أصدرت جمارك دبي تقريرها السنوي للاستدامة للعام الرابع على التوالي والذي تركز فيه على جهودها وأنشطتها في مجال المسؤولية المجتمعية وكيفية معالجتها للتأثيرات البيئية التي تتصل بأعمالها خلال عام 2011. حيث أثمرت جهود سياسة ترشيد الطاقة التي بذلتها الدائرة العام الماضي عن توفير 828 ألف كيلو واط من الكهرباء، والحد من 41 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، نتيجة استخدام أجهزة تكييف وتدفئة صديقة للبيئة، وتطبيق نظام الأبنية الخضراء، كما تمكنت من حماية 208 آلاف شجرة من خلال برامج إعادة التدوير.
التزام
وأكد أحمد بطي أحمد الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانىء والجمارك والمنطقة الحرة، مدير عام جمارك دبي أن التزام جمارك دبي بالمسؤولية المجتمعية ينسجم مع توجهات حكومة دبي الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة والمحافظة على التميز والريادة التي تحققها الإمارة في كافة المجالات.
مشيراً إلى أن الدائرة قامت بتطوير العمل المجتمعي بناءً على النموذج العالمي للمسؤولية المجتمعية، الذي يتضمن الموظفين، وسوق العمل، والعملاء، والبيئة، وذلك للارتقاء بأداء جمارك دبي، اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً، وتعزيز سمعتها في هذا المجال. وأضاف: يؤكد إصدارنا لتقرير الاستدامة للعام الرابع على التوالي، التزامنا بانتهاج العمل المؤسسي للمسؤولية المجتمعية، وتفعيله ضمن إستراتيجياتنا ونشاطاتنا، حيث نسعى إلى استدامة جهودنا، والارتقاء بمعاييرنا وقيمنا، وإيجاد الأساليب الخلاّقة للوصول إلى أفضل مستويات التميز في المجالات كافة".
مؤكداً أن جمارك دبي تعتبر أول دائرة جمركية في العالم تعد هذا التقرير وفقاً للمواصفة العالمية لكتابة التقارير وهو يتوافق مع المبادئ التوجيهية للمبادرة العالمية لإعداد التقارير G1.3، وحصل على مستوى (أ) من GRI أمستردام وهي واحدة من أعلى درجات الاعتماد العالمية، الأمر الذي يعكس الشفافية التي تنتهجها الدائرة في عرض نتائجها السنوية.
أداء مؤسسي
وفي مجال الأداء المؤسسي، يعرض التقرير الإجراءات التي تقوم بها الدائرة لتحسين المراقبة والتقييم الموجه بالنتائج، والذي يؤدي في النهاية إلى وضع سياسات وبرامج أفضل لتحقيق أهداف جمارك دبي التي تتفق مع الأهداف الإستراتيجية لحكومة دبي، حيث يقوم المديرون التنفيذيون في الدائرة بتشجيع الموظفين على مشاركة أفكارهم في كيفية تحسين الأداء.
سوق العمل
وفي ما يتعلّق بسوق العمل، يقدم التقرير جوانب من الإنجازات المتحققة في العام الماضي لعملاء جمارك دبي، ومنها إطلاق خدمات الجوال، وخدمة "التقارير الذكية" وهي عبارة عن مجموعة من الخدمات الهاتفية المبتكرة لخدمة الشركات الكبيرة، وكذلك زيادة الإيرادات بنسبة 11.7%، ونمو عدد العملاء المسجلين لدى جمارك دبي.
وتعزيزاً لعلاقات جمارك دبي مع شركائها، قامت الدائرة في العام الماضي بتشكيل فرق عمل مشتركة من شركائها الإستراتيجيين والرئيسين ومنها فريق شراكة إستراتيجي لرسم أطر الشراكة، واختيار المشاريع التي تقدم خدمات حكومية متميزة ومتكاملة .
إضافة إلى تعزيز علاقات الدائرة مع الجهات المحلية والإقليمية والدولية، وذلك لدعم إمارة دبي كمركز للمال والأعمال، ودعم الجانب الأمني لها. كما تم تشكيل فريق شراكة تنفيذي تتمثل مهمته في إعداد خطط عمل وتنفيذ هذه الإستراتيجيات لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
إدارة المخاطر
كما يتطرق التقرير إلى إدارة المخاطر في جمارك دبي، التي تعتبر عملية مستمرة وتفاعلية لتحديد وتصنيف أولويات جميع المخاطر لضمان استمرارية العمل، مع استخدام الموارد المتاحة بشكل مجدٍ اقتصادياً، بهدف رصد المخاطر المحتملة، ومتابعتها، والحد منها، واستمرارية الخدمات التي تقدمها لعملائها، ووجود بنية تحتية داعمة وسلسة. وتشمل عملية إدارة المخاطر في الدائرة، كافة عملياتها الداخلية والخارجية.
