نظمت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي بالتعاون مع مجلس الأعمال لدول البينولكس ومجموعة أبوظبي للاستدامة ندوة المسؤولية المجتمعية في ظل اقتصاد ديناميكي وذلك بمقر الغرفة صباح أمس وبحضور عبد الجبار الصايغ عضو مجلس إدارة الغرفة وكريستيان تانج سفير المملكة البلجيكية لدى الدولة وجيرار ميخلز سفير المملكة الهولندية لدى الدولة ومارك شيرير القائم بأعمال سفارة دوقية لوكسمبروج ومحمد هلال المهيري مدير عام غرفة أبوظبي وحبيبة مرعشي رئيس الشبكة العربية للمسؤولية المجتمعية وأكثر من 200 شخصية ومسؤول من الدوائر والمؤسسات الرسمية والخاصة في الدولة.
وألقى عبد الجبار الصايغ عضو مجلس إدارة الغرفة كلمة في بداية أعمال الندوة قال فيها إن المسؤولية المجتمعية للشركات، أصبحت موضوعاً مهماً في أي اقتصاد متنوع وحيوي. متمنياً لهذه الندوة أن تسهم في دعم الدور المهم والمحوري الذي تلعبه الشركات في مجال المسؤولية المجتمعية، ليس فقط من أجل رد الجميل للمجتمع الذي تعيش فيه هذه الشركات، بل أيضاً ومن أجل المساهمة في تطوير اقتصاداتنا النامية والمتطورة.
وأشار إلى أنه وفي ظل الاقتصاد العالمي الحيوي، أصبحت توقعات العملاء تكبر وتزيد يوماً بعد يوم، موضحاً أن الأيام التي كانت فيها الشركات مهتمة فقط بتحقيق الربح انتهت، فالشركات اليوم ملتزمة بالتصرف والعمل كمؤسسة المجتمعية أيضاً، ليس فقط بالنسبة للمساهمين بل وللموظفين، والموردين، والعملاء، والمجتمعات التي نشأت وتطورت ونمت في ظلها أيضاً، مشيراً إلى أنه وفي الوقت الذي يجب فيه على الشركات تقديم خدمات ومنتجات رائعة، فإنه مطلوب منها أيضاً العمل وفق قيم ومعايير وتوجهات صحيحة.
تغيير اجتماعي
وقال إنه وبالتزامن مع قوة قوى السوق في أنظمتنا الاقتصادية الحيوية، فإن المسؤولية المجتمعية للشركات أصبحت تلعب دوراً مهماً في إحداث تغيير اجتماعي إيجابي. وذكر أن الشركات التي عرفت أهمية المسؤولية المجتمعية، راحت توظف ثرواتها ومقدراتها في هذا الجانب.
وعلى الرغم من أن المسؤولية المجتمعية للشركات غير قادرة لوحدها على ضمان تحقيق الأرباح، إلا أنها قادرة على تقديم الكثير من الميزات التنافسية في بيئة الأعمال التي باتت تشهد تنافساً محموماً بين الشركات.
وأوضح أنه بالنسبة للموظفين، تعطي المسؤولية المجتمعية ثقافة العمل الأخلاقية الكثير من المعاني والدلالات إلى وظائفهم، وتسهم في الوقت نفسه في تحقيق الرضى الوظيفي، أما بالنسبة للمستهلكين فإن الشفافية، والمزيد من المسؤولية المجتمعية للشركات أصبحت من متطلبات العمل الضرورية. فالمستهلكون في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، يملكون الآن السلطة والقوة للتأثير على سلوك الشركات فيما وراء قوى السوق التقليدية. ومن المحتمل أن يستمر هذا الاتجاه، ويجعل من المسؤولية المجتمعية للشركات أحد معايير السوق.
وقال إنه ومع هذا النمو في وعي المستهلكين، فقد تطورت المسؤولية المجتمعية لتصبح ضرورة للشركات التي تتطلع إلى التعبير عن هويتها وقيمة علامتها التجارية.
