أكدت الولايات المتحدة أن السياسات المحفزة للنمو تساعد على تحقيق الاستقرار في أوروبا. ولكن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني قال إن الولايات المتحدة لن تملي سياسات معينة على أي دولة أو مجموعة من الدول.
وقال كارني إن الرئيس اوباما يعتقد أن نهجا متوازنا صوب خفض العجز المالي والنمو هو النهج المناسب. وهنأت واشنطن الفائزين المناهضين للتقشف في الانتخابات الفرنسية واليونانية. ورفض الناخبون الفرنسيون واليونانيون بشكل قاطع الحكومات المؤيدة لسياسة التقشف. وسيحل فرانسوا أولاند وهو اشتراكي محل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بينما رفض الناخبون اليونانيون الائتلاف الاشتراكي المحافظ الذي تفاوض بشأن سلسلة من حزم الإنقاذ الدولية وطبقوا تخفيضات صارمة في المعاشات والأجور والإنفاق الحكومي.
تحفيز النمو
وقال كارني إن الزعماء الأوروبيين قد اتخذوا "خطوات هامة للغاية" صوب التعامل مع أزمة منطقة اليورو ، ولكن أوباما أشار مؤخرا إلى أن أزمة منطقة اليورو واحدة من "الرياح المعاكسة" التي يواجهها الاقتصاد الأمريكي. وفي وزارة الخارجية الأمريكية ، كان المتحدث مارك تونر أكثر صراحة حيث قال إن مزيجا ما من الإصلاحات المحفزة للنمو والداعمة للاستقرار سيكون ضروريا للحفاظ على الاستقرار والأسواق في أوروبا وتحفيز النمو الاقتصادي. وقال تونر إن هذا ينطبق على أوروبا والاقتصاد العالمي.
خفض العجز
في الأثناء دعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستيان لاغارد الدول المتقدمة إلى خفض عجز ميزانياتها بصورة تدريجية بعد أن صوت الناخبون في فرنسا واليونان ضد إجراءات التقشف باعتبارها الحل الوحيد لأزمة ديون أوروبا. ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء الاقتصادية عن لاغارد في كلمة القتها بجامعة زيوريخ السويسرية القول إن مناقشات الساعة تدور حول التقشف في مواجهة النمو الاقتصادي. وأضافت: أود القول إنه يمكننا وضع استراتيجية تصلح لليوم، وتصلح للغد.
بطالة مترفعة
ومع وصول معدل البطالة في منطقة اليورو إلى أعلى مستوياته منذ نحو 15 عاما، ومع توقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصادات الأوروبية خلال العام الحالي، يعارض العديد من دول المنطقة سياسات التقشف التي تتبناها ألمانيا كوسيلة لمواجهة أزمة الديون وعجز الميزانية.
وفي الوقت نفسه، يهدد الركود الاقتصادي خطط الحكومة الإسبانية الرامية إلى خفض عجز الميزانية. كما انخفض التصنيف الائتماني الممتاز "أيه أيه أيه" لهولندا الشهر الماضي. وقالت لاغارد، وزيرة المالية الفرنسية السابقة، في حكومة الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولاي ساركوزي ردا على سؤال من الحضور في ندوة جامعة زيوريخ إنها تأمل في أن ينجح أولاند وزملاؤه في الحكومة الفرنسية وفي منطقة اليورو ككل في تبني سياسات قوية لكل من أوروبا ومنطقة اليورو.
