أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في سوق العمل، حيث غير طبيعة الوظائف التقليدية بشكل جذري، فقد أصبحت المهام الروتينية والإدارية عرضة للأتمتة، مما يهدد بعض المهن التقليدية بفقدان فرص العمل، بينما يخلق في المقابل وظائف جديدة تعتمد على تحليل البيانات، تطوير البرمجيات، وإدارة نظم الذكاء الاصطناعي.
العمال الذين يمتلكون مهارات رقمية ومعرفة بالذكاء الاصطناعي سيصبحون أكثر طلبا، في حين سيواجه من يفتقرون لهذه المهارات تحديات كبيرة للبقاء في سوق العمل. هذا التحول يتطلب برامج تدريبية وإعادة تأهيل مستمرة لضمان تكيف القوى العاملة مع المستقبل الرقمي المتسارع.
وحذر خبير الذكاء الاصطناعي جون هيرنانديز من أن المستقبل المهني سيكون مرتبطا ارتباطا وثيقا بالقدرة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وقال هيرنانديز في مقابلة على بودكاست La fórmula del éxito إنه "خلال عامين، أي شخص لا يتقن الذكاء الاصطناعي سيكون خارج سوق العمل".
وأشار هيرنانديز إلى أن الثورة التكنولوجية التي يقودها الذكاء الاصطناعي تعيد تشكيل طريقة عمل الشركات بشكل سريع، مؤكدا أن استخدام هذه التكنولوجيا أصبح مهارة أساسية لا تقل أهمية عن المهارات التقليدية مثل اللغات أو إتقان برامج الكمبيوتر.
وأضاف أن الشركات في المستقبل القريب ستتوقع من موظفيها التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي بسهولة كما يرسلون بريدا إلكترونيا، دون الحاجة لأن يكون الموظف مبرمجا أو عالم بيانات، وفقا لما نشره موقع unionrayo.
وأوضح الخبير أن هذه الأدوات يمكن أن تُستخدم في المهام اليومية مثل كتابة التقارير، تحليل البيانات، إدارة الجداول، إنشاء المحتوى، وأتمتة الأعمال الروتينية، مما يزيد من الإنتاجية والكفاءة. ومع ذلك، أقر هيرنانديز بأن تبني الشركات لهذه التكنولوجيا يسير ببطء، مستشهدا بعوامل مثل التردد لدى الإدارة، تكاليف إدخال التكنولوجيا الجديدة، والخوف من التغيير لدى بعض المؤسسات التي لا تزال تستخدم أنظمة قديمة.
وعن مستقبل سوق العمل، توقع هيرنانديز أن الذكاء الاصطناعي سيكون جزءا لا يتجزأ من بيئة العمل بحلول عام العام المقبل 2026، مضيفا أن "عدم معرفة كيفية استخدامه سيؤدي إلى فقدان فرص التوظيف".
وأكد أن الخطر الحقيقي ليس الذكاء الاصطناعي بحد ذاته، بل عدم القدرة على استخدامه بفعالية. وأوضح أن المحترفين الذين يجمعون بين مهاراتهم البشرية وكفاءة الذكاء الاصطناعي سيكونون الأكثر طلبا في المستقبل.
كما شدد هيرنانديز على أهمية البدء في تعلم الذكاء الاصطناعي من الآن، مستفيدين من الدورات المجانية والمنصات التعليمية المتاحة. ونصح بتجربة أدوات بسيطة، استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام اليومية، التفكير النقدي في مخرجاته، والاستفادة منه في تطوير المهارات الشخصية أو إطلاق مشاريع جانبية.
ويشير خبراء إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد رفاهية أو أداة للترفيه، بل أصبح عنصرا حيويا يحدد مستقبل العمل والوظائف، وأن من يتأخر في تعلمه قد يجد نفسه عاجزا عن مواكبة متطلبات السوق الجديد.
