تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية أمس في حين ساد الغموض التداولات في أوروبا وآسيا. ورغم الارتفاع الطفيف الذي سجلته أسواق لندن ومدريد وطوكيو إلا أن التداولات كانت ضعيفة بسبب الشكوك حول إمكانية حل الأزمة الأوروبية وارتفاع معدلات الفائدة على السندات الإسبانية. وقدمت الصفقات الرخيصة دعماً لمؤشر نيكاي وبعض أسهم القطاعات الأوروبية التي تراجعت بقوة خلال الفترة الأخيرة. واستقر سعر الذهب متعافياً من خسائر مبكرة ناجمة عن ضعف اليورو مع تجدد التركيز على تباطؤ وتيرة النمو في الولايات المتحدة ليتغير شكل العلاقة بين المعدن والأصول التي تعتبر مرتفعة المخاطر.

وينظر إلى اتصال هاتفي بين القادة الماليين في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى واجتماع البنك المركزي الأوروبي وكلمة بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي باعتبارها عوامل مساعدة على اجراء يتعلق بالسياسة النقدية بعد صدور سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة في الفترة الأخيرة.

أسواق الأسهم

في أسواق الأسهم نزل مؤشر داو جونز لأسهم الشركات الكبرى 16.01 نقطة أو 0.13 بالمئة إلى 12085.45 نقطة. وفقد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 2.87 نقطة أو 0.22 بالمئة مسجلا 1275.31 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 7.05 نقاط أو 0.26 ٪ إلى 2752.96 نقطة.

وعلى الرغم من الضعف الذي ساد التداولات واصلت الأسهم الأوروبية ارتفاعها للجلسة الثانية على التوالي إذ تشجع المستثمرون بانخفاض القيم وتوقعات بأن يتخذ صناع القرار في العالم اجراءات لتحفيز النمو الاقتصادي قريبا. وارتفع مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.7 ٪ في التعاملات المبكرة ليسجل 2094.99 نقطة بعد ارتفاعه في الجلسة السابقة بنسبة 0.5 ٪ مواصلاً التعافي من أدنى مستوياته في ثمانية أشهر عند مستوى 2050.16 نقطة الذي سجله الأسبوع الماضي. وارتفع مؤشر كاك 40 الفرنسي في التعاملات الصباحية 0.7 ٪ بينما زاد مؤشر داكس الألماني 0.4 بالمئة.

واختتمت الأسهم اليابانية تعاملاتها في بورصة طوكيو للأوراق المالية بارتفاع، هو الأول في خمس جلسات تداول، بفضل مشتريات صائدي الصفقات وصعود البورصات الآسيوية الأخرى. وارتفع مؤشر نيكاي القياسي بمقدار 86.37 نقطة بما يعادل 1.04 ٪ ليصل إلى 8382 نقطة بعد تراجعه بنسبة 1.71 ٪ في الجلسة السابقة. كما سجل مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً ارتفاعاً بمقدار 12.73 نقطة أي بنسبة 1.83 ٪ إلى 708.2 نقطة بعدما انخفض إلى أدنى مستوياته منذ 28 عاماً. وارتفعت أسهم شركات التصدير مدعومة بتراجع الين أمام العملات الرئيسية الأخرى.

أسهم كانتاس

وتراجع سهم شركة الطيران الأسترالية "كانتاس أيروايز" بنسبة 18 ٪ ليصل سعره إلى 1.16 دولار وهو أقل سعر له على الإطلاق بعدما ذكرت أنها تتوقع تراجع أرباحها قبل حساب الضرائب خلال العام المالي الحالي بنسبة 90 ٪ بسبب خسائر رحلاتها الدولية.

وقال آلان جويس الرئيس التنفيذي للشركة الأسترالية: إنه يتوقع تحقيق أرباح تشغيل تتراوح بين 50 مليون دولار و100 مليون دولار أسترالي أي 48.8 مليوناً و97.7 مليون دولار أميركي خلال العام المالي الذي ينتهي في 30 يونيو الحالي. وبلغت أرباح كانتاس قبل حساب الضرائب خلال العام المالي الماضي 552 مليون دولار أسترالي. ويتوقع المحللون أن تكون أرباح العام المالي الحالي حوالي 285 مليون دولار.

وفي الوقت نفسه من المتوقع تكبد الأنشطة الدولية للشركة خسائر قدرها 450 مليون دولار خلال العام المالي الحالي في حين من المتوقع أن تحقق الأنشطة المحلية لها أرباحا قدرها 600 مليون دولار. وأرجع جويس تدهور أداء الشركة إلى مشكلات الديون في منطقة اليورو وارتفاع أسعار الوقود. وقال توني ويبر المحلل الاقتصادي للإذاعة الأسترالية: إن هذه النتائج المتوقعة هي الأسوأ بالنسبة للشركة.

سهم فيسبوك

وواصل سهم شركة فيس بوك التي تدير أشهر موقع تواصل اجتماعي في العالم تراجعه في تعاملات بورصة نيويورك للأوراق المالية ليصل إلى 9ر26 دولارا وهو أقل سعر له منذ طرحه للتداول في البورصة بسعر 38 دولارا في 18 مايو الماضي. وفقد سهم الشركة الأميركية 29 ٪ من قيمته منذ طرحه للاكتتاب العام الأولي. ونقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء الاقتصادية عن كارلوس كيرجنر المحلل المالي قوله: "من الصعب إقناع أي عميل بشراء السهم اليوم".

وعند طرح أسهم فيس بوك للاكتتاب العام الأولي بقيادة بنك مورجان ستانلي الاستثماري، تم تحديد قيمة الشركة الإجمالية بمقدار 107 أمثال أرباح الشركة خلال العام السابق. وتعرضت فيس بوك وبنك مورجان ستانلي لانتقادات عدة بسبب زيادة كمية الأسهم المطروحة للاكتتاب بنسبة 25 ٪ إلى 421.2 مليون سهم قبل أيام قليلة من طرحه للتداول. يأتي ذلك فيما لا يتناسب معدل نمو عائدات فيس بوك من الإعلانات مع النمو السريع لأعداد مستخدمي الموقع.

أسواق المعادن

وفي أسواق المعادن سجل الذهب أكبر ارتفاع في يوم واحد منذ أكثر من ثلاث سنوات نهاية الأسبوع الماضي بعدما أذكت بيانات ضعيفة للوظائف الأميركية تكهنات بأن يعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي جولة جديدة من التيسير النقدي وحافظ المعدن على معظم مكاسبه رغم ضعف اليورو.

واستقر سعر الذهب في السوق الفورية تقريبا عند 1618.85 دولارا للأوقية وكان قد نزل في وقت سابق إلى 1612.19 دولارا.وزادت العقود الأميركية للذهب تسليم اغسطس 6.20 دولارات إلى 1620.10 دولارا للاوقية. وارتفعت الفضة 0.2 بالمئة إلى 28.27 دولارا للأوقية. وارتفع سعر البلاتين واحدا بالمئة إلى 1435.75 دولارا للأوقية. وزاد البلاديوم 0.1 بالمئة إلى 608.78 دولارات للأوقية.

وكان المعدن النفيس قد انهى الأسبوع الماضي على مكاسب بلغت اكثر من 3 بالمئة لكنه تراجع في سوق نيويورك أول من امس الاثنين بعد انخفاض اسواق الأسهم الأميركية وهو ما دفع المضارين لبيع الذهب لتغطية خسائرهم في الأسهم. وكان الذهب قد سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند حوالي 1920 دولارا للأوقية في 2011 عندما اقبل المستثمرون على شرائه كأداة استثمارية آمنة اثناء أزمة الديون في أوروبا. مخاوف تمويلية

انخفض سعر اليورو مبدداً المكاسب التي حققها في وقت سابق مع تنامي المخاوف بشأن قدرة اسبانيا على استعادة قوة قطاعها المصرفي بعد أن قال وزير وزير الخزانة: إن ارتفاع تكلفة الاقتراض يعني فعلياً أن أبواب أسواق المال موصدة في وجه اسبانيا. وألقت تصريحات وزير الخزانة كريستوبال مونتورو الضوء على مشكلات التمويل التي تواجهها اسبانيا في الوقت الذي يخشى فيه المستثمرون من أن تسعى البلاد إلى الحصول على مساعدة خارجية. وقال محللون إن حجم خسائر اليورو يرتبط باحتمالات التوصل إلى انفراجة كبيرة.

وهبط اليورو 0.6 بالمئة أمام الدولار عن الإغلاق السابق ليسجل أدنى مستوياته خلال الجلسة عند 1.2415 دولار. وجرى تداوله منخفضاً بأكثر من سنت عن أعلى مستوياته في أسبوع الذي سجله في وقت سابق بعد أن قلص المستثمرون مراهناتهم على انخفاض العملة. وبدد اليورو خسائره كذلك أمام الين ونزل 0.8 بالمئة إلى 97.08 يناً وإن ظل أعلى من 95.59 يناً وهو أدنى مستوياته في 11 عاماً الذي سجله نهاية الأسبوع الماضي. ونزل الدولار 0.15 بالمئة أمام الين إلى 78.20 يناً مقترباً من أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر ونصف الشهر الذي سجله يوم الجمعة عند 77.652 يناً.