في عالمٍ المال والثروة قد تبدو بعض اللحظات صغيرة وعابرة، لكنها تحمل في طياتها شرارة قادرة على تغيير المصير بأكمله، هكذا بدأت حكاية المليارديرة ماكنزي سكوت؛ حيث كادت أزمة مالية أن تدفعها إلى ترك الجامعة، قبل أن ينتشلها قرض بـ1000 دولار من إحدى زميلاتها لتستمر في دراستها وتتغير حياتها بعد ذلك ، لم تكن تعرف حينها أن هذا المبلغ الصغير سيصبح البذرة التي ستنمو لاحقاً إلى ثروة تتجاوز 35 مليار دولار، وأن لفتة لطف واحدة ستفتح أمامها أبواب الأدب وريادة الأعمال والعمل الخيري، لتغيّر حياة الملايين حول العالم قبل أن تغيّر حياتها هي.

وفي التفاصيل التي أوردتها مجلة " fortune"  واجهت ماكنزي سكوت في السنة الثانية من الجامعة، حيث كانت تدرس في جامعة برينستون، صعوبات مالية جعلتها على وشك ترك الدراسة، حينها، قدّمت لها زميلتها في السكن، جيني رينغو تاركنتُن، قرضا بقيمة 1000 دولار، ليمنعها من ترك الدراسة وتواصل حلمها التعليمي.

تلك اللحظة البسيطة كانت البداية لمسار غير متوقع، بعد التخرج، أصبحت سكوت روائية موهوبة، متأثرة بتعليمها على يد توني موريسون، ونشرت روايتها الأولى التي حازت على جائزة أمريكية.

لكنها لم تتوقف عند حدود الأدب، فقد ساهمت لاحقا في تأسيس شركة أمازون، وحصلت على حصة من الأسهم التي رفعت ثروتها إلى أكثر من 35 مليار دولار بعد طلاقها من جيف بيزوس.

ولم تنسَ سكوت فضل الدعم الذي تلقته، فأسست منصة Yield Giving عام 2022 لتصبح واحدة من أكبر أدوات العطاء الخيري في العالم.

من خلال المنصة، تبرعت سكوت بنحو 19.25 مليار دولار لمؤسسات تعليمية، ومجالات العدالة الاجتماعية، والإغاثة من الكوارث، والكثير من القضايا الإنسانية.

الأثر الذي تركه قرض الـ1000 دولار لم يتوقف عند سكوت نفسها؛ فقد ألهم زميلتها تاركنتُن لاحقا لتأسيس شركة Funding U، التي تقدم قروضا منخفضة الفائدة للطلاب ذوي الدخل المحدود.

هذه اللفتة الصغيرة أثبتت أن أعمال اللطف، مهما كانت متواضعة، يمكن أن تنتج تأثيرات هائلة على حياة آلاف الأشخاص وربما على العالم كله.

قصة ماكنزي سكوت تذكّرنا بأن كل مساعدة، مهما كانت بسيطة، قد تكون الشرارة التي تغيّر مصائر الإنسان، وأن العطاء الحقيقي يبدأ بخطوة صغيرة لكنها صادقة، لتكبر مع مرور الوقت وتصبح قوة تغيير لا يستهان بها.