قال الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية إن الجامعة تمتلك القدرات اللازمة لتكون الذراع التعليمية الأولى لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على مستوى الوطن العربي في تحويل إمارة دبي إلى عاصمة للاقتصاد الإسلامي في العالم.

وأضاف أن الجامعة تنوي كذلك أن تكون المحرك الأول في مناطق الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا للتعليم الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن الجامعة ستتيح فرصة التعلم الإلكتروني إلى 13 مليون مشترك بخدمات الانترنت بنهاية 2013.

وقال العور في لقاء مع البيان الاقتصادي إن البرامج التي تقدمها الجامعة والدعم الذي تلقاه من صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، رعاه الله، وهو الرئيس الأعلى للجامعة، ستفسح المجال واسعاً لعقد المزيد من الشراكات مع البنوك والمصارف والمؤسسات الإسلامية بهدف تطوير كوادر إدارية ومهنية عالية الكفاءة وقادرة على مواكبة المبادرات التي تدعم الاقتصاد الإسلامي.

ما الدور الذي يمكن لجامعة حمدان بن محمد أن تساهم به في مبادرة "دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي" التي تم الإعلان عنها مؤخراً؟

أقول إن جامعة حمدان بن محمد قادرة أن تكون الذراع التعليمية للمبادرة الكريمة، لأن أي مبادرة لا تكون قائمة على التعليم والمعرفة لا تستطيع أن تكون مبادرة متجذرة أو لديها دعم أكاديمي قوي فلذلك، ومن الضروري كذلك أن يكون لمنفذي تلك المبادرة زخم علمي ومعرفي. فحين نقول اقتصاد إسلامي علينا أن نعلم حيثيات الاقتصاد الإسلامي وماهية أطره العامة. ونحن نستطيع أن نزوّد ببرنامج أكاديمي متكامل،

ونحن أول جامعة في الإمارات أطلقت برنامج ماجستير في التمويل الإسلامي وكان ذلك في عام 2010، ونضع هذا البرنامج تحت تصرف اللجنة العليا لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد. وهذا البرنامج يؤهل قيادات للاقتصاد الإسلامي القادم، خصوصاً وأن المبادرة تفرض العمل على إعداد كوادر شابة ومؤهلة، وهمنا الأكبر هو ليس في تحصيل عدد أكبر من الدارسين بل في بناء الكفاءات والقدرات في قطاع المؤسسات العام والخاص في عالمنا العربي وليس في دول الإمارات فحسب. ولذلك نحن متحمسون جداً لمبادرة سيدي صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد رعاه الله، وهو الرئيس الأعلى للجامعة.

فالجانب المعرفي والعلمي من هذه المبادرة جاهز لنشر هذه الثقافة أكاديمياً ومعرفياً وفي المستويات كافة. ودبي كما تعلم تملك المقومات اللازمة ففيها تم تأسيس أول مصرف إسلامي وهو مصرف دبي الإسلامي الذي نقدم بالشراكة معه من خلال دار الشريعة برنامجا مهنيا في التمويل الإسلامي. كما أننا نملك دار نشر وباستطاعتنا استقطاب العقول العربية والعالمية في مجال الاقتصاد الإسلامي ونشر دورية متخصصة في هذا المجال.

توجه

لماذا لا يزال انتشار التعليم الالكتروني محدوداً في الوطن العربي؟

اتسع نطاق التعليم الالكتروني بشكل كبير ليشمل مجموعة واسعة من تقنيات التعليم وسيستمر هذا التوجه في التطور بحيث يصبح النموذج الجديد للتعليم على أساس التعليم الالكتروني حقيقة واقعة معترفا بها على نطاق واسع، ولاسيما في الشرق الأوسط العربي. وتتميز العديد من اقتصادات الدول العربية بالانفتاح والاندماج مع الاقتصاد العالمي.

وفي ضوء هذا التوجه يُعتبر إيجاد المعرفة وإدماج التكنولوجيا في التعليم والتدريب، والاستفادة من المعرفة الناشئة في أي جزء من العالم، المسوغات الرئيسية لخلق سياسات للتعليم. ويضطلع التعليم الالكتروني حتماً بدور حيوي في صنع أي سياسات حديثة متعلقة بالتعليم.