أفضل الممارسات
ويكشف التقرير عن الجهود التي تبذلها إدارة جمارك دبي في إطار حرصها على تحقيق الاستدامة في مجال الموارد البشرية والطبيعية، حيث تلتزم الإدارة بنهج التطوير المستمر وتطبيق أفضل الممارسات في نشاطات العمل المؤسسية توفير فرص تدريب مميزة للعاملين، وعمل مراجعة سنوية للميزانية الخاصة بتدريب وتطوير العاملين، والإعلان عن الميزانية والعوائد سنويا.
توطين
ويعكس التقرير التزام جمارك دبي بالتوطين من خلال توظيف المواطنين أصحاب الكفاءات العالية والخبرات العلمية المتميزة وتقوم بتدريبهم على اكتساب المهارات الفنية والسلوكية. كما يتطرق إلى بيئة العمل المثالية في جمارك دبي، التي تتضمن فتح المجال أمام الموظفين لتطوير مهاراتهم وتحقيق الاستفادة المثلى من قدراتهم.
حيث شهد عام 2011 نمواً في عدد البرامج التدريبية المقدمة لموظفي جمارك دبي، والتي وصلت إلى 362 دورة تدريبية، داخلية وخارجية، مقابل 324 دورة في عام 2010، وبلغ متوسط عدد ساعات التدريب للموظف الواحد حوالي 18.7 ساعة للمواطنين، و13 ساعة للوافدين. كما أطلقت جمارك دبي جائزة أفضل أم عاملة، واستحدثت منهجية لانتخاب ممثل للموظفين تعزيزاً للشفافية.
إنجازات مجتمعية
ويتضمن التقرير بعضاً من إنجازات جمارك دبي المجتمعية، ومن أبرزها إطلاق العديد من حملات تعزيز الهوية الوطنية، مثل تبني مبادرة "علمي"، وافتتاح جناح للدائرة في مدينة الأطفال الترفيهية "كيدزانيا" في دبي مول، وتعريف 22500 طفل على وظيفة المفتش الجمركي، إضافة إلى توعية 39 الف طالب بحقوق الملكية الفكرية على مدى 3 سنوات وتدريب الموظفين على برنامج "ساند" لمواجهة الكوارث.
وتنفيذ عدة برامج ثقافية وتعليمية وحملات صحية، إلى جانب الأعمال الخيرية التي توجت في العام الماضي بإنشاء مسجدين في الصومال وإطلاق حملة لكفالة الأيتام والتبرع بحقائب وملابس وأحذية إلى مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية.
الجمارك الخضراء
واحتل الأداء البيئي جزءاً مهماً من التقرير، الذي تضمن معلومات وإحصائيات عن الجهود التي بذلتها جمارك دبي في مجال حماية البيئة، وتقليل استهلاك الكهرباء والمياه، وتبنت جمارك دبي مبادرة "الجمارك الخضراء" التي أطلقها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، حيث عقدت في يونيو 2011 سلسلة من ورش العمل الإقليمية حول هذه المبادرة، بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه.
وتم طباعة نسخ محدودة من التقرير باللغتين العربية والإنجليزية بهدف الحفاظ على البيئة، وهو متوفر بشكله الإلكتروني على موقع جمارك دبي على شبكة الإنترنت dubaicustoms.gov.ae وعلى موقع المبادرة العالمية لكتابة التقارير globalreporting.org.
حقوق الإنسان
يستعرض تقرير جمارك دبي الجهود التي اتبعتها الجمارك في مجال الاستدامة وفي مقدمتها تطبيقها لسياسة المسؤولية المجتمعية التي تتضمن احترام حقوق الإنسان، وعدم تأييد العمل القسري أو الجبري باستغلال واستخدام عمالة الأطفال، وعدم ممارسة التفرقة بين الموظفين والالتزام بتنوعهم الثقافي وإتاحة الفرصة لموظفي الدائرة كافة للمشاركة بشكل طوعي في النشاطات الاجتماعية والثقافية والبيئية،.
وتطبيق إجراءات الصحة والسلامة المهنية في المبنى الرئيس للدائرة وفي الوحدات الجمركية التابعة لها، وتشجيع حماية البيئة واتخاذ التدابير الكفيلة بتحسين إجراءات التعامل معها لإبعاد مخاطر التلوث عنها، ومكافحة مظاهر الفساد.
