أكد مديرو أكبر شركات تنظيم الفعاليات التجارية أن الأشهر الأولى من العام الجاري شهدت تحقيق المعارض في دبي نسب نمو قوية مقارنة مع العام الماضي تراوحت بين 6 38% سواء كانت في عدد العارضين أو أعداد الزوار، معتبرين ذلك مؤشراً واقعياً على آفاق النمو الواعدة التي تتمتع بها صناعة المعارض في الإمارة خلال الفترة القادمة، وأشاروا في استطلاع موسع لـ"البيان الاقتصادي" إلى أن تداعيات الأزمة العالمية التي اندلعت شرارتها عام 2008 قد طالت المعارض المخصصة لبعض القطاعات .
وفي مقدمتها العقار، لكن تلك المخصصة لقطاعات استراتيجية على غرار الطاقة والسياحة والتجارة بأنواعها بالإضافة إلى الخدمات الصحية والطيران، قد نجحت في تجاوز المرحلة الأصعب، بتأثر محدود في بعض الأحيان انعكس في تباطؤ نمو العارضين والزوار، وانتقلت إلى مرحلة جديدة من النمو بدفع مما تتميز به دبي من بنية تحتية متقدمة ومركز جغرافي استراتيجي مما يشكل بوابة العبور الرئيسية لأسواق الخليج ودول الشرق الأوسط بالإضافة إلى افريقيا وآسيا.
وكشف المشاركون في الاستطلاع تحقيق نسب نمو قوية في المعارض التي تم تنظيمها خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري مقارنة مع نفس الفترة من 2011، وأرجعوا ذلك إلى تنامي أهمية دبي وأسواق المنطقة بالنسبة للشركات العالمية وخاصة الأوروبية والأمريكية منها والتي باتت تبحث عن فرص جديدة للنمو والتوسع بعيداً عن أسواقها الأساسية في ظل ما تعانيه من اضطرابات اقتصادية ومالية.
مفاجأة
أشار الدكتور عبد السلام المدني رئيس اندكس القابضة، الشركة الأم لمؤسسة اندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض التي تنظم 12 مؤتمراً ومعرضاً سنوياً في دبي، إلى أن المجموعة توقعت في بداية الأزمة الاقتصادية العالمية أن يطال تأثير الأزمة قطاع تنظيم وسياحة المؤتمرات والمعارض.
ولكن ما حصل كان "مفاجئاً وجاء بعكس التوقعات تماماً على حد تعبيره» وأضاف: "نشهد منذ السنوات الخمس الماضية زيادة مستقرة قدرها 15% كل عام في المعارض والمؤتمرات التي تقوم مؤسسة اندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض عضو في اندكس القابضة بتنظيمها، سواء من حيث مساحة المعرض والمؤتمر أو عدد المشاركين أو حتى عدد الزوار"، لكنه نوه بأن طبيعة المؤتمرات والمعارض التي تقوم الشركة بتنظيمها لا تشمل قطاع العقارات او الاستثمار العقاري، فجميعها معارض متخصصة وعلمية، لذا فلم تلمس أيا من أخطار الأزمة الاقتصادية.
وأكد المدني أن دبي لديها دائماً أسواق بديلة وتابع موضحاً: "نحن لا نعتمد على مورد واحد فقط أو جهة استثمارية معينة وخاصة في ما يتعلق بقطاع الاستيراد والتصدير، حيث تضع دبي أكثر من خطة بديلة عند حدوث أي خلل او مشكلة معينة.
على سبيل المثال، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ضعفت المشاركات القادمة من الولايات المتحدة بسبب تخوف الشركات الامريكية من الدخول الى أسواق الشرق الأوسط. وبالتالي فقد صببنا جُل اهتمامنا على السوق الاوروبي وبذلك فقد عوضنا كافة الخسائر التي كان من المتوقع خسارتها. لكن الشركات الأمريكية بعد ذلك لاحظت حجم الخسائر التي نجمت عن عدم مشاركتها فعادت الى المشاركة في الأعوام التالية"، ولفت المدني أن دبي تعتبر مركزاً للشرق الأوسط وآسيا وافريقيا وهذا ما يعادل أكثر من مليار نسمة، لذا فإن "الخسارة من عدم المشاركة ستكون كبيرة" على حد تعبيره.