جامعات عديدة في العالم العربي لديها برامج اقتصاد إسلامي مشابهة، ولكن ما الذي يميز برامجكم؟

حين أطلقنا الجامعة في 2006 كنا على دراية تامة في تحديد الاحتياجات التي يتطلبها بناء اقتصاد معرفي فلدينا مثلاً برنامج ماجستير في التميز المؤسسي، ولدينا برنامج ماجستير في التغيير والإبداع، ولن يكون هناك ربيع عربي من دون تميز مؤسسي أو تغيير أو إبداع. وسنطلق مبادرة تعليمية متكاملة على مستوى الشرق الأوسط.

وهي "مبادرة التعليم الالكتروني للمجتمع" من خلال شبكة التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) ستتيح لأي شخص في المجـــتمع وفي كافة الفــئات العمرية معرفة ماهية التمــويل الإسلامي في إطار عام وسنعلن تفاصــيلها قــريباً إن شاء الله، وبرامجنا صاغـــتها أفضل العقول في التمويل الإسلامي في العالم.

وليس فقط في الدول العربية والإسلامية. وساهم بالتأكيد نجاح جامعة حمدان بـــن محمد الإلكــترونية وبعض مؤسسات التـعليم الالكتروني في أجزاء أخرى من العالم في تعزيز قيمة آليات التعليم الالكـتروني وإجراءاته. ومن هذا المنطلق برزت الحاجة إلى استكشاف أبعاد في السياسات من شأنها أن تساعد في نشر التعليم الالكتروني ومعالجة بعــض المشكلات المرتبطة بالتعليم التقليدي.

أصناف من المتعلمين

ما الأسس التي قامت عليها الجامعة؟

تم تأسيس الجامعة على أساس أن تكون جامعة المستقبل، مما يعني أن حمدان بن محمد الإلكترونية تتعامل مع المجتمع ككل، فنحن لدينا منذ عشر سنوات أربعة أصناف من المتعلمين والدارسين، وليس صنفاً واحداً، فشريحة حملة الشهادات العليا كالبكالوريوس والماجستير تمثل شريحة واحــدة فقط ويكون تأثير الجامعة على هؤلاء تأثيرا فرديا .

وليس على المجتمع، ولذلك الجامعات في العالم العربي لا تساهم في بناء الاقتصادات الوطنية، لأنها تخرج أفواجا من الخريجين الذين قلما يجدون فرصة عمل أي بطالة، ولذلك أصبح لزاماً على الجامعات أن تنتهج نهجاً آخر، وهو إتاحة المعرفة للجميع، ولمدى الحياة.

ما المقصود بالتعلم مدى الحياة؟

الذي ساعدنا على انتهاج هذا النهج هو اعتمادنا على البيئات والوسائط الالكترونية، ما ساعدنا في توفير المعرفة لأربعة أصناف من المتعلمين، يشكلون هرما في قاعدته يوجد دارسون غير منتظمين وهي الشريحة الأكبر وهي من يريد تجديد المعرفة التي لديه وشريحة الدارسين الملتزمين أي من قبل مؤسساتهم العامة والخاصة بهدف تطويرهم مهنياً للارتقاء بمستوى أدائهم.

بالإضافة إلى شريحة الدارسين المنتظمين والدراسين المتابعين، التي تشمل طلبة الشهادات العليا في 13 برنامج ماجستير و5 برامج بكالوريوس وثلاثة برامج دكتوراه، أي الدارسون المنظمون أصبح لديهم القدرة للوصول إلى قمة الهرم الأكاديمي

هل يمكن نقل ساعات الدراسة من قاعدة الهرم إلى قمته؟

بالتأكيد يمكن ذلك، ونحن نشجع ونحفّز كافة أفراد شرائح المجتمع على تسّلق الهرم الأكاديمي بما فيهم الرؤساء التنفيذيون والمديرون في الشركات وحتى الوزراء، فإذا أردت أن تبني مجتمعا معرفياً فلا بد أن يكون القادة جاهزين معرفياً وعلى أعلى المستويات. وما نريده اليوم هو أن نبني مجتمعا قائما على المعرفة ونساعد أفراد المجتمع على التعلم، من خلال تقديم التسهيلات التي تناسب ظروفهم وأهدافهم وأهداف مؤسساتهم والاقتصاد الوطني بالنتيجة.

