أكد مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، أنه يفضل المخاطرة بإنفاق مئات المليارات من الدولارات على مشاريع الذكاء الاصطناعي بدلا من تفويت اللحظة التي قد تشهد وصول الذكاء الاصطناعي الفائق.

في مقابلة على بودكاست "Access"، قال زوكربيرغ إن حدوث فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي «محتمل جداً»، مستشهداً بالتاريخ الذي شهد انهيار شركات بعد استثمارات ضخمة في تقنيات جديدة. لكنه شدد على أن التردد في الاستثمار يمثل مخاطرة أكبر لشركة بحجم ميتا، وفقا لـ businessinsider.

أوضح زوكربيرغ أن التأخر في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يضع الشركة في موقف ضعيف إذا وصل الذكاء الاصطناعي الفائق أسرع من المتوقع.

وقال: «إذا انتهى بنا المطاف بإنفاق مئات المليارات بشكل خاطئ، فسيكون ذلك مؤسفا، لكن الخطر الأكبر يكمن في عدم الجرأة الكافية».

وأضاف: «الذكاء الاصطناعي الفائق سيكون أهم تكنولوجيا تمكّن من ابتكار منتجات جديدة وخلق قيمة تاريخية».

تصريحات زوكربيرغ تتماشى مع تحذيرات سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عندما حذر من أن صناعة الذكاء الاصطناعي قد تكون في فقاعة مدفوعة بالضجة الإعلامية وتدفق السيولة وراء تقييمات مرتفعة. وفي مقابلة سابقة في أغسطس، قال ألتمان: «عندما تحدث الفقاعات، يبالغ الأذكياء في الحماس تجاه نواة من الحقيقة».

وأضاف أن هذا النمط يشبه ما حدث خلال طفرة شركات الإنترنت، حيث أدت الاستثمارات المفرطة والنمو المدعوم بالديون إلى انهيار العديد من الشركات، بينما نمت شركات مثل Amazon وAlphabet لتصبح أقوى، مما يظهر أن الفقاعات قد تخلق رابحين تحويليين رغم المخاطر.

ميتا تستثمر 600 مليار دولار في البنية التحتية الأمريكية

تخطط شركة ميتا لإنفاق ما لا يقل عن 600 مليار دولار حتى عام 2028 على مراكز البيانات والبنية التحتية في الولايات المتحدة. وأوضحت الرئيسة المالية للشركة، سوزان لي، أن هذا الرقم يشمل جميع مشاريع الشركة الأمريكية بالإضافة إلى الاستثمارات لدعم العمليات التجارية والتوظيف الجديد.

هذا الإنفاق الكبير يأتي في ظل مخاوف المستثمرين من فقاعة محتملة في سوق الذكاء الاصطناعي، مع تشابهات بأزمة شركات الإنترنت في عام 2000.

التوظيف ومواجهة المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي

في الوقت نفسه، أظهرت ميتا علامات على التراجع في بعض المجالات، مثل تجميد التوظيف بعد تقديم مكافآت ضخمة لجذب المواهب ضمن سباق الذكاء الاصطناعي. ويأتي ذلك مع مراجعة وول ستريت لتكاليف العمالة وتحذيرات من أن التعويضات القائمة على الأسهم قد تقلل من قيمة المساهمين دون تحقيق مكاسب واضحة في الابتكار.

الجرأة أم الحذر؟

يعتبر زوكربيرغ أن الجرأة الاستثمارية في الذكاء الاصطناعي الفائق تمنح ميتا أفضلية استراتيجية مقارنة بالشركات الأخرى، مثل OpenAI وAnthropic، التي تعتمد على جمع التمويلات لتغطية تكاليف الحوسبة الضخمة.

يبقى السؤال الأكبر حول ما إذا كانت هذه الاستثمارات الهائلة ستؤتي ثمارها على المدى الطويل، أم أن الشركة ستواجه مخاطر فقاعة الذكاء الاصطناعي.