ملاذ آمن
واعتبر رئيس اندكس القابضة أن القطاع الطبي والصحي بشكل عام وقطاع المواد الغذائية والسياحة من القطاعات التي لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية. وأضاف مذَكراً بأن أحداث الربيع العربي ما تزال مستمرة حتى هذه اللحظة، مما يعزز مكانة الإمارات ملاذاً آمناً للأعمال وتنظيم المؤتمرات والمعارض.
وعلى مستوى آسيا وإفريقيا، أكد المدني أن دبي تحتل الصدارة في تنظيم المؤتمرات والمعارض وذلك بفضل التسهيلات والبنى التحتية المتوافرة، وبما أنه تم تصنيف مؤتمر ومعرض ايدك دبي الثالث على مستوى العالم لذا فمن الممكن اعتبار دبي الثالثة عالمياً في هذا المجال.
ولفت إلى أن مؤسسة اندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض تقوم بتنظيم 12 مؤتمرا ومعرضا في دبي، وتمتلك فعلياً 24 فعالية في كافة أنحاء العالم، وأضاف: "قمنا خلال العام الماضي بحجز أكثر من 350 ألف ليلة فندقية لكافة العارضين والمشاركين والزوار الذين شاركوا في المؤتمرات والمعارض التي تقوم اندكس بتنظيمها".
تعاف
وبدوره أكد أحمد باولس الرئيس التنفيذي لـ"إيبوك ميسي فرانكفورت" وجود العديد من العوامل التي ساهمت في تعافي المعارض التجارية التي تنظمها الشركة في دبي، ولفت إلى أن الصناعات التي تغطيها هذه المعارض واحد من أهم عوامل التعافي هذه، وأضاف :"لقد تعافت قطاعات الأعمال لبعض المعارض بصورة أسرع من غيرها، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على تعافي المعرض ذاته. حيث تغطي معارضنا القوية مثل أوتوميكانيكا الشرق الأوسط وبيوتي ورلد الشرق الأوسط صناعات تحقق نموا عالميا ومن ثم ينعكس ذلك في نمو هذه المعارض في تلك المنطقة".
وأقر أن أوضاع السوق الراكدة قد اثرت على نمو المعارض في بعض قطاعات الأعمال، فالمعارض التجارية المرتبط مباشرة بصناعة البناء لم تتعاف بنفس السرعة التي حققتها قطاعات أعمال أخرى برأيه.
اهتمام متزايد
وحول توزع جنسية الزوار الحاليين مقارنة بما كان قبل الأزمة نفى باولس حدوث تغير كبير في أكبر ثلاث إلى أربع دول من حيث عدد الزائرين، وهو ما يتغير تبعاً للصناعة التي يغطيها المعرض، وأضاف: "تأتي كل من إيران والسعودية والكويت في المرتبة التالية للإمارات في ما يتعلق بأكبر الدول من حيث عدد الزائرين.
وأشار إلى أنه وخلال دورات معرض أوتوميكانيكا في عامي 2008 و2009، حلت المملكة المتحدة في المركز الخامس بين أكبر الدول من حيث عدد الزوار، حيث جرت العادة أن تحل في المرتبة التاسعة أو العاشرة، وارجع باولس ذلك إلى أن الأوروبيين كانوا يتطلعون إلى أسواق أخرى لأعمالهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي كانوا يواجهونها في ذلك الوقت.
وأكد من جانب آخر أن معارض أوتوميكانيكا الشرق الأوسط وإنترسك وبيوتي ورلد الشرق الأوسط قد حققت نسب النمو الأكبر بين المعارض التي تنظمها إيبوك ميسي فرانكفورت. وأضاف: "في إنترسك مثلا عانينا من بعض الانخفاض في 2009 وعلى الرغم من عودتنا إلى الارتفاع مجددا في 2010، إلا أننا لم نصل إلى مستويات ما قبل الأزمة.
