أكد الدكتور أحمد تهلك رئيس مجلس إدارة شركة ليفن بيرت المتخصصة في تقديم الخدمات الاستشارية والحلول التنفيذية المتكاملة أن قيادات الصفين الثالث والرابع بالمؤسسات الحكومية في الدولة قادرة على مواكبة التغيير في قواعد التنافسية التي فرضتها الظروف الاقتصادية في العالم خصوصاً بعد الأزمة العالمية الأخيرة وذلك رغم وجود تفاوت في التدريب بين الدوائر الحكومية المختلفة.

وقال خلال "مؤتمر تطوير قيادات الصفين الثالث والرابع بالمؤسسات الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي" الذي عقد في فندق برج العرب في دبي أمس ان برنامج "محمد بن راشد لإعداد القادة" الذي أطلق في 2008 أي خلال الأزمة يعدّ ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حول ضرورة إعداد وتطوير القيادات المواطنة بهدف مواكبة المتغيرات وتعزيز التنمية المستدامة في دبي وقيادة مبادراتها الخلاقة.

ويشارك في المؤتمر في دورته السنوية الثانية نحو 300 شخص من قيادات الصفين الثالث والرابع في المؤسسات الحكومية والخاصة، ونخبة من المتحدثين الإقليميين والعالميين، ويهدف إلى بناء وتطوير قيادات الصفين الثالث والرابع في المؤسسات الحكومية والخاصة لتصبح شخصيات مؤثرة ومبدعة استراتيجياً ومؤسسياً، بما يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات، ويضمن التدفق المستمر للقيادات الحكومية بمستوياتها المختلفة.

وأكد تهلك ضرورة تنمية المهارات القيادية قيادات الصفين الثالث والرابع في القطاعين الحكومي والخاص بشكل مستمر وذلك لتتمكن تلك القيادات من تحفيز وإلهام الموظفين وتحقيق أهداف المؤسسة بالنتيجة. وأضاف أن أسس الإدارة الحديثة تقوم على أساس التنقيب عن الموظفين البارزين ومن ثم تجريبهم وتدريبهم وتكليفهم وتوفير الدعم لهم. وأشار خلال ورقة عمل بعنوان استراتيجيات بناء وإدارة مواهب قيادات الصفين الثالث والرابع قادرة على مواكبة التنافسية العالمية إلى أهمية ما يعرف بـ"الإدارة بالتجوال" التي تقوم على مبداً قضاء المدير 80% من وقته بين الموظفين و20% فقط في مكتبه للقيام بمهامه الأخرى كالتخطيط ووضع الميزانيات وحل المشاكل، وبالتالي سيكون المدير أكثر قدرة على تحديد نقاط الضعف والتغيير لتحقيق الأهداف.

ثقافة الإبداع

وقال علي الكمالي مدير عام داتاماتكس ان المؤتمر يعرض بجانب أوراق العمل، تجارب مجموعة من خبراء ومفكري القيادة والاستراتيجية الإدارية في المنطقة ونقل الخبرات والعلوم التطبيقية في الأساليب القيادية الحديثة مضيفاً أنه وفي ظل تنامي المبادرات الاستراتيجية والتنافسية العالمية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، وفي الوقت الذي لايزال التفكير فيه على العنصر البشري كرافد من روافد التنمية، تأتي ضرورة وضع آليات استراتيجية تعمل من خلال رؤى ومنطلقات كفيلة بتطبيق ثقافة التغيير والإبداع.

فرق الأجيال

من جانبه أكد مستشار تطوير المنظمات محمد المنصور المشارك في المؤتمر من المملكة العربية السعودية أهمية مراعاة الفروق بين الأجيال حين التواصل بين القيادات والمرؤوسين. وقال في حديث "للبيان الاقتصادي" أن 60% من مشاكل العمل لها علاقة بفارق السن بين الأجيال خصوصاً وأن كل جيل تشكّل في بيئة وظروف محيطة مختلفة. وأشار إلى دراسة علمية أجريت مؤخراً في الولايات المتحدة تم خلالها تحديد وجود أربعة أجيال مختلفة في أماكن العمل. ووجدت الدراسة أن مراعاة الاختلاف في رغبات وقدرات واحتياجات المرؤوسين يساعد بشكل كبير في إنجاز العمل بصورة أكثر فاعلية."

 

استفادة

 

أشار هلال الصاحي المهندس في إدارة الأشغال العامة في الشارقة إلى أنه استفاد خلال المؤتمر من التعرف على أهمية ما يعرف بالبرمجة اللغوية العصبية في عملية اتخاذ القرارات خلال العمل، وأن مبادرات من هذا النوع توفر فرصة هامة للتعرف على تجارب القيادات في دول مجلس التعاون والاستفادة من خبراتهم الإدارية في الأقسام المختلفة.