تعزيز السمعة
وطرح الصايغ خلال الندوة سؤالاً حول: ماذا يعني أن تقوم الشركة بمسؤولياتها المجتمعية في اقتصاد حيوي مثل اقتصادنا؟ وقال هل أصبحت المسؤولية المجتمعية وسيلة سطحية وغير فعالة تستخدمها الشركات من أجل تعزيز سمعتها في السوق أو عند العملاء، أم أن المسؤولية المجتمعية لهذه الشركة أو تلك أصبحت جزءاً مهماً من عملها اليومي.
وأشار إلى أننا نتطلع من خلال هذا الندوة إلى التشارك في الخبرات والنجاحات التي حققتها الشركات في مجال المسؤولية المجتمعية. كما أننا نتطلع إلى الاستماع إلى العديد من النماذج الناجحة التي ستعرضها لنا شركات محلية وعالمية، مثل شركة الاتحاد، وايمال، وشل، وشركات أخرى من بلجيكا ولكسمبرغ.
كما تحدثت في الندوة حبيبة مرعشي رئيسة الشبكة العربية للمسؤولية المجتمعية، حيث أوضحت أن مجموعة عمل الإمارات للبيئة انتبهت إلى مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في السنوات الأولى للألفية وقمنا بإجراء استبيان لقياس مستوى المعرفة والاهتمام في الشركات الأعضاء لدينا.
وذكرت مرعشي أنه والعام 2008 قامت الشركة بإنشاء جائزة المسؤولية الاجتماعية العربية للمؤسسات، حيث كانت أول مبادرة لجائزة استدامة مؤسسية لشركات شبه حكومية للدول الناطقة بالعربية في دول مجلس التعاون الخليجي وشرق وشمال إفريقيا والتي رعاها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ودعم الميثاق الدولي للأمم المتحدة.
ومن خلال جائزة ومنتدى الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية استطعنا من تقديم ليس فقط أفضل الممارسات المؤسسية في المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والاستدامة فقط ولكن أيضاً بعض التفكير القيادي والتعلم المتعلق بهذه المسألة. وبعض المواصفات البارزة في ممارسات وتوجهات المسؤولية الاجتماعية والاستدامة.
ميثاق دولي
وأشارت إلى أن الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية عملت مع مبادرة التقرير الدولية لجلب آخر نماذج التدريب بالاعتماد على أطر تقرير الشركات في مبادرة التقرير الدولية في المنطقة العربية.
وقالت إن مجموعة عمل الإمارات للبيئة تعتبر من أولى المنظمات في الشرق الأوسط المتخصصة في توفير منصة انطلاق للميثاق الدولي للأمم المتحدة في المنطقة؛ - والتي تعد اليوم أكبر مبادرة تطوعية في العالم في المسؤولية الاجتماعية والاستدامة. حيث أصبحت مجموعة عمل الإمارات للبيئة في عام 2007 نقطة ارتكاز الميثاق الدولي للمنطقة في دول مجلس التعاون الخليجي، كما قمنا بتوقيع مذكرة تفاهم مع الميثاق الدولي لإضفاء الطابع الرسمي على الشبكة الإقليمية للميثاق في دول مجلس التعاون الخليجي وعرضنا استضافة أمانة سر الشبكة المحلية.
تحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية
طبقاً لنتائج الاستبيان أطلقت مجموعة عمل الإمارات للبيئة شبكة المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في عام 2004 لجمع هذه المنظمات صاحبة معظم الأنشطة في المجالات السابق ذكرها وقامت بإنشاء سير للأعمال للعمل نحو تحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية. وكانت الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات ذات دور فاعل في تقديم دورات تدريبية احترافية عن المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات للشركات في المنطقة والتي أجريت بالتعاون مع مؤسسات عالمية معتمدة على المعرفة والممارسات. ومع توسع منظور وحجم العمل إلى أبعد ما تم تصميمه قامت الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات بإطلاق نفسها على أنها منظمة مستقلة في عام 2009.