ومع ذلك صححنا ذلك في 2011 حين نظمنا دورتنا الأكبر بنمو 13% في أعداد العارضين، وقد واصلنا ذلك في الدورة الأخيرة في يناير الماضي حين سجلنا رقما قياسيا في عدد العارضين الذي بلغ 909 بزيادة حوالي 13% في عدد العارضين. وقد شهد المعرض حاليا زيادة بنسبة 17% في عدد العارضين مقارنة بدورات الذروة ما قبل الأزمة. في 2008 بلغ عدد زوار إنترسك 14.300 زادوا إلى 19,591 هذا العام بنمو نسبته 37٪ عن فترة ما قبل الأزمة".
توسعات
من جانبه يرى داوود الشيزاوي، الرئيس التنفيذي لشركة الاستراتيجي لتنظيم المعارض والمؤتمرات، أن تبعات الأزمة كانت متفاوتة على صناعة المعارض وفقاً للقطاعات المستهدفة، لكنه أشار إلى ان تأثيراتها لم تكن كبيرة على صناعة المعارض في دبي.
وأشار الشيزاوي إلى أن جنسية العارضين تتوزع حسب الصناعة والقطاع في كل معرض، حيث تشهد معارض الصناعة والانتاجية مشاركة واسعة من الشركات الآسيوية وخاصة الصينية، فيما تسجل المعارض التقنية مشاركة أوروبية أكثر. أما الزوار فهم من دول الخليج بشكل رئيسي بالإضافة إلى حضور قوي من شمال وغرب افريقيا نظراً لأن دبي باتت مركزا لوجستيا رئيسيا للقارة السمراء.
تفاعل سريع
أما نيكي ميسون الرئيس التنفيذي للعمليات في "إنفورما اكزبشنز" التي تنظم 12 معرضاً سنوياً في دبي أبرزها معرض الصحة العربي ومعرض سيتي سكيب وغيرها، فقد أكد نجاح الشركة في تحقيق نمو بمستوى ثابت في عملياتها سنوياً خلال ذروة الأزمة العالمية، وأقر بلجوئها إلى التفاعل السريع والفعال مع المتغيرات المتلاحقة في واقع السوق لتحقيق ذلك النمو.
وبالتالي فقد حدث تغير هام في شكل أعمالها الحالي مقارنة مع مرحلة ما قبل الأزمة، فحينها كانت غالبية المعارض التجارية المعروفة التي تنظمها إنفورما وشركتها التابعة "آي آي آر" تختص بقطاع التطوير العقاري، ومن الطبيعي أن تقوم هذه الفعاليات بإعادة هيكلة نفسها والتوجه نحو الأسواق الجديدة التي تشهد إطلاق مشاريع تطوير جديدة بحسب ميسون، الذي يشير من جانب آخر إلى أن معرض الصحة العربي لهذا العام كاملا قد امتد على جميع قاعات مركز دبي التجاري العالمي وسجل رقماً قياسياً في عدد الزوار، كما استمر الأداء الجيد للمعارض المخصصة للمستهلكين على غرار معرض العروس الذي تنظمه في كل من دبي وأبوظبي.
ثقة
وكشف عبد الرحمن فلكناز رئيس مجلس إدارة انترناشيونال اكسبو كونسلتس، ذراع تنظيم المعارض والفعاليات في مجموعة فلك القابضة، أن المعارض التي تنظمها الشركة في دبي قد سجلت تعافياً ملحوظاً من تداعيات الازمة المالية العالمية، حيث شهد كل من معرض الشرق الأوسط للوحات والتصميمات الإعلانية وجانب من معرض المتعة والتسلية والترفيه خلال العام الجاري نمواً جيداً وأعرب عن ثقته في استمرار الأداء الإيجابي خلال الفترة المقبلة.
وأضاف: "تم إبرام صفقات تقدر بملايين الدولارات خلال معرض الشرق الأوسط للوحات والتصميمات الإعلانية في ظل نمو عدد الزوار التجاريين من دول الشرق الأوسط وآسيا والقارة الافريقية، وسجلت الدورة الـ15 للمعرض مشاركة 400 زائرة من 30 بلداً.
