أكد مشاركون بأعمال المؤتمر العالمي للذهب، الذي عقد أمس في دبي، أن العودة التدريجية لخطوط الشحن الجوي بين دول العالم تسهم في دعم تعافي قطاع التعدين وعمليات استخراج ونقل الذهب الخام التي تأثرت بفعل تداعيات الجائحة، خاصة مع توقف نسبة كبيرة من حركة الطيران التجاري عالمياً.

وشهد المؤتمر الذي نظمته شركة «آي بي إم سي» بالتعاون مع اتحاد غرف الصناعة والتجارة، وغرفة التجارة الدولية تحت شعار «دبي مركز عالمي لتجارة الذهب»، مشاركة ممثلين من القطاع من 33 دولة، وتم خلال الفعاليات مناقشة تطوير حلول مبتكرة وثورية لتسريع نمو صناعة الذهب محلياً وعالمياً.

وخلال مشاركته في الحدث، أكد حميد بن سالم، الأمين العام لاتحاد غرف الصناعة والتجارة بالدولة ورئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الدولية - الإمارات، أن مشاركة ممثلي وخبراء من 33 دولة في المؤتمر العالمي للذهب الذي ينعقد في دبي في ظل التحديات التي يشهدها العالم بفعل الجائحة تشكل مؤشراً إيجابياً على الآفاق الواعدة ليس لقطاع الذهب أو قطاع المؤتمرات والفعاليات التجارية فحسب، بل للاقتصاد الكلي أيضاً، ولفت على أن هذه المؤشرات الإيجابية تأتي انعكاساً فعلياً لحزم التحفيز التي تم طرحها في الإمارات خلال الفترة الماضية على المستويين المحلي والاتحادي لدعم القطاع الخاص في مواجهة تداعيات الجائحة.

أعباء لوجستية

ولفت محمد جمعة، الرئيس التنفيذي لشركة «هيميروس» للتعدين، إلى أن إغلاق حركة الطيران العالمية في بداية الجائحة أثر بشكل كبير على عمليات الشحن الجوي للذهب الخام من المناجم وبالتالي لم تتمكن شركات التعدين من شحن الذهب المستخرج عن طريق الشحن الجوي التجاري وأجبرت على الشحن عبر طائرات خاصة على نفقتها مما رفع التكاليف اللوجستية واضطرت إلى تخفيض أسعارها للحفاظ على عملائها بالرغم من ازدياد الطلب، وتم أيضاً تسريح ما يقارب من 10% من حجم العمالة في القطاع.

ولفت إلى أن العودة التدريجية لحركة الطيران التجاري دولياً بدأت بتخفيف الأعباء اللوجستية نوعاً ما على صناعة استخراج المعدن الأصفر، وأوضح أن فترة تعافي قطاع المناجم والتعدين من تحديات الجائحة قد تمتد لستة أشهر أو عام. وأشار إلى أن الطلب الاستهلاكي على الذهب الخام، أي ما يشمل المشغولات والحلي الذهبية، سجل تراجعاً بنسبة 20% عالمياً خلال العام الجاري مقابل ارتفاع الطلب الاستثماري على السبائك بنسبة تتراوح بين 7 لغاية 10%.

أداء جيد

وأوضح جيفري رودز، مؤسس ومدير عام شركة رودز الاستشارية المتخصصة في قطاع المعادن الثمينة، أن تأثر قطاع التعدين بتداعيات الجائحة جاء بشكل رئيسي بسبب الاعتماد الكبير على العمالة والكوادر البشرية، إذ تراجعت العمليات الإنتاجية نتيجة متطلبات التباعد الاجتماعي والشروط الصحية الأخرى في المناجم فضلاً عن تأثير عمليات الإغلاق الشامل للأنشطة في العديد من الدول.

وبالتالي انخفض الإنتاج العالمي من الذهب الخام خلال 2020 بنسبة تقديرية تصل إلى 10% مقارنة مع العام الماضي، لكنه أشار من جانب آخر إلى أن تداول الذهب حققت أداءً جيداً بالرغم من الظروف الراهنة، مما يعكس متانة قطاع الذهب في وجه أزمة (كوفيد 19) حيث وصلت أسعار الذهب خلال العام الجاري إلى أسعار قياسية، وأوضح عدم وجود ارتباط كبير بين أسعار الذهب والإنتاج.

وأشار إلى أن أخبار اللقاحات التي أعلن عنها مؤخراً أدت إلى موجة بيع في أسواق الذهب العالمية حيث هبطت الأسعار بنسبة 5% عند إعلان اللقاح الأول فيما تراجعت بنسبة 1.5% فقط عند الإعلان عن اللقاح الثاني.

وأكد أن دبي والإمارات عموما رسخت مكانتها كمركز عالمي لقطاع الذهب بفضل مقوماتها المتكاملة وفي مقدمتها موقعها الاستراتيجي وبنيتها اللوجستية المتطورة وارتباطها الواسع مع كافة أسواق العالم وخاصة عبر خطوط الشحن الجوي، مشيراً إلى أن القطاع محلياً بحاجة لمزيد من التمويل لتعزيز النمو في الفترة المقبلة.

فرص جديدة

قال ساجيث كومار بي كي، المدير العام والرئيس التنفيذي في شركة «آي بي إم سي انترناشيونال»: «أتاحت جائحة كوفيد 19 فرصاً جديدة لدخول قطاع الذهب. وقد عقدنا خلال المؤتمر شراكة مع الجهة المؤسسة للعملة الذهبية الأمريكية الرقمية التي تتيح لحاملها إمكانية الاحتفاظ بالذهب في صورة رقمية واستبداله عند الحاجة بالعملة الذهبية أو بالدولار.

وتوفر المنصة الأمان والشفافية مما يعزز الثقة بين جميع الأطراف المعنية. كما ستساعد الشركات على تفادي التحديات، بما في ذلك التقلبات اليومية في أسعار الذهب والعملات، والتأخيرات الناجمة عن تحويل الأموال، بالإضافة إلى التحديات الناجمة عن نقل الذهب عبر الدول».

وشهد المؤتمر مشاركة إسرائيل وحضور ممثلين من مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي، الذين ناقشوا إقامة شراكات واستكشاف فرص جديدة للاستثمار في قطاع الذهب.