هيكليات جديدة

ما أهمية اجتماعات "الطاولة المستديرة" التي تعقدها جامعة حمدان بن محمد، وما هي أهدافها؟

"الطاولة المستديرة" مبادرة رائدة من جانب جامعة حمدان بن محمد الالكترونية، في تحديد هيكليات جديدة في التعليم، ويكمن التحدي الآن في كيفية تعزيز التماسك بين السياسات المتعلقة بالتعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني. وتهدف اجتماعات الطاولة المستديرة بهدف استكشاف سياسات جديدة على ضوء مناقشات في مجموعة واسعة من القضايا والتحديات التي تواجه التعليم في العالم العربي.

برامج تعليمية لدعم المبادرة

 قال البروفيسور نبيل بيضون، استشاري تطوير المؤسسات والتعليم في الجامعة، إن جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية ستفسح المجال لمليوني مشترك عربي في شبكة الانترنت بما فيهم العاملون في حقل الاقتصاد الإسلامي للاشتراك في برامج تعليمية وأكاديمية لتعلم العقود والمنتجات والحوكمة الإسلامية وغيرها، وذلك بدءاً من مارس القادم.

وذلك في إطار تفاعلي من خلال مواقع الاتصال الاجتماعي، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار دعم مبادرة الاقتصاد الإسلامي في دبي. وأضاف بيضون أن الجامعة تملك البيئة التحتية وكافة المؤهلات اللازمة لتكون الذراع التعليمية لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في تحويل دبي لعاصمة للاقتصاد الإسلامي.

وأضاف: "المبادرة موجهة للمجتمع الإسلامي أينما وجد، وكما تعلم فالمجتمع الإسلامي متوزّع جغرافيا حول العالم، ولذلك الجامعة توفر للراغبين حيثما وجدوا في العالم الوصول للمعرفة اللازمة التي تم تأسيسها من خلال عشر سنوات من البناء والجهد المستمرين. ولا تتوفر هذه القدرة في أي جامعة أخرى في الوطن العربي". وحول سبب قلة انتشار مفهوم التعامل الاقتصادي الإسلامي، قال بيضون: " نحاول نشر الوعي والمساعدة على تهيئة المناخ اللازم لازدهار الاقتصاد الإسلامي في كافة شرائح المجتمع.

مخرجات "الطاولة المستديرة"

 اتفق معظم المشاركين في الطاولة المستديرة على أن التعليم الالكتروني هو داعم رئيسي لنموذج التعليم الحالي

تشمل مزايا التعليم الالكتروني سهولة تحصيله داخل البلاد وخارجها.

يسمح التعليم الالكتروني باستكمال نموذج التعليم الرسمي بمرونة أكبر.

يدعم التعــليم الالكتروني نهج التــــعلم مــــدى الحياة من خلال مختـــلف أنماطه ومناهجه.

لا يجب أن تشكل تكلفة التعليم الالكتروني مشكلة خاصة في ظل الموارد المفتوحة.

يتيح التعليم الالكتروني إمكانية التكيف مع الاحتياجات الفردية.

يتيح التعليم الالكتروني شروط توفير التعليم لجميع أصحاب المصلحة بما في ذلك أعضاء هيئة التدريس الذين تتوفر بين أيديهم الموارد المختلفة.

يمكن للتعليم الالكتروني أن يخلق مجتمعاً على الانترنت وأن يدعم المناقشات ويعزز سبل التواصل مع الأقران والشبكات المهنية.

يوفر التعليم الالكتروني طريقة دقيقة لتقييم المخرجات التعليمية وربطها بالدورات والبرامج بطريقة سهلة.

يكمن التحدي الأكثر إلحاحاً أمام التعليم الالكتروني في العالم العربي في كيفية توفير محتوى عالي الجودة باللغة العربية.

تبرز الحاجة إلى الاستثمار في التكنولوجيا مع ضمان أعلى مستويات الاتصال.

تبرز الحاجة إلى الاستثمار في البنية التحتية لضمان نجاح عملية التعليم الالكتروني.

تبرز ضرورة العمل على التعاون الوطني والإقليمي والدولي.

يجب تطبيق ما يتم تعلمه في الكليات والجامعات على أرض الواقع.