وعلى الطرف المقابل، شهد معرض المتعة والتسلية والترفيه التوقيع على عقود بقيمة 800 مليون درهم وذلك لشراء التجهيزات ومختلف المنتجات المبتكرة لتلبية احتياجات المشاريع قيد الإنشاء خلال العام الجاري، حيث بلغ عدد المشاركين 200 عارض من 30 بلداً بلغ عدد الزوار 6000 زائر".
وأكد أن الشركة بصدد تنظيم معرضين جديدين في دبي سيتم الإعلان عنهما خلال الفترة المقبلة، وحدد فلكناز عوامل النمو في صناعة المعارض بدبي إلى معادلة العرض والطلب ضمن السوق.
تباطؤ في النمو
أليسون ويلير، العضو المنتدب في "إف آند إي إيروسبيس" التي تنظم 6 معارض في دبي أبرزها معرض دبي للطيران، نفت حدوث أي تراجع في أعداد الزوار أو العارضين قبل وبعد الأزمة المالية، لكنها اعترفت بتسجيل تباطؤ في نمو الفعاليات التي تنظمها، وأعادت التأكيد أن العام 2012 قد شهد تعافياً لأعمال الشركة بل واكدت تحقيق معدلات نمو مماثلة لتلك المسجلة قبيل اندلاع الأزمة عام 2008 .
وأضافت: "يأتي النمو في إطار تركيز فعاليتنا في قطاع الطيران، الذي يسجل نمواً متسارعاً في الإمارات وسائر دول المنطقة، وتسجل معارضنا زواراً من 120 بلداً حول العام، حيث يأتي الزوار من الإمارات في المقدمة يليهم القادمون من السعودية، لكن يستحوذ الزوار من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا على حصة هامة من إجمالي الزائرين. كما نلحظ نمواً بالزوار من الأسواق الناشئة من الهند وشمال افريقيا".
قطاعات قوية
نيك بوميروي رئيس قسم التسويق في "دي إم جي إيفينتس" التي تنظم ثمانية معارض متخصصة سنوياً في دبي من أبرزها معرض الفنادق ومعرض المكاتب، أشار إلى أن تشخيص التعافي يعتمد على نوع القطاع الذي يخدمه المعرض، فالقطاعات ذات الأداء القوي، كالإنشاءات والطاقة، لم تتأثر وأظهرت نمواً عالمياً، في حين ما تزال القطاعات الأكثر تخصصاً، مثل التصميم الداخلي والضيافة، دون مستويات ما قبل الأزمة بقليل .
وأضاف: "ضمن القطاعات القوية، كان الدافع الرئيسي للنمو سعي الشركات العالمية لتطوير أعمالها في منطقة الشرق الأوسط. وإذا نظرنا إلى الشركات في أوروبا وأمريكا الشمالية، على سبيل المثال، حيث الأسواق المحلية تشهد معاناة اقتصادية، نراها بحاجة إلى تصدير منتجاتها، وبما أن الشرق الأوسط لا يزال سوقاً نامية، فهي سوق جذابة جداً لتلك الشركات".
وأكد مارك ولش، مدير مشاريع في شركة "ريد ترافيل" تسجل سوق السفر العربي" الملتقى" ارتفاعاً صحياً في أعداد الزوار بدفع من تركيز المعرض على الفعاليات التجارية المخصصة للأعمال بالإضافة إلى مؤشرات الأداء الإيجابية التي يحققها القطاع السياحة في المنطقة.
وأضاف: "استقطب معرض العام 2011 أكثر من 16 ألف زائر فيما سجلت دورة العام الجاري نمواً يتراوح بين 7 10% في أعداد الزوار، وباعتباره المعرض الأبرز للمتخصصين في قطاع السفر والسياحة، شهدت الدورة 19 للملتقى نمواً في تواجد صناع القرار وكبار المديرين بنسبة 35%، بدءا بأعضاء تجمع مديري المشتريات والوفود الرسمية بالإضافة إلى المتحدثين البارزين اقليميا ودولياً" وتابع ولش قائلاً: "لم يعكس نمو الملتقى 2012 نجاح سياسة التركيز على سوق السياحة الاقليمية فحسب، بل يعد ايضاً ترجمة لتنامي الثقة لدى مختلف القطاعات في الآفاق الإيجابية للإمارات وسائر دول المنطقة.
