في وقتٍ تتركز فيه الأنظار على تأثيرات الذكاء الاصطناعي في استبدال البشر بالآلات، تكشف تجربة رائدة في قطاع الرعاية الصحية الأمريكي عن وجه آخر للتقنية، يتمثل في تسريع فرص التوظيف وتحسين جودتها بدلا من القضاء عليها.
فقد أعلنت شركة Incredible Health، أكبر منصة توظيف في مجال الرعاية الصحية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، عن نشر وكلاء صوتيين أذكياء قادرين على إجراء المقابلات، وتدريب المرشحين، وتسريع عملية التوظيف من عدة أشهر إلى بضعة أيام فقط. ويخدم النظام الجديد أكثر من مليون عامل في القطاع و1500 مستشفى ونظام صحي في الولايات المتحدة.
وتقول الرئيسة التنفيذية للشركة، الدكتورة إيمان أبو زيد، إن "الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على جعل تجربة التوظيف أسرع وأكثر تخصيصا وموثوقية"، مؤكدة أن هذه التكنولوجيا لا تستهدف إحلال العاملين وإنما تحسين فرصهم الوظيفية، وفقا لـ forbes.
ويأتي هذا الابتكار في وقتٍ تعاني فيه المستشفيات من أكبر نقص في الكوادر الطبية في البلاد، حيث يشكو الممرضون من تقديم طلبات توظيف دون تلقي أي رد.
وتعمل وكيلتا الذكاء الاصطناعي، "غايل" Gale و**"لين" Lyn**، على معالجة هذه الفجوة، حيث تساعد "غايل" المرشحين في صياغة السير الذاتية والتدرب على المقابلات واتخاذ القرارات المهنية عبر محادثات صوتية تفاعلية، وقد نالت رضا أكثر من 90% من المستخدمين.
أما "لين" فتُجري المقابلات نيابة عن أصحاب العمل على مدار الساعة وتتحقق من المؤهلات، ما أدى إلى زيادة معدلات قبول المقابلات بنسبة 20%.
وتوضح أبو زيد أن هذه التقنية "تتيح لأصحاب العمل إجراء مقابلات في أي وقت دون التقيد بمواعيد"، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي في هذا المجال "يعزز فرص العمل بدلا من تقليصها".
كما تكشف التجربة عن أهمية التخصص القطاعي في أدوات الذكاء الاصطناعي المستقبلية، إذ تم تدريب هذه الوكلاء على ملايين التفاعلات والبيانات خلال سبع سنوات، ما جعلها مهيأة خصيصا لقطاع الرعاية الصحية.
وتُظهر النتائج أن المستشفيات التي تستخدم المنصة توفر ما لا يقل عن 5 ملايين دولار سنويا من خلال تسريع التوظيف وتقليل الاعتماد على الطواقم المؤقتة.
ويُتوقع أن يمتد هذا النموذج قريبا إلى قطاعات أخرى، ما قد يُحدث تحولا جذريا في طريقة البحث عن الوظائف.
وتختتم أبو زيد بالقول: "نحن نبني فئة جديدة تماما من التوظيف المدعوم بالذكاء الاصطناعي. السؤال لم يعد ما إذا كانت التقنية ستغير طريقة البحث عن العمل، بل ما إذا كان هذا التغيير سيخلق فرصا جديدة – وتجربة الرعاية الصحية تؤكد أن الجواب نعم".
