بعد ما يقرب من 25 عاما في صدارة أغنى أغنياء أمريكا، فقد بيل غيتس مركزه بين الأوائل في قائمة فوربس 400 لهذا العام. المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، الذي تصدر القائمة منذ عام 1991 سواء في المركز الأول أو الثاني، تراجع الآن إلى المرتبة 14، خلف مؤسس شركة بلومبرغ، مايك بلومبرغ، وبفارق مركز واحد أمام أغنى امرأة في العالم، وريثة وولمارت أليس والتون. ومع ذلك، لا تزال ثروته ضخمة، حيث تقدر فوربس قيمتها بنحو 107 مليارات دولار، كما كانت في العام الماضي.
السبب وراء هذا التراجع يعود بشكل رئيسي إلى قرارات غيتس الشخصية والخيرية. فقد أعلن في مايو الماضي عن خططه للتبرع بنسبة 99% من ثروته المتبقية لمؤسسة غيتس الخيرية خلال العقدين القادمين، على أن تُغلق المؤسسة أبوابها في عام 2045، عندما يبلغ غيتس 90 عاما، وفقا لـ فوربس.
وتقدر فوربس أن غيتس تبرع منذ العام الماضي وحده بحوالي 7 مليارات دولار لمؤسسته. وأوضح غيتس أن التبرعات السنوية لن تكون ثابتة، إذ ستتأثر بحالة الأسواق، مؤكّدا أن وصيته واضحة: جميع أمواله ستذهب إلى المؤسسة بعد وفاته.
تراجع غيتس في قائمة أغنى الأمريكيين بدأ منذ انفصاله عن زوجته ميليندا فرينش غيتس بعد 27 عاما من الزواج. في عام 2021، هبط إلى المركز الرابع بقيمة صافية قدرها 134 مليار دولار، ثم إلى المركز التاسع قبل عام، بقيمة 107 مليارات دولار. جاء ذلك بعد أن استقالت فرينش غيتس من رئاسة المؤسسة المشتركة، وتلقت 12.5 مليار دولار لأعمالها الخيرية، بالإضافة إلى أصول تبلغ قيمتها حاليا 29 مليار دولار كجزء من تسوية الطلاق.
على الرغم من تراجعه في قائمة فوربس 400، يواصل غيتس التركيز على أهدافه الإنسانية الكبرى عبر مؤسسة غيتس، والتي تشمل القضاء على وفيات الأمهات والأطفال لأسباب يمكن الوقاية منها، ومكافحة شلل الأطفال، والتقليل من تأثير الملاريا، ضمن جهود أوسع لمكافحة الأمراض المعدية حول العالم.
بينما يواصل المليارديرات الآخرون زيادة ثرواتهم، يختار غيتس طريق التبرع والخدمة العامة، ما يعني أن ثروته الشخصية ستستمر في الانخفاض تدريجيا، ويدفعه ذلك إلى أسفل سلم أغنى أغنياء أمريكا. وبذلك، يثبت غيتس أن تأثيره الاقتصادي والاجتماعي لا يقاس فقط بالمركز في قائمة الأثرياء، بل بما يقدمه للعالم من خلال عمله الخيري المستمر.