وقد شهدنا في دورة العام الجاري اهتماماً ملحوظاً بالأسواق الآسيوية وخاصة من قبل وكالات السياحة والسفر من الصين".
فرص التوسع
من جانبه أشار ريتشارد بافيت، مدير معرض أغرا الشرق الأوسط المتخصص في المنتجات الزراعية ومعرض الشرق الأوسط للطب البيطري لدى شركة إنفورما للمعارض، إلى تسجيل دورة العام الجاري لكل من المعرضين نجاحاً غير مسبوق في عدد الزوار.
حيث ارتفعت أعدادهم بنسبة 34% عن دورات العام الماضي، ونفى تأثرهما بتداعيات الأزمة الاقتصادية وأضاف: "منذ انطلاقته عام 2009 في خضم الأزمة العالمية، حقق معرض "أغرا الشرق الأوسط" نمواً سنوياً في مساحة العرض بمعدل 50%، حيث يستهدف سوقاً محددة ضمن الصناعات الزراعية، وهو الوحيد من نوعه على مستوى المنطقة المخصص لهذا القطاع.
وبالتالي يشكل وجهة لا غنى عنها للشركات والمؤسسات التي تبحث عن فرص للنمو التوسع، ومن جانب آخر، فإن قضية الأمن الغذائي وتأمين انتاج غذائي مستدام تحتل سلم الأولويات لدول المنطقة، خاصة في ضوء احتياجات السكان المتزايدة للطعام والشراب".
استقطاب النخبة
وبدورها أكدت أنيتا ماثيوز، مدير معرض الشرق الأوسط للكهرباء أن دورة العام 2012 قد استقطبت 1043 عارضاً دولياً من 56 بلداً و15,120 زائرا من 114 جنسية، وذلك بنمو 6% مقارنة مع نسخة العام 2011، وأشارت إلى أنه ومنذ العام 2009، سجل عدد زوار المعرض نمواً بمعدل 30% و 24% في مساحة العرض. وقد واصل المعرض نموه بالرغم من تداعيات الأزمة العالمية.
وأضافت: "حقق المعرض نمواً عضوياً على مر السنوات الماضية الامر الذي انعكس على مختلف الأنشطة التي تضاف إليه كل عام، على غرار إطلاق جوائز الشرق الأوسط للكهرباء للمرة الأولى العام الماضي، وفي العام القادم، سيتزامن معرض الشرق الأوسط للكهرباء مع معرض الشرق الأوسط للطاقة الشمسية في نفس المكان.
وستساهم هذه الخطوة في استقطاب أبرز العاملين والمتخصصين في تقنيات الطاقة الشمسية على أن يكون الحدث التجمع الأكبر لهذا القطاع على مستوى المنطقة" وبالرغم من تأثر قطاعي الإنشاءات والعقار بتداعيات الأزمة المالية العالمية عام 2009، إلا أن مساحة العرض للمشاركين المتخصصين في انتاج المحركات والمولدات الكهربائية حققت نمواً بمعدل 48%، منذ 2009 لغاية 2012 بحسب ماثيوز التي أوضحت قائلة: "يأتي النمو الذي حققه المعرض في ضوء استمرار انفاق دول المنطقة على الاستثمار في المشاريع الجديدة المخصصة للماء والكهرباء والطاقة».
هلال المري: تداعيات الأزمة لم تطل جميع المعارض في دبي
نفى هلال المرّي، الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي أن يكون 2008 عاماً فاصلاً في صناعة المعارض، أو أنها كانت مزدهرة حتى هذا العام وتراجعت بعده ثم بدأت تعود للازدهار مرة أخرى، واصفاً ذلك التحليل بـ"غير الحقيقي"، وأضاف في معرض مشاركته في استطلاع "البيان الاقتصادي": "
تقتضي الحقيقة منا أيضاً عدم تعميم هذه المقولة على جميع المعارض التجارية التي تخدم عدداً كبيراً وضخماً ومتنوعاً من القطاعات الاقتصادية. فبكل تأكيد هناك قطاعات تأثرت بشدة خلال الأزمة وقطاعات تأثرت بصورة أقل حدة، إلا أن أخرى لم تتأثر، بينما هناك قطاعات سارت ضد التيار وحققت نمواً كبيراً أثناء وبعد الأزمة"، وعندما ضربت الأزمة المالية العالمية القطاع العقاري والبنكي، يرى المرّي أنه "كان من الطبيعي أن تتأثر المعارض التجارية التي تخدم هذين القطاعين الاقتصاديين الكبيرين.
والقطاعات المرتبطة بهما بصورة مباشرة، كما تأثرت معارض المنتجات الترفيهية بصورة متفاوتة"، لكنه أكد في المقابل أن المعارض التي تخدم قطاعات الصحة كمعرض ومؤتمر "الصحة العربي"، والأغذية والمشروبات كمعرض "جلفود"، وتقنية المعلومات كمعرض "جيتكس" والمعارض الصناعية والترفيهية كمعرض دبي الدولي للسيارات، ومعرض دبي للطيران، ومعرض دبي العالمي للقوارب قد "نمت بصورة ملحوظة ولم تؤثر فيها الأزمة".
وأرجع نمو صناعة المعارض في الإمارات بشكل عام ودبي بصفة خاصة إلى مجموعة من العوامل كان في مقدمتها "التدخل الجريء والسريع من حكومة الدولة لمواجهة وعلاج أسباب الأزمة وتأثيراتها، والدعم الكبير من الحكومة للبنوك"، بالإضافة إلى ميزة الاستقرار السياسي والأمني التي تتمتع بها الدولة مما "أسهم بصورة كبيرة في تسريع وتيرة التعافي واستعادة الثقة في الاقتصاد الإماراتي القوي الذي يتمتع بسمعة طيبة بين اقتصادات العالم بفضل شبكة القوانين والتشريعات المتكاملة التي تحمي المستثمرين بالدولة وتدعمهم، كما تتيح لهم فرص النمو والنفاذ إلى أسواق دول المنطقة" بحسب المري.
وأكد الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي أن الإمارة نجحت في تعزيز مكانتها "كقبلة للتجار والصناع ورجال الأعمال وكبرى الشركات العالمية الباحثة عن توسيع أعمالها"، كما أصبحت المعارض التجارية الضخمة المقامة بدبي "منصات عالمية مهمة تجمع أصحاب القرار والمستثمرين والتجار والمتخصصين والخبراء من جميع أنحاء العالم".
وأكد المري أن المركز "سيواصل العمل على تعزيز مكانة دبي "كوجهة جاذبة" لزيادة أعداد الزوار العالميين مع استحداث برنامج الزائرين الذي يهدف لاجتذابهم من الدول التي تبعد عن دبي بمقدار 4 ساعات طيران.
عوامل عديدة تؤهل صدارة صناعة المعارض في دبي
توفرت لصناعة المعارض في دبي عوامل عديدة أهلتها لأن تكون في الصدارة على مستوى المنطقة وفقاً لهلال المري، الذي يضيف:" يأتي في مقدمة هذه العوامل إرادة سياسية واعية أسهمت بفكرها المستقبلي في مواصلة بناء أرقى مستوى من البنية التحتية بالمدينة، وتوفير شبكة مرافق عامة حديثة من وسائل اتصال وطرق ومواصلات ووسائل نقل جماعي وطيران ومطارات وموانئ بحرية وفنادق والتوسع في تطوير مرافق المعارض والمؤتمرات والاجتماعات.
وقد أسهم ذلك في اجتذاب كبرى الشركات العالمية للمشاركة بالمعارض الضخمة التي اكتسبت شهرة على المستوى الإقليمي والدولي"، وأشار في نفس السياق إلى أن التعاون الكبير بين جميع الجهات الحكومية له دور مهم في نجاح المعارض، كما أسهم مناخ الأمن والأمان الذي تعيشه الدولة في اجتذاب الشركات العالمية.
ولفت هلال المري إلى أن الزيادة في عدد وحجم الصفقات التجارية التي تحققت خلال الفعاليات المقامة بالمركز خلال الأعوام الماضية، وحتى عام 2011 تؤكد أهمية المعارض التجارية وقدرتها على اجتذاب أرقى فئات الزوار وصناع القرار من مختلف دول العالم، وتوