مع بدء تعافي الاقتصاد العالمي في العام الماضي، عادت معدلات خلافة الرؤساء التنفيذيين في أكبر 2500 شركة في العالم إلى المستويات التي كانت تُسَجل خلال الأعوام السابقة للانكماش، وفقاً للدراسة السنوية الثانية عشرة التي أجرتها «بوز أند كومباني» حول خلافة الرؤساء التنفيذيين. ففي عام 2011، جرى استبدال 14.2 % من الرؤساء التنفيذيين في أكبر الشركات حول العالم، ما يتطابق مع المعدل الذي سجل لمدة سبعة أعوام سابقة والذي تجاوز نسبة 14 %، ويتخطى بشكل كبير نسبة الـ11.6 % المسجلة في عام 2010 الذي كان يشهد تداعيات الأزمة المالية العالمية.

وقال بير أولا كارلسون، نائب رئيس أول في بوز أند كومباني والمدير الإداري لأوروبا، إن "مجالس الإدارة تميل إلى المحافظة على رؤسائها التنفيذيين خلال فترات الاضطراب الاقتصادي من أجل المحافظة على الاستقرار، لكنها تبدي رغبة أكبر في تغيير الإدارة العليا عند عودة الاستقرار الاقتصادي وتوقع الشركات حصول تحسن. وتعني عودة النسبة الإجمالية لخلافة الرؤساء التنفيذيين إلى المستويات السابقة أن بعض الشركات تبذل جهوداً فعلية لإعادة التفكير في الاستراتيجية ودفع الأداء".

وتنظر دراسة بوز أند كومباني لأنماط خلافة الرؤساء التنفيذيين عالمياً في ثلاثة عوامل لتغيير الرؤساء التنفيذيين في أكبر 2500 شركة في العالم وهي الدرجة والطبيعة والتوزع الجغرافي. ويركّز تقرير هذا العام الذي يحمل عنوان "السنة الأولى الجديدة للرئيس التنفيذي" بصورة خاصة على التحديات التي يواجهها الرؤساء وهويتهم وأدائهم.

ولفت كريم صباغ، نائب رئيس أول في بوز أند كومباني، إلى أن "السنة الأولى أساسية بالنسبة إلى الرؤساء التنفيذيين، وهذا ينطبق على الشرق الأوسط أيضاً. وقد وجدنا أن أخذ الأمور بشكل صحيح من البداية أساسي لنجاح الرئيس التنفيذي خلال فترة توليه منصبه. وهي فرصة محدودة متاحة للرئيس التنفيذي يتعين فيها وضع لمسته أو لمستها الخاصة على الشركة، ووضعها على المسار الصحيح لمواجهة مستقبل يشوبه الشك".

النتائج الرئيسية

٪ . . وبين عامي 2009 و2011، حقق الرؤساء التنفيذيون من داخل الشركات المنتهية ولايتهم عليها عائدات سنوية للمساهمين بنسبة 4.4 % أعلى من متوسط مؤشرات السوق المحلية، مقارنة بعائدات بنسبة 0.5% للرؤساء التنفيذيين من خارج الشركات.

٪ . 2011 22 % 2009 2010 14 % 2007. 2011 22 % 31 % 24 % 2010 14 % 2007 .

تتطور العلاقة بين رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي. تقر العديد من الشركات بالضغوط التي يواجهها الرئيس التنفيذي الجديد وتستجيب لهذه الضغوط بنموذج "تمهن"، مع تعيين الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته كرئيس لمجلس الإدارة لتوجيه الرئيس التنفيذي الجديد.

وفي أميركا الشمالية، جرى في عام 2011 تعيين 37 % من الرؤساء التنفيذيين المنتهية ولايتهم في إطار عمليات تعاقب مخططة كرؤساء مجلس إدارة لإرشاد الرؤساء التنفيذيين الجدد. وفي اليابان، تعتمد هذه العملية على نطاق أوسع، مع تعيين 63 % من الشركات الرؤساء التنفيذيين المنتهية ولايتهم كرؤساء مجلس إدارة، في حين أن نسبة الشركات التي انتهجت هذا المسار بلغت 17 % فقط.

ارتفعت التعيينات المدمجة لرؤساء مجلس الإدارة والرؤساء التنفيذيين قليلاً في عام 2011، لكن الاتجاه العام هو انخفاض مستمر في التعيينات المشتركة. وحتى مع الارتفاع الضئيل في عام 2011، فإن دمج تعيين رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي تراجع خلال الأعوام الاثنتي عشرة الماضية من 34 % في عام 2000 إلى 14 % في عام 2011 كمعدل. وسُجل التراجع الأكبر في التعيينات المدمجة في أوروبا، حيث تراجعت النسبة من 53 % في عام 2000 إلى 17 % في عام 2011.

التحديات للفئة التنفيذية الجديدة

بعد ركود النمو الاقتصادي خلال فترة الركود الأخيرة، يواجه الرؤساء التنفيذيون في هذه الفئة توقعات كبيرة وتحديات جديدة. فقد تم تعيين الكثير منهم في شركات عالمية أو شركات تعمل في قطاعات تواجه قوى السوق المسببة للاضطراب.

توصيات ونصائح

بناءً على سلسلة من التوصيات من مسؤولين تنفيذيين محنكين من فئة الرؤساء التنفيذيين الجدد، فإن النصائح الأهم التي يجب أن يأخذها الرؤساء التنفيذيون الجدد (أو الطامحون إلى هذا المركز) في الاعتبار هي ما يلي:

1) إتمام الترتيبات الداخلية (انتقائياً) إجراء التغييرات التنفيذية البديهية في الفريق في أسرع وقت ممكن

2) عدم تغيير الاستراتيجية بسرعة كبيرة يجب الحذر من سرعة تغيير الاستراتيجية ، حتى لو كنتم تعتقدون أن الاستراتيجية الحالية خاطئة. ويجب التأكد من أن الشركة ترتكز على أسس صلبة قبل دفعها في الاتجاه الجديد .

3) الخروج من نطاق العمل الضيق تأكدوا من فهم طريقة عمل كل جزء من أجزاء الشركة وأدائه.

4) التحلي بالشفافية التحلي بأعلى درجة ممكنة من الانفتاح في ما يتعلق بالخطط والدوافع مع جميع الفاعلين الأساسيين، والانطلاق بحزم في اتجاه إتمام التغييرات الأكثر إلحاحاً.

5) عدم الإصغاء إلى الجميع لكل شخص برنامجه الخاص، لكن لا تصب جميع هذه البرامج في مصلحة الرئيس التنفيذي أو الشركة التي تم اختياركم لإدارتها.

6) إيجاد شريك مقرب يمكن مناقشة الخطط معه بانفتاح وليس لديه أي برنامج آخر سوى نجاحكم.

7) ترتيب الحياة الشخصية إدارة وقتكم وحياتكم الشخصية بعناية.

وتحدد السنة الأولى مجرى السيرة الوظيفية، ويعتبر تأمين الأرضية الضرورية للأداء العالي أساسياً لتحقيق النجاح، خصوصاً مع الأخذ في الاعتبار البيئة المضطربة التي تدخلها غالبية الرؤساء التنفيذيين.

 

 

 

معدل خلافة الرؤساءالأعلى في الشركات الكبرى

 

 

سُجل أعلى معدل لخلافة الرؤساء التنفيذيين في أكبر 250 شركة لناحية رسملة السوق أعلى بمتوسط نسبته 14 % خلال 12 عاماً وأعلى بحوالى 2 % من الشركات التي احتلت المراتب 251 إلى 2.500 لناحية رسملة السوق في الفترة 2000-2011

وتعد نسب تغيير الرؤساء التنفيذيين المرتبط بعمليات الدمج والاستحواذ أعلى عادة في الشركات الأصغر حجماً، حيث تبلغ 2.2 % في الشركات الألفين الأكبر المصنفة بعد المرتبة 500 والتي تنشأ نتيجة عمليات دمج، مقارنة بنسبة 1.3 % في الشركات المئة الأولى في الترتيب

وبلغ معدل خلافة الرؤساء التنفيذيين في قطاعات الطاقة والاتصالات والمرافق 19 و18 و16 % توالياً في عام 2011

وفي القطاعات المتنوعة، بلغت نسبة تغيير الرؤساء التنفيذيين 6 % فقط.

ومنذ عام 2006، ارتفع عدد الشركات التي ارتقت إلى مصافِ أكبر 2.500 شركة في العالم في البرازيل وروسيا والهند والصين والبلدان الناشئة بأكثر من الضعف.

وبلغت نسبة تغيير الرؤساء التنفيذيين في عام 2011 في الشركات القائمة في البرازيل وروسيا والهند 22 %، بينما كانت النسبة في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية أعلى بقليل من 13 % وكان معدل خلافة الرؤساء التنفيذيين في الصين 6.8 % في عام 2011.

ويمضي الرؤساء التنفيذيون الآتون من داخل الشركات فترة أطول في سدة المسؤولية دائماً. فمنذ عام 2000، بقي الرؤساء التنفيذيون من داخل الشركات في مناصبهم لمتوسط عام على الأقل أكثر من الرؤساء التنفيذيين من خارج الشركات.