شهد الملياردير الأمريكي لاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة أوراكل، تراجعا حادا في ثروته بمقدار 34 مليار دولار بعد أيام قليلة من أن أصبح أغنى شخص في العالم، في حدث أثار اهتمام المستثمرين حول تأثير الذكاء الاصطناعي على أسواق المال.

وكان إليسون قد احتل المركز الأول في قائمة أغنى أغنياء العالم مؤقتا بعد قفزة قياسية في ثروته بلغت 101 مليار دولار بين ليلة وضحاها، لتصل إلى 393 مليار دولار، متفوقا على ثروة الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، البالغة 385 مليار دولار في ذلك الوقت.

جاء هذا الارتفاع بعد إعلان شركة أوراكل الأمريكية نتائج فصلية أفضل من المتوقع، ما دفع سهم الشركة إلى القفز بنسبة 36% في 10 سبتمبر، وهو ما عكس بشكل مباشر على صافي ثروة إليسون الذي يمتلك أكثر من 40% من أسهم أوراكل، وفقا لـ Fortune .


غير أن الصعود لم يدم طويلا، حيث انخفضت ثروة إليسون في اليومين التاليين بمقدار 34 مليار دولار، وفقا لمؤشر بلومبرغ، ما يعكس تذبذبا حادا في أسواق التكنولوجيا والمليارديرات.

وأرجع اقتصاديون هذا التراجع إلى ما وصفوه بـ"إعادة التفكير" في الصفقة الأخيرة لأوراكل مع شركة OpenAI، والتي تتعلق بشراء أوراكل لطاقة حوسبية بقيمة 300 مليار دولار على مدى خمس سنوات.

الصفقة، التي تعد واحدة من أكبر عقود الحوسبة السحابية في التاريخ، وضعت أوراكل لاعبا رئيسيا في صناعة الذكاء الاصطناعي، بفضل علاقتها مع شركة انفيديا لشراء وحدات معالجة رسومات متطورة. ومع ذلك، حذر المحللون من المخاطر المالية للصفقة، مشيرين إلى أن الاعتماد الكبير على عميل واحد مثل OpenAI قد يعرض أوراكل لمخاطر التأخير أو التغيير أو حتى إلغاء أجزاء من العقد.

وأوضح جيه. برادفورد ديلونغ، الاقتصادي في جامعة كاليفورنيا بيركلي، أن "ارتفاع ثروة إليسون جاء نتيجة تصور السوق لدور أوراكل في قطاع الذكاء الاصطناعي، بينما جاء الانخفاض اللاحق من إعادة النظر في حجم مشاركة الشركة والمخاطر المحتملة."

وأضاف: "مع ذلك، يظل المستثمرون المتفائلون يرون في أوراكل فرصة للاستفادة من نجاح OpenAI".

في المقابل، استعاد إيلون ماسك صدارة مؤشر بلومبرغ للمليارديرات بزيادة 35 مليار دولار بين 10 و12 سبتمبر، على الرغم من عدم وجود أي نشاط استثنائي لشركة تسلا يبرر هذه القفزة. ويعزو ديلونغ ذلك إلى توقعات المستثمرين المرتبطة بالاجتماع السنوي لتسلا والمراهنات على تحركات ماسك قبل التصويت على قرارات مهمة في نوفمبر المقبل، معتبرا أن هذه الزيادات تعكس ظاهرة سوقية مدفوعة بالإنترنت والخيارات المالية.

يأتي هذا التذبذب في ثروة كبار المليارديرات وسط تزايد المخاوف من "فقاعة الذكاء الاصطناعي"، ما يعكس حساسية الأسواق تجاه أي أخبار تتعلق بالاستثمارات الكبيرة في قطاع التكنولوجيا والتقنيات الناشئة.