تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط عن 122 دولاراً للبرميل أمس بعد أن اثار هبوط أكبر من المتوقع في نمو واردات الصين في مارس قلقاً بشأن الطلب على النفط في ثاني أكبر مستهلك في العالم. وتراجع سعر خام برنت في عقود أقرب استحقاق 85 سنتاً إلى 121.85 دولاراً للبرميل.
وأثناء الجلسة السابقة هبطت العقود الآجلة لبرنت إلى 121.02 دولاراً وهو أدنى مستوى لها منذ 15 مارس. وانخفض الخام الخفيف 58 سنتاً إلى 101.88 دولار للبرميل. وقالت منظمة أوبك: إن سعر سلة خاماتها القياسية انخفض إلى 120.40 دولاراً للبرميل من 121.15 دولاراً للبرميل في الجلسة السابقة.
وتتكون سلة أوبك من 12 خاماً هي مزيج صحارى الجزائري وخام جيراسول الأنغولي والخام الإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي والتصدير الكويتي والسدر الليبي وبوني الخفيف النيجيري والبحري القطري والعربي الخفيف السعودي ومربان الإماراتي وميري الفنزويلي وأورينت من الإكوادور. وتزامن تراجع الأسعار مع إعلان إيران أنها لا تواجه أية مشكلة في بيع نفوطها في الخارج.
وقال ريك سبونر كبير محللي السوق في سي.ام.سي ماركتس: إن هناك شكوكاً تنتشر في السوق بشأن نمو الطلب العالمي على النفط وأرقام واردات النفط الصينية لن تساعد في تغيير ذلك الاعتقاد بشكل كبير. وأشار إلى أن الأرقام جاءت متماشية مع التوقعات في مجملها.
واردات الصين
واظهرت بيانات للجمارك أن واردات الصين من النفط الخام في مارس زادت بنسبة 8.7% على اساس سنوي إلى 5.55 ملايين برميل يومياً متراجعة عن المستوى القياسي المرتفع المسجل في الشهر السابق لكنها تظل عند ثالث أعلى مستوياتها على الاطلاق مع قيام مصافي التكرير ببناء مخزونات. ونمو الطلب في الصين ــ ثاني أكبر مستهلك ومشتر للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة ــ هو احد أكبر العوامل المؤثرة في اسواق الخام العالمية.
ورقم الواردات لشهر مارس يعكس في معظمه شحنات تم حجزها في النصف الأول من فبراير قبل ان يقفز سعر النفط ليقترب من 110 دولارات للبرميل مع قيام مصافي التكرير الصينية بتعويض النقص في المخزونات في الأشهر القليلة الأولى من العام.
واستوردت الصين مستوى قياسياً مرتفعاً بلغ 5.98 ملايين برميل يومياً من النفط الخام في فبراير مع زيادة في الكميات المستوردة من السعودية ومنتجين كبار اخرين عوضت انخفاضاً حاداً في الشحنات من ايران نتج عن نزاع حول الأسعار.
وأظهرت البيانات ان واردات النفط الصينية في الربع الأول من العام الحالي زادت بنسبة 11.4 % مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي الي 5.66 ملايين برميل يومياً وهي وتيرة أسرع بكثير من الزيادة البالغة 6 % لعام 2011 بأكمله مع بدء الشركات النفطية تشغيل وحدات جديدة لتكرير الخام ومع بناء المزيد من الخزانات الجديدة لتخزين النفط.
وفي سياق متصل قال مسؤول تنفيذي بشركة سينوبك شنغهاي للبتروكيماويات: إن الشركة لم تشتر أي كميات من النفط الإيراني هذا العام بسبب مشاكل الشحن والحساسيات السياسية التي تحيط بالواردات الإيرانية.
وقال يي قوه هوا المدير المالي للشركة للصحافيين خلال مؤتمر لإعلان نتائج الأعمال: إن سينوبك شنغهاي قامت بمعالجة 10.87 ملايين طن من الخام أو 220 ألف برميل يومياً العام الماضي وإن نسبة عشرة بالمئة من الخام جاءت من إيران.
مبيعات إيران
ذكرت تقارير إخبارية إيرانية أن طهران لا تواجه أي مشاكل في بيع شحناتها من النفط. وقال وزير النفط الإيراني رستم قاسمي: إنه رغم الحظر الذي أعلنه الاتحاد الأوروبي يستهدف به صادرات البلاد من النفط، لا تواجه طهران أي مشاكل في بيع نفطها.
وتدخل عقوبات الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الإيراني حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من يوليو القادم بسبب برنامجها النووي. وأوضح قاسمي أن النفط الإيراني يتمتع بقيمة اقتصادية عالية ولن تتجاهله السوق العالمية أبداً.
وفيما يتعلق بالصادرات إلى لليونان، أوضح الوزير ان طهران لن تبيع بترولها إلى آثينا في الوقت الحالي، مضيفاً أنه لم يتم التوصل لاتفاق نهائي بشأن القضية. وكانت إيران رفضت تسليم اليونان شحنة حجمها 500 ألف برميل من النفط الخام أواخر فبراير على خلفية مطالبتها الاتحاد الأوروبي باتخاذ قرار نهائي بشأن واردات النفط الإيراني، مشيرة إلى أنها ستفرض هي الأخرى عقوبات من جانبها وأمهلت الدول الأوروبية 6 أشهر قبل تفعيلها.
وتنتج ايران التي تحتل المرتبة الثانية في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) حوالى 3.5 ملايين برميل من النفط يومياً وتصدر حوالي 2.5 مليون. وبلغ متوسط ما كانت تصدره ايران مئة ألف برميل من النفط يومياً الى اليونان اي ثلث ما يستورده هذا البلد.
واكد مسؤول في وزارة الطاقة اليونانية الأسبوع الماضي ان اليونان تبحث عن "مصادر بديلة" للنفط الإيراني. وتسعى اليونان في الوقت الراهن الى زيادة الكميات التي تستوردها من روسيا والعراق والسعودية وليبيا والتي حصلت منها العام الماضي على كميات من النفط تقل عن تلك التي حصلت عليها من ايران، كما اكد المصدر.
وتعد ايطاليا (180 ألف برميل يومياً) واسبانيا (160 الف برميل يومياً) من كبرى البلدان المستوردة للنفط الإيراني أيضاً. وصدرت طهران في 2011 حوالي 450 الف برميل يومياً كان 18% منها الى الاتحاد الأوروبي. وقررت طهران في منتصف فبراير وقف مبيعاتها من النفط الى فرنسا وبريطانيا اللتين كانت مشترواتهما ضئيلة.
واعلنت الولايات المتحدة في 20 مارس انها ستستثني 11 بلداً منها اليونان وتسعة بلدان أوروبية اخرى واليابان، من العقوبات التي تفرضها على البلدان التي لا تخفض بشكل كبير ما تستورده من النفط الإيراني. وتستمر فترة هذا الاستثناء 180 يوماً.
