عندما تستعد لمقابلة عمل، قد تفكر في سيرتك الذاتية أو ما سترتديه، لكن هل فكرت في الساعة التي ستُجري فيها المقابلة؟ وفقًا للعلماء، التوقيت قد يصنع الفارق بين القبول والرفض، وكشف علماء في دراسة حديثة أن توقيت إجراء مقابلات التقييم – مثل المقابلات الوظيفية أو الامتحانات الشفوية – يؤثر بشكل كبير على فرص النجاح. ووجدوا أن منتصف النهار، خصوصًا وقت الغداء، هو أفضل توقيت للأداء الأمثل، بينما كانت فرص النجاح في أدنى مستوياتها في ساعات الصباح الباكر وبعد الظهر المتأخر.

وقاد الدراسة البروفيسور كارميلو ماريو فيكاريو من جامعة ميسينا الإيطالية، الذي أوضح: "أظهرت نتائجنا أن معدلات النجاح تبلغ ذروتها بوضوح قرب منتصف النهار، وتكون أعلى في أواخر الصباح مقارنةً بالصباح الباكر أو بعد الظهر."

واستند الباحثون إلى تحليل أكثر من 100 ألف تقييم شفوي أجراه 680 ممتحنًا في 1200 دورة جامعية. وعلى الرغم من أن هذه الدراسة أجريت في سياق تعليمي، فإن التشابه الكبير بين الامتحانات الشفوية والمقابلات الشخصية يجعل النتائج قابلة للتطبيق في سياقات التوظيف، وفقا لصحيفة  "ديلي ميل".

ووجد الباحثون أن: معدل النجاح العام بلغ 57%.

أفضل فرص النجاح كانت بين الساعة 11 صباحًا و1 ظهرًا.

أسوأ الأوقات كانت الساعة 8 أو 9 صباحًا، وكذلك 3 أو 4 عصرًا.

القدرة الإدراكية والتركيز

البروفيسور أليسيو أفينانتي، من جامعة بولونيا، أشار إلى أن هذه النتائج تسلط الضوء على دور الإيقاعات البيولوجية، والتي تؤثر على القدرة الإدراكية والتركيز والطاقة – وهي عوامل حاسمة في أداء الأشخاص خلال التقييمات.

ويرى الفريق أن هذا التراجع في الأداء خلال الأوقات غير المثالية قد لا يعود فقط إلى انخفاض التركيز، بل أيضًا إلى الإرهاق العقلي أو الجسدي مع مرور اليوم.

ويأمل الباحثون أن تمتد هذه النتائج مستقبلاً إلى دراسات على قرارات التوظيف، متسائلين عما إذا كانت العدالة والنتائج تتأثر بالفعل بتوقيت المقابلة.

إذا كنت تستطيع اختيار توقيت مقابلتك، فاستهدف الظهيرة – حيث يكون عقلك في ذروته، وتركيزك في أعلى مستوياته. أما أول النهار وآخره، فربما من الأفضل تجنبهما.

وبينما قد لا يتمكن جميع المرشحين من التحكم في توقيت مقابلاتهم، إلا أن فهم تأثير الوقت على الأداء يمكن أن يساعدهم على الاستعداد بشكل أفضل. على سبيل المثال، يمكن تعزيز التركيز في الأوقات الأقل مثالية من خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول وجبة خفيفة، وممارسة تمارين تنشيطية خفيفة قبل المقابلة.

وفي ظل التنافس الشديد في سوق العمل، فإن الانتباه للتفاصيل الصغيرة – مثل توقيت المقابلة – قد يمنحك ميزة غير متوقعة. فالنجاح ليس في العمل الجاد فقط، بل في العمل الذكي أيضًا، وربما يكون اختيار الساعة المناسبة خطوة ذكية نحو الحصول على الوظيفة التي تطمح إليها.