واصلت أسعار العقود الآجلة للنفط تراجعها دون 98 دولارا أمس لتستمر الخسائر نتيجة مخاوف بأن تضر أزمة ديون منطقة اليورو بالاقتصاد العالمي وتهدد نمو الطلب على النفط. وفي إحدى مراحل التداول نزل سعر مزيج برنت 76 سنتا إلى 97.33 دولارا للبرميل بعد أن تراجع في وقت سابق إلى 96.62 دولارا مقتربا من ادنى مستوى له هذا العام 95.63 دولارا الذي سجله في الرابع من يونيو. وهبط سعر عقود الخام الخفيف 52 سنتا إلى 82.18 دولارا للبرميل. وفي وقت سابق هوى الخام الى 81.07 دولارا وهو أدنى مستوى له هذا العام.

مخاوف متواصلة

وقال جاي وولف محلل الاقتصاد الكلي ماركس سبكترون: تؤثر أوروبا على توقعات النمو بشكل كبير ومع الضعف الفعلي في الصين فان تفاقم ازمة منطقة اليورو قد يدفع بالاقتصاد العالمي لحالة من الركود. وارتفع سعر النفط في التعاملات الاجلة اكثر من دولارين أول من أمس الاثنين بعد انباء عن موافقة وزراء مالية منطقة اليورو على اقراض اسبانيا مبلغا يصل إلى 125 مليار دولار لعلاج مشاكل بنوكها المثقلة بالديون لكن شكوكا بشأن الصفقة خلال الليل جددت المخاوف من تفاقم مشاكل مدريد المالية.

جدلية العقوبات

في الأثناء اعلنت الولايات المتحدة الاثنين انها ستعفي 7 دول ناشئة من بينها الهند من عقوبات جديدة مشددة بعد ان حدت من استيرادها من النفط الايراني، الا ان الصين لم تكن ضمن المجموعة. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الهند وماليزيا وجنوب افريقيا وكوريا الجنوبية وسريلانكا وتركيا وتايوان اضيفت الى قائمة الدول المعفاة من العقوبات بعدما كانت اعلنت في مارس اعفاء الاتحاد الاوروبي واليابان منها. وبموجب قانون تمت المصادقة عليه العام الماضي واثار اعتراض بعض حلفائها، ستفرض الولايات المتحدة في 28 يونيو عقوبات على المؤسسات المالية التي تتعامل مع المصرف المركزي الايراني الذي يشرف على صادرات النفط، اهم موارد هذا البلد.

خفض الواردات

وقالت كلينتون ان الدول السبع التي يشملها الاعفاء قامت بخفض وارداتها من النفط الايراني الخام "بشكل ملحوظ". واضافت ان الاعفاء دليل على نجاح الحملة الاميركية من اجل ممارسة ضغوط على النظام الايراني الذي تشتبه اسرائيل وبعض الدول الغربية بانه يسعى لامتلاك القنبلة الذرية تحت ستار برنامجه النووي المدني، الامر الذي تنفيه طهران. وأوضحت في بيان: عبر خفض مبيعات النفط الايراني، نوجه رسالة حاسمة الى قادة البلاد بانهم سيواجهون عزلة وضغطا متزايدين الى ان يتخذوا اجراءات ملموسة من شأنها تبديد قلق المجتمع الدولي.

الا ان الولايات المتحدة لم تعلن اعفاء للصين التي تعتمد بشكل كبير على وارداتها من النفط ولا سيما النفط الايراني لتلبية حاجات اقتصادها الهائلة لموارد الطاقة. وقال مسؤولون ان الولايات المتحدة تواصل محادثاتها في هذا الشأن مع السلطات الصينية. وأوضح مسؤول أميركي كبير رفض الكشف عن هويته: لقد ابلغنا زملاءنا في الصين بشكل كامل بحجم العقوبات واهمية تطبيقها سريعا. لكن المسؤول اضاف ان الصين وهي احدى دول مجموعة الست التي ستستأنف محادثاتها مع ايران الاسبوع المقبل في موسكو، هي "شريك مهم جدا" في المحادثات النووية.

استياء دولي

وعبرت دول عدة عن استيائها من القانون الاميركي اذ تعتبر ان مجلس الامن الدولي وحده يحق له فرض عقوبات وان خفض الواردات من النفط يمكن ان ينعكس سلبا على النهوض الاقتصادي الهش. الا ان السعودية زادت انتاجها للتعويض عن اي نقص نتيجة خفض الواردات من ايران. وخلافا للتوقعات، فان اسعار النفط تشهد تراجعا على الرغم من التوترات حول ايران. وقدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران لا تبيع ربع انتاجها الذي بلغ 3.3 ملايين برميل في اليوم في ابريل. وصرحت الهند انها ستخفض وارداتها من النفط الايراني بنسبة 11%. وتقيم الهند علاقات جيدة مع ايران الا انها حاولت الحد من الخلافات خلال زيارة لكلينتون الشهر الماضي.

ضغوط وانتقادات

وتأمل الإدارة الاميركية بممارسة ضغوط اقتصادية على ايران لتفادي جزئيا ان تشن اسرائيل ضربة على ايران بعد ان اعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو انه لا يستبعد اللجوء الى القوة. وانتقدت النائبة الجمهورية ايليانا روس-ليتينن رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الادارة الديمقراطية الحالية على قرار الاعفاء معتبرة انه ليس قاسيا كفاية بحق ايران. وقالت روس-ليتينن "اذا كانت الادارة تريد اعفاء كل هذه الدول، فاي دولة ستكون العبرة اذا؟"

مشتريات الصين

وأكد مسؤول تنفيذي كبير بقطاع النفط الصيني أن شركة التكرير الصينية العملاقة سينوبك كورب أكبر مشتر للنفط الإيراني لا تعتزم زيادة وارداتها منه حتى نهاية العام الحالي تجنبا لانتهاك عقوبات أمريكية مشددة. والصين هي الوحيدة من بين مشتري النفط الإيراني الآسيويين الأربعة الكبار التي مازال من الممكن أن تواجه عقوبات أميركية يبدأ سريانها في 28 يونيو. وفي حين أجرت الصين تخفيضات كبيرة في واردات الربع الأول من العام تخشى الولايات المتحدة من أن بكين قد تجد صعوبة في مقاومة عرض بسعر مخفض إذا حاولت إيران بيع كميات الخام التي لم يعد بوسعها تصديرها إلى دول أخرى في وقت لاحق هذا العام. وقال المسؤول المقيم في بكين والمطلع على العمليات التجارية لسينوبك إن الشركة رفضت بالفعل عروضا من هذا القبيل.

 وقال دون إسهاب: قدم الإيرانيون بعض العروض لكننا رفضناها. وأضاف: المزايا الاقتصادية لضخ بعض النفط الإيراني بسعر أقل في احتياطيات النفط الوطنية ضئيلة بدرجة لا تجعل الدولة تأخذها في الحسبان. مبعث القلق الرئيسي بالنسبة للحكومة الصينية هو العلاقات الصينية الأميركية.

 

 

واردات تركيا

 

أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز أمس أن بلاده بدأت محادثات مع السعودية بشأن مشتريات طويلة الأجل من النفط الخام. وكان الوزير يتحدث عقب أنباء ذكرت أن الولايات المتحدة ستعفي تركيا من عقوبات مالية مزمعة نظرا لخفضها واردات النفط الايراني. كما قال يلدز إن تركيا لا تزال واحدة من الدول صاحبة أعلى مستويات التجارة مع ايران وإنها تهدف إلى زيادة حجم هذه التجارة.