ماسايوشي سون واحد من أكبر رجال الأعمال في تاريخ اليابان، وهو كوري الأصل و«أشهر خاسر في التاريخ» قبل أن يلحق به رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك ويحوز اللقب بدلاً منه.. سون هو مؤسس ومالك مجموعة «سوفت بنك» العملاقة، وتقدر ثروة سون حالياً حسب مجلة فوربس بنحو 63.6 مليار دولار.

ويعود انتعاش وضعه المالي إلى استثماراته في مجال الذكاء الاصطناعي، التي أوصلت ثروته إلى مستويات مرتفعة جديدة.

ولد باسمماسايوشي ياسوموتو في 11 أغسطس 1957، لوالدين كوريين. وكان جده قد انتقل إلى اليابان خلال الفترة الاستعمارية اليابانية حيث عمل في منجم. قام والده بتربية الدجاج، وبنى منزل العائلة بشكل غير قانوني على أرض مملوكة لشركة السكك الحديدية الوطنية اليابانية؛ ما تسبب لهم في مشكلات مع السلطات.

انتقلت عائلته بعدها من الحي حتى يتمكن سون من الالتحاق بمدرسة أفضل، طوال طفولته، امتنعت عائلته عن استخدام أسمائهم الكورية، ومع ذلك، فقد تعرض للتنمر والتمييز بسبب أصله الكوري حتى أنه فكر في الانتحار.

نصائح ذهبية

فتن سون برجل الأعمال دين فوجيتا، مؤسس «ماكدونالدز اليابان»، واتخذه مثله الأعلى، وحاول الاتصال به مرات عدة فلم ينجح، فاشترى تذكرة طائرة إلى طوكيو بما ادخره من ماله القليل، واقتحم المقر الرئيسي للشركة، وأحدث جلبة تمكن من خلالها من التحدث إلى فوجيتا لمدة 15 دقيقة، ولما رأى الرجل منه هذا الإصرار على النجاح نصحه بأن يبدأ فوراً دراسة اللغة الإنجليزية إضافة إلى علوم الكمبيوتر، والسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للتعليم، ونفذ سون الوصية من دون تردد، فترك المدرسة الثانوية في اليابان، وكان في سن 16 وانتقل إلى أوكلاند بولاية كاليفورنيا؛ حيث درس اللغة الإنجليزية في كلية «هولي نايمز» وتخرج في المدرسة الثانوية في ثلاثة أسابيع بعد التحاقه بمدرسة سيرامونتي الثانوية، ثم التحق بعد ذلك بجامعة كاليفورنيا، بيركلي، حيث درس الاقتصاد وتخرج فيها عام 1980، إضافة إلى شهادة في علوم الحاسوب من الجامعة نفسها، ولكنه كان قد بدأ أول مشاريعه التجارية وهو طالب؛ حيث ابتكر مترجماً إلكترونياً باعه لشركة «شارب» مقابل 1.7 مليون دولار، ألحقها بـ 1.5 مليون دولار أخرى ربحها من استيراد أجهزة ألعاب فيديو مستعملة من اليابان، بالتقسيط، وتركيبها في المساكن والمطاعم، وواصل مشروعاته الناجحة بتأسيس شركة ألعاب فيديو «يونيسون وورلد» في أوكلاند، ليبيعها بعد ذلك لشريكه مقابل مليوني دولار.

عودة إلى الديار

عندما عاد إلى اليابان، قرر سون استخدام لقبه الكوري «سون» بدلاً من لقب عائلته الياباني ياسوموتو، لكنه واجه مقاومة كبيرة من أقاربه الذين خافوا من انكشاف هويتهم الكورية، لكنه أصر على قراره حتى اعتبر آنذاك «قدوة للأطفال الكوريين العرقيين في اليابان».

وتمكن في سبتمبر من عام 1981 من تأسيس شركته الخاصة «سوفت بنك» التي تحولت فيما بعد إلى مجموعة عملاقة، وهي موجودة حالياً بمدينة ميناتو في العاصمة طوكيو، وبلغت قيمتها السوقية 100 مليار دولار؛وتوسع سون في عالم الأعمال بعد تخرجه، واستثمر في عدد من الشركات البارزة، حتى امتلك أسهماً في شركات مثل «ياهو» و«علي بابا»، ما جعله يفكر في الاستثمار في مجالات أخرى كالرياضة؛ حتى أنه يمتلك فريقاً رياضياً يابانياً شهيراً في لعبة البيسبول.

حسب ما نشرته «فاينانشيال تايمز» أخيراً، طرح ماسايوشي سون فكرة إنشاء صندوق ثروة سيادي أمريكي - ياباني مشترك، بهدف تنفيذ استثمارات واسعة النطاق في قطاعي التكنولوجيا والبنية التحتية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وعرضت الفكرة على كبار الشخصيات الحكومية في كلا البلدين، وبموجبها ستكون وزارة الخزانة الأمريكية ووزارة المالية اليابانية، مالكتين ومشغلتين مشتركتين للصندوق، لكل منهما حصة كبيرة.

بعد ذلك، سيفتحان الصندوق أمام مستثمرين آخرين ذوي شراكة محدودة، وقد يتيحان للأمريكيين واليابانيين العاديين فرصة امتلاك حصة فيه، وسيكون برأسمال أولي محتمل يبلغ 300 مليار دولار، ثم يعتمد على ديون ضخمة. ويعد سون مقرباً من الرئيس الأمريكي ترامب، وقد وقف إلى جانبه للكشف عن خطته «ستارغيت» بقيمة 500 مليار دولار لبناء مراكز بيانات أمريكية وبنية تحتية للذكاء الاصطناعي.

واحتل سون المرتبة 45 على قائمة مجلة فوربس لأقوى الأشخاص في العالم، وفي عام 2017، تم تسميته «رجل أعمال العام» في حفل توزيع الجوائز الآسيوية، واعتباراً من مايو الماضي، احتل المرتبة 65 على قائمة فوربس لمليارديرات العالم، وهو رقم 177 على مؤشر بلومبرج للمليارديرات.

ولسنوات عدة حاز لقب «الشخص الذي خسر أكبر قدر من المال في التاريخ» (أكثر من 59 مليار دولار عام 2000 وحده، عندما انخفضت أسهم سوفت بنك الخاصة به)، إلى أن تجاوزه إيلون ماسك في العقود التالية. تم إدراج سون في قائمة «تايم 100» للذكاء الاصطناعي في العام الماضي.