أكد مدراء ومسؤولون في شركات للسياحة والسفر والعطلات، أن الأحداث السياسية التي جرت في عدد من الوجهات العربية، والغلاء الموجود في بعض الوجهات السياحية التقليدية بأوروبا، دفعا عشاق السفر من مواطني الدولة للبحث عن وجهات سياحية بديلة خلال الموسم الصيفي الحالي.
وأشاروا إلى أن أحداث الربيع العربي التي وقعت في عدد من الوجهات السياحية العربية مثل مصر وتونس وسوريا والتي أثرت بشكل مباشر على لبنان، أدت إلى عزوف المواطنين عن السفر إلى تلك البلاد، بسبب حالات عدم الاستقرار الموجودة فيها، بعد أن كانت هذه الدول وجهات تقليدية مفضلة للمواطنين يتوافدون عليها لأكثر من مرة في العام الواحد نظراً لقرب المسافة والتكاليف المعقولة للسياحة فيها.
الوجهات التقليدية
وقالوا إن الغلاء الموجود في بعض الوجهات التقليدية الأوروبية التي يفضلها المواطنون مثل لندن وباريس وميونيخ وكان، ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر إلى جانب الربيع العربي في البحث عن وجهات بديلة معقولة الأسعار. وأضاف الخبراء أن الناقلات الوطنية مثل طيران الإمارات وطيران الاتحاد ساعدت عشاق السفر والسياحة من مواطني الدولة بشكل كبير في إيجاد تلك الوجهات، لاسيما في ظل الإعلان المستمر عن خطوط طيران جديدة تفتحها تلك الناقلات في مختلف مناطق العالم، الأمر الذي حفز المواطنين للذهاب إلى تلك الوجهات التي أصبحت ترتبط بالدولة برحلات مباشرة.
وأوضحوا أن هناك وجهات جديدة في أوروبا بدأت في استقطاب السائحين من الإمارات مثل أسبانيا، لاسيما بعد إطلاق طيران الإمارات رحلاتها إلى كل من مدريد وبرشلونة، الأمر الذي وفر الكثير من الخيارات للمواطنين، حيث أضحوا يسافرون إلى إحدى المدن الأوروبية ثم يعودون من مدينة أخرى برحلات مباشرة، لكنهم أشاروا إلى أن تلك الوجهات لا تزال غير مؤهلة بشكل كامل لاستقطاب السائح الخليجي الذي يتطلب وجود بعض العوامل والخدمات بخلاف أي جنسية أخرى.
وقالوا إن هذه الوجهات الواعدة تتمثل في الأرجنتين والبرازيل وجنوب أفريقيا والفلبين واليابان وأندونيسيا وأستراليا والنمسا.
وقال محمد جاسم الريس، نائب المدير التنفيذي لشركة الريس للعطلات إن هناك عدة عوامل ساهمت معاً في تغيير خريطة السفر لمواطني الدولة كان على رأسها الوجهات الجديدة التي أعلنت الناقلات الوطنية عن السفر إليها، فضلاً عن الأحداث التي تمر بها وجهات سياحية مهمة في المنطقة مثل مصر وسوريا ولبنان، وارتفاع تكاليف السياحة في عدد من البلدان الأوروبية.
وأضاف أنه من ضمن الوجهات الجديدة التي بدأ المواطنون في الحجوزات الصيفية للسفر إليها هي الأرجنتين في أميركا الجنوبية والفلبين وجنوب أفريقيا وايرلندا، حيث تفضل العائلات الذهاب إلى تلك الوجهات الجديدة لاستكشافها، لاسيما بعد أن أعلنت طيران الإمارات عن رحلات مباشرة بين دبي وبين تلك المناطق، بالإضافة إلى البرازيل التي تعد وجهة يفضل الشباب الذهاب إليها.
وأشار الريس إلى أن تعدد وجهات الطيران فتح المجال أمام محبي السياحة والسفر من داخل دولة الإمارات لاستكشاف وجهات سياحية جديدة ودول لم يروها حتى الآن، بدلاً من تكرار الزيارات إلى الوجهات التقليدية التي كان المواطنون يذهبون إليها سنوياً وهي تايلاند وماليزيا في آسيا، ولندن وباريس وميونيخ في أوروبا.
الوجهات الواعدة
وأوضح الريس أن الفلبين تصنف الآن ضمن أحد أهم الوجهات الواعدة بالنسبة للعائلات الإماراتية، أو حتى الشباب عشاق السياحة والأسفار في منطقة شرق آسيا.
ولفت إلى أن الرحلات المباشرة إلى الوجهات تدفع محبي السفر إلى التفكير في الذهاب إلى تلك الوجهات، نظراً لوجود رحلات مباشرة بدون ترانزيت، مؤكداً على أن تعدد هذه الوجهات مفيد للمستهلك، إذ إنه في حال وجود عدد محدود من الوجهات فإن الأسعار ترتفع بشكل كبير، لكن في ظل وجود عدد كبير من البدائل فإن الأسعار تظل معقولة، وهو ما يعد صحياً بالنسبة للمسافرين، إذ يجنبهم مزيداً من الإنفاق خلال الرحلات.
وقال إن هناك تنوعاً كبيراً في الوجهات السياحية بالنسبة للمواطنين خلال الموسم الصيفي الماضي والحالي، حيث دفعت أحداث الربيع العربي مواطني الدولة إلى العزوف عن الذهاب إلى الوجهات التقليدية العربية مثل مصر وسوريا ولبنان التي تأثرت إلى حد كبير بما يحدث في سوريا، والبحث عن وجهات جديدة يذهبون إليها، مع افتتاح عدد من الخطوط الجديدة من قبل الناقلات الوطنية لاسيما طيران الإمارات.
اعتدال الأجواء
وأشار إلى أن هناك أسواقاً جديدة بدأت تستقطب السائحين المواطنين في أوروبا مثل النمسا التي أضحت تشهد أعداداً متزايدة من المواطنين المسافرين إليها صيفاً، نظراً لاعتدال الأجواء خلال فترة الصيف والمناظر الطبيعية الخلابة، لكنها لا تزال غير مؤهلة بشكل كامل لاستقطاب السياحة العربية سواء من ناحية اللغة أو العادات والتقاليد وتوفير المتطلبات للسياحة العربية.
ولفت إلى أنه من ضمن الأسواق الجديدة في منطقة آسيا تحقق أندونيسيا تقدماً هائلاً في استقطاب السائحين الإماراتيين إليها، عن طريق توفير المنتج السياحي الذي يتناسب وطبيعة السائح الخليجي، وهو ما يسهم في زيادة أعداد السائحين المسافرين إليها من الإمارات سنوياً، .
بالإضافة إلى اليابان التي أضحت إحدى الوجهات السياحية الآسيوية المفضلة لدى السائحين الخليجيين بصفة عامة والإماراتيين بصفة خاصة، إذ إنها كانت تعتمد بشكل رئيسي على السائح الأميركي والأوروبي، لكنها الآن أضحت تستقبل أعداداً لا بأس بها من السائحين العرب، نظراً لاعتدال وجمال الطقس فيها، على الرغم من ارتفاع الأسعار بها.
وأوضح أن جنوب أفريقيا تعد من الوجهات السياحية الناشئة بالنسبة للسائح الإماراتي، حيث لوحظ تزايد الحجوزات إليها بشكل جيد خلال الموسم الصيفي الجاري، كما احتفظت استراليا بكونها وجهة مرغوبة لدى عدد كبير من السائحين الإماراتيين.
وقال إن الموسم السياحي الصيفي للسياحة المسافرة من الإمارات يختلف خلال العام الجاري عن الأعوام السابقة، إذ إن هناك فترة قصيرة بين انتهاء امتحانات الثانوية العامة وبداية شهر رمضان، كما أن هناك فترة قصيرة أيضاً بين نهاية شهر رمضان وبداية العام الدراسي الجديد.
وهو ما يجعل الإجازة قصيرة إلى حد ما خلال الموسم الحالي، حيث انقسمت السياحة المسافرة إلى قسمين، أولهما يذهب لقضاء إجازته قبل رمضان والآخر يذهب لقضاء إجازته بعد الشهر الكريم، حيث يفضل الإماراتيون قضاء فترة شهر رمضان في الوطن التماساً للأجواء الروحانية الجميلة في رمضان.
وأكد علي أبو منصر أن تركيا تعد أكبر المستفيدين من الربيع العربي من جهة استقطاب السياحة الخليجية، حيث أصبحت إحدى الوجهات التقليدية للسائح الخليجي خلال فترة الصيف، لاسيما السائحين الإماراتيين بعد افتتاح الطيران الاقتصادي المحلي خطوطاً مع اسطنبول، مشيراً إلى أن الوجهات الموجودة في أميركا الجنوبية لا تزال ناشئة مثل البرازيل والأرجنتين، مع افتتاح طيران الإمارات خطوطاً جديدة فيها.
أجنحة فندقية
ولفت إلى أنه من ناحية الإنفاق فإن السائح الخليجي، لاسيما الإماراتي يصنف ضمن الفئات الأعلى إنفاقاً في العالم، إن لم يكن هو الأعلى إنفاقاً، حيث يسافر السائح غالبية الأوقات برفقة العائلة أو الأصدقاء بأعداد كبيرة، وهو ما يجعل السائحين يفكرون في حجز أجنحة فندقية أو أكثر من غرفة واحدة لاستيعاب العدد الكبير المسافر، بالإضافة إلى عشق السائح الإماراتي لعمليات التسوق في مراكز التسوق العالمية التي تتيح العلامات التجارية المحببة لدى الإماراتيين بأفضل الأسعار، وهو ما يجعل السائح الإماراتي يدخل في شريحة السائحين ذوي الإنفاق المرتفع عالمياً.
وأضاف أن أسبانيا سوف يكون لها مستقبل كبير كوجهة سياحية مع الإمارات، لاسيما عقب افتتاح طيران الإمارات رحلتيها إلى برشلونة ومدريد، لكنها لا تزال غير مؤهلة لاستقطاب السياحة العربية التي تتطلب شروطاً معينة، في ما تحاول إيطاليا بشتى الوسائل استقطاب السياحة الخليجية والإماراتية لكنها أيضاً لا تزال غير مؤهلة لهذا النوع من السائحين.
وأشار إلى أنه خلال الدورة الأخيرة لمعرض ومؤتمر سوق السفر العربي "الملتقى 2012"، لوحظ وجود عدد من الوجهات السياحية العالمية التي ركزت بشكل مباشر على استقطاب السياحة العربية بصفة عامة والسياحة الخليجية بصفة خاصة، وهو ما يدل على أهمية هذا النوع من السياحة بالنسبة للوجهات السياحية الموجودة خارج المنطقة.
وأوضح أنه إذا ما بدأنا في حصر الوجهات السياحية التي تعد جديدة أو واعدة بالنسبة للمواطنين فسنذكر النمسا وأسبانيا واليابان واستراليا وجنوب أفريقيا بالإضافة إلى أميركا الجنوبية متمثلة في البرازيل والأرجنتين.
وأكد أبو منصر على أن الناقلات الوطنية لعبت دوراً مهماً في السياحة المسافرة من داخل الدولة، مشيراً إلى أن هذا الدور لا يقل عن الدور الذي لعبته في استقطاب السياحة الوافدة، كما أن المواطن يجد في الحجز أثناء السفر على شركة وطنية الراحة والأمان والثقة، إذ يسافر نحو 70% من المواطنين الذاهبين إلى السياحة بالخارج مستخدمين شركات الطيران الوطنية.
من جهته، قال أسامة بشرى، المدير الإقليمي لشركة ترافكو للسياحة إن أحداث الربيع العربي التي وقعت مؤخراً في بعض دول المنطقة مثل مصر وتونس وسوريا، تسببت في إعاقة الحركة السياحة الوافدة إلى تلك الدول من كافة دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما أدى إلى بحث المواطنين والخليجيين عن خيارات جديدة.
تكلفة السياحة
وأضاف أن ارتفاع تكلفة السياحة عاماً بعد عام في الوجهات الأوروبية التقليدية للمواطنين خلال فترة الصيف مثل لندن وميونيخ وباريس وكان، ساعد على عملية البحث عن وجهات جديدة. وأشار بشرى إلى أنه أي من محبي السفر والسياحة يسافرون من أجل التغيير ولذلك فإن المواطنين أصبحوا الآن يبحثون عن المزيد من الخيارات الجديدة، لافتاً إلى وجود وجهات جديدة للمواطنين منها البرازيل بطبيعتها الخلابة والأرجنتين، والذين قامت طيران الإمارات بافتتاح خطوط جديدة معهم، وهو ما عزز معرفة المواطنين بتلك البلاد، وحفزهم للسفر إليها.
وأكد على أن شركات الطيران الوطنية كان لها دور مهم في تنشيط السياحة المسافرة خارج البلاد، لاسيما في ظل افتتاح العديد من الخطوط الجديدة في كافة قارات العالم، وهو ما يتيح العديد من الخيارات أمام المسافرين من الإمارات سواء كانوا من المواطنين أو حتى المقيمين.
ولفت إلى أن تركيا استفادت بشكل كبير من أحداث الربيع العربي التي دفعت السائحين الخليجيين بصفة عامة والإماراتيين بصفة خاصة إلى البحث عن وجهات جديدة، فكانت اسطنبول على رأس تلك الوجهات، سيما في ظل وجود خطوط طيران اقتصادية بينها وبين الإمارات، وهو ما يسهل عملية سفر السائحين من ذوي الدخول المتوسطة إليها عن طريق خطوط الطيران منخفضة التكلفة، لكنه أشار إلى ارتفاع أسعار الخدمات السياحية داخل تركيا، لاسيما أسعار الغرف والشقق الفندقية.
الناقلات الوطنية
قال محمد جاسم الريس، نائب المدير التنفيذي لشركة الريس للعطلات إن كثرة الوجهات التي تذهب إليها الناقلات الوطنية، ساعدت مواطني الدولة على الذهاب إلى أكثر من وجهة لقضاء الإجازة، فمثلاً يذهب المواطن إلى لندن ويعود من دبلن في ايرلندا، أو يذهب إلى فيينا ليعود من بودابست، وهو ما جعل هناك متعة أكثر في الإجازة، فبدلاً من قضائها في مدينة واحدة أو بلد واحدة، يقضي المسافر الإماراتي إجازته في أكثر من بلد.
وقال علي ابو منصر، رئيس مجلس إدارة شركة الرؤية للسياحة إن هناك بعض الوجهات السياحية الأوروبية التي هبطت أسعارها بنسبة كبيرة تراوحت بين 15 إلى 20% مقارنة بالموسم الصيفي الماضي، لكن في الوقت نفسه احتفظت المدن والوجهات التقليدية للسائح الإماراتي بأسعارها المرتفعة، مشيراً إلى أن هذه الوجهات هي لندن وباريس وكان وميونيخ.
وأضاف أن ارتفاع الأسعار في هذه المدن التقليدية الأوروبية بالتزامن مع الأحداث الموجودة في عدد كبير من الوجهات السياحية بالمنطقة العربية مثل مصر وتونس ولبنان وسوريا الذين يعدون ضمن الوجهات التقليدية للسائح الإماراتي، أسهم بشكل كبير في خلق أسواق جديدة بالنسبة للسائحين الإماراتيين.
