيد هذه الفكرة إذا استمر تراجع الأسعار.

وحثت ايران في مطلع الاسبوع الأمين العام لأوبك على الدعوة لعقد اجتماع طارئ لوقف انخفاض الأسعار. جاء ذلك عقب دعوة من العراق لخفض امدادات المنظمة وطلب من فنزويلا لعقد اجتماع استثنائي في الربع الثالث من العام إذا بقيت الاسعار منخفضة. ورغم الزيادة الأخيرة في الأسعار لا يزال برنت اقل بنسبة 21 في المئة عن أعلى مستوى له في 2012 سجله في أول مارس عند 128.40 دولارا. وسجلت الاسعار في الربع الثاني أكبر خسارة فصلية منذ الأزمة المالية في 2008.

تراجع الأسعار

وقالت الجزائر إن من المرجح أن تتراجع أسعار النفط العالمية بسبب تخمة المعروض وضعف الطلب. وقال يوسفي إن السوق غير متوازنة بسبب عاملين هما تدني الطلب عن المعدلات العادية وزيادة المعروض منذ مطلع العام. وأضاف أن تلك الاختلالات يمكن أن تتسبب في تراجع الأسعار وأن الجزائر تراقب الوضع بشكل يومي. وكانت الجزائر حثت السعودية أكبر منتج في أوبك على خفض إنتاجها النفطي خلال اجتماع لأوبك في يونيو.

وفي الربع الثاني من العام سجلت الأسعار أكبر تراجع فصلي لها منذ الأزمة المالية لعام 2008 مما أثار المخاوف بين بعض أعضاء أوبك.