أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أنها تنتج نفطا بأكثر مما تحتاج إليه الأسواق مشيرة إلى أن أزمة منطقة اليورو قد تضر بالطلب العالمي. ويتعارض التحليل في تقرير النفط الشهري لأوبك الصادر قبل اجتماع وزراء نفط أوبك في فيينا بعد غد الخميس مع تصريحات وزير النفط السعودي علي النعيمي أول من أمس الاثنين. وكان الوزير دافع عن الإنتاج المرتفع برغم تراجع الأسعار لما دون 100 دولار للبرميل وذلك من أجل حماية نمو الاقتصاد العالمي. غير أن أعضاء آخرين في المنظمة يريدون من السعودية ، أكبر منتج للنفط في أوبك أن تخفض إنتاجها من أجل الحفاظ على مستويات الأسعار. وقال يوجين فاينبيرج المحلل البارز لدى مصرف كومرتسبنك في فرانكفورت إن هناك احتمالا لحدوث خلاف.
متطلبات السوق
وجاء في تقرير أوبك إن "إنتاج النفط الخام المرتفع من أوبك بما يتجاوز متطلبات السوق يقدم تأكيدا آخر بأن السوق لا تزال بها إمدادات وفيرة". وفي حين تراجع إجمالي انتاج أوبك بمقدار 58 ألف برميل يوميا إلى 31.6 برميلا في اليوم الشهر الماضي، لا تزال أوبك تشعر بالعجز عن الوفاء بسقف إنتاجها البالغ 30 مليون برميل يوميا والمحدد في ديسمبر.
الطلب العالمي
وأبقت المنظمة المؤلفة من 12 دولة على توقعاتها ارتفاع الطلب العالمي إلى 88.69 مليون برميل يوميا هذا العام، لكنها حذرت من "ظهور مؤشرات تظهر أن الاقتصاد العالمي يتباطأ بشكل أكبر". واستشهد التقرير بالاضطرابات الاقتصادية في اليونان وإسبانيا وقال إن الضعف في الاقتصادات المتقدمة يضر بدول صاعدة مثل الصين. وقالت أوبك إن ميزان العرض والطلب العالمي على النفط قد يرتخي بدرجة أكبر في النصف الثاني من العام. واضافت أن النصف الثاني من العام قد يشهد مزيدا من الارتخاء في العوامل الأساسية رغم الزيادة الموسمية في الطلب. وذكرت أوبك عوامل من بينها تباطؤ الاقتصاد العالمي ومخاطر قد تؤدي لانخفاض الطلب مثل ارتفاع أسعار البنزين الأمريكية وتحسن إمدادات الدول غير الأعضاء في المنظمة والنمو الأمريكي.
متوسط الإنتاج
وقال تقرير أوبك إن متوسط الطلب على إنتاجها من النفط سيبلغ 30.74 مليون برميل يوميا في النصف الثاني وذلك دون تغيير عن التوقع السابق. وقالت أوبك "إنتاج أوبك المرتفع من النفط الخام والذي يتجاوز احتياجات السوق يؤكد أيضا أن السوق تتلقى إمدادات وفيرة." لكن مجموعة ثانية من أرقام الإنتاج التي أعلنتها أوبك والمقدمة من الدول الأعضاء تظهر أن السعودية قلصت إنتاجها. وقال التقرير إن السعودية أبلغت أوبك بأنها أنتجت 9.8 ملايين برميل يوميا في مايو انخفاضا من 10.1 ملايين برميل يوميا في ابريل. وقالت أوبك إن الطلب العالمي على النفط سينمو 900 ألف برميل يوميا في 2012 دون تغيير عن التقييم السابق.
سقف الإنتاج
وقال محمد علي خطيبي مندوب إيران الدائم لدى منظمة أوبك إن على المنظمة ألا ترفع سقف إنتاجها النفطي. وأوضح: القضية الأولى والأهم هي أن نتفق على الالتزام بالثلاثين مليون برميل يوميا إذا كان ينبغي تغيير هذا السقف فسنحتاج لمبرر قوي. وقال عندما سئل إن كانت هناك حاجة لسقف أعلى: لا أعتقد هذا لأننا أنتجنا أكثر من حاجة السوق في النصف الأول.
وفي ذات الإطار قال وزير النفط الفنزويلي رفاييل راميريز إن على الدول الأعضاء في منظمة أوبك التي يتسبب إنتاجها الزائد في تجاوز مستوى الثلاثين مليون برميل يوميا الذي تستهدفه المنظمة أن تخفض إمداداتها. وقال راميريز إنه سيوجه مناشدة قوية خلال اجتماع أوبك للمنتجين الذين يضخون كميات إضافية بما فيهم السعودية لخفض الإنتاج. وأوضح: نعتقد أن علينا الإبقاء على سقف الإنتاج البالغ 30 مليون برميل يوميا الذي اتفقنا عليه في اجتماعنا السابق في ديسمبر. وأضاف: لدينا أيضا بواعث قلق من أن الإنتاج الزائد في السوق يقترب من ثلاثة ملايين برميل يوميا مقدرا معروض أوبك عند 32.9 مليون برميل يوميا.
