أكد غنديب سينغ، مؤسس ومدير مشروع "مبادرة التغيير" أن مركز التسوق الأخضر الذي تم افتتاحه مؤخراً في دبي يستهدف المستهلكين من خلال ما يناهز 3000 منتج .

بالإضافة إلى الشركات عبر حلول صديقة للبيئة للمشاريع بمختلف انواعها، وذلك بالاعتماد على شراكات مع ما يقارب 60 من كبرى الشركات العالمية التي تقدم خدمات وتقنيات نظيفة ومستدامة على غرار أي بي آم، وإل جي وفيليبس وشنايندر وغيرها.

معدلات عالمية

وفي تصريحات لـ"البيان الاقتصادي" أشار سينغ إلى أن اختيار دبي لافتتاح المركز الذي بلغت تكاليف إنشائه 27 مليون دولار تأتي بدافع من حاجة الإمارة للمزيد من المبادرات المستدامة خاصة وان معدل الانبعاثات الكربونية واستهلاك المياه والطاقة وانتاج المخلفات للفرد الواحد في دبي والإمارات من أعلى المعدلات العالمية.

وأشاد بالدعم الكبير الذي ابدته الإمارة من خلال قيام سمو الشيخ أحمد بن سعيد رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى لمجموعة "طيران الإمارات" بافتتاح المركز في شهر مايو الماضي، لافتاً إلى أنه لمس شخصياً اهتمام سموه بأهمية قضايا الاستدامة وضرورة تعزيز فعالية دبي في استخدام مواردها .

وأضاف: "يعتمد نجاح دبي بشكل كبير على كونها توفر أقل تكاليف لإقامة الأعمال على مستوى العالم في ضوء عدم وجود الضرائب، وتعمل الإمارة بشكل مستمر على تعزيز تنافسيتها كونها المركز التجاري الرئيسي على مستوى الشرق الأوسط وافريقيا وآسيا، وبالتالي يرتبط مستقبل الإمارة بزيادة اعتمادها على السياسات المستدامة".

توفير

وتوقع سينغ أن يصل حجم الحلول الخضراء إلى ما يناهز 50 مليار دولار خلال السنوات المقبلة في منطقة الشرق الأوسط، كاشفاً عن وجود خطط لافتتاح فروع للمركز في الدوحة والرياض وسنغافورة وهونغ كونغ، ولفت إلى أن العديد من المنتجات والحلول المتوافرة في المركز تساهم في تخفيض التكلفة .

سواء على المستهلك أو الشركات والتخفيف من الإضرار بالبيئة في آن واحد، على غرار نوع خاص من الطلاء الذي يعكس الضوء بما يفوق الطلاء العادي بنسبة 30 % مما يساهم في تخفيض استخدام وكثافة الإضاءة بالإضافة إلى مواد الإكساء المصنوعة من مواد أعيد تصنيعها وأنظمة تعزيز فعالية استهلاك الطاقة والمياه وغيرها.

معايير الاستدامة

وأعرب مدير مبادرة التغيير عن تفاؤله الحذر في ما يتعلق بآفاق مفاهيم الاستدامة في المنطقة، مؤكداً أنها ستشكل توجهاً رئيسياً في عالم الأعمال واستراتيجيات الشركات مستقبلاً.

واضاف: "هناك إدراك اليوم بأهمية توافق الأعمال مع معايير الاستدامة، وسيزداد الإصرار على هذا التوجه في السنوات القادمة في ضوء تضاؤل الموارد الطبيعية حول العالم".

وبالتوازي مع رفع اهتمام المستهلكين بحماية البيئة فإن حلول الشركات تحتل أهمية كبيرة من حيث اتساع تأثيرها مقارنة مع مبادرة الأفراد على غرار ما تساهم به الأبنية الخضراء على سبيل المثال في الحفاظ على البيئة وتخفيض التلوث والنفايات.

وحول ارتباط التقنيات الخضراء مع ارتفاع التكاليف رأى سينغ في هذه النظرة سوءًا للفهم وأضاف: "الاستدامة تعني استهلاكاً أقل للموارد وزيادة في فعالية الاستهلاك مع حماية البيئة، فكيف يكون ذلك أكثر تكلفة، ومن جانب آخر هناك تقنيات وحلول بسيطة جداً تساهم في تعزيز الاستدامة".

آفاق واعدة

بدأت فكرة مبادرة التغيير خلال جولة عالمية كان سينغ يقوم بها لاقتناص فرص استثمارية مغرية لإحدى كبرى المجموعات العائلية التي يعمل لديها، وكان يرصد باهتمام الشركات العاملة في قطاع الطاقة النظيفة والتقنيات الخضراء، وأدرك وجود فجوة في سلسلة التوريد في هذا القطاع بين المصنعين والمستهلك النهائي سواء من الأفراد أو الشركات.

وقرر تأسيس سلسلة توريد متخصصة في السلع والخدمات المستدامة من خلال مركز "مبادرة التغيير" الذي تم افتتاحه في دبي، وبالرغم من كونه المشروع الأول من نوعه ولم يتم إثبات جدواه الاقتصادية على أرض الواقع بعد، إلا أن سينغ يؤكد على آفاقه الواعدة خاصة في ضوء التجاوب الكبير الذي لاقاه المشروع من المستهلكين والشركاء.

إعادة التدوير

لم يكتف مركز "مباردة التغيير" بتقديم منتجات مستدامة تقليدية، بل عمل على الابتكار في التصاميم من خلال تقديم العديد من الأفكار التي تفاجئ الزوار وتترجم الرسالة التي يهدف إلى إيصالها للمجتمع لتعزيز الثقافة الصديقة للبيئة والاستهلاك المستدام، حيث يضم المركز لوحة جدارية كبيرة لستيف جوبز وإحدى كلماته الشهيرة تم صنعها بالكامل من مخلفات بلاستيكية لاجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة والكراسي بما يعكس قدرة الإنسان على التفنن في إعادة التدوير.

كما يعرض المركز سريراً مصنوعاً من كتيبات دليل الهاتف التي تضم آلاف الصفحات الورقية، بالإضافة إلى ثريا مصنوعة أيضاً من ذات الكتيبات، ومقعد قابل للتوسع والطي مصنوع من صناديق الورق المقوى، إلى جانب بعض التماثيل الفنية المصنوعة من أدوات المطبخ البلاستيكية من معالــق وشــوك وغيرهـا.

 

2.74 ترليون دولار سوق المنتجات الخضراء في 2020

 

يتوقع المعهد العالمي للموارد وصندوق الأمم المتحدة للبيئة أن يبلغ حجم السوق العالمية للمنتجات والخدمات الصديقة للبيئة إلى 2.74 ترليون دولار بحلول العام 2020، ووفقاً لنشرة المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الصادرة عن غرفة تجارة وصناعة دبي، فمن المتوقع أن يساهم مجال التشييد والبناء في خلق 2.6 مليون وظيفة صديقة للبيئة بحلول العام 2030 حيث بدأت كذلك صناعة المشتريات الخضراء تستحوذ على حيّزٍ من اهتمام الشركات في قطاع التوريد والتوزيع.

وتبرز الفرص المتميزة لسوق المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة في قطاعات توليد الكهرباء وإمدادات الطاقة والبناء والتشييد وإدارة المياه والصرف الصحي، مما يترجم قدرة السوق الخضراء على توفير فرص عديدة للأعمال للابتكار وتعزيز تنافسيتها خاصةً مع اتجاه حكوماتٍ عديدة إلى سن قوانين وتشريعات تساعد على الاعتماد على الممارسات الخضراء.

 ولفتت النشرة إلى تأثير استهلاك الشركات للمياه في واقع الأعمال في العالم، خاصة وأن الأمم المتحدة تصنف دول مجلس التعاون الخليجي ضمن دول العالم العشرين الأكثر نقصاً في المياه، حيث يقدر نقص المياه في المنطقة بـ 15 مليار متر مكعب في العام ويتوقع ان يتضاعف ذلك النقص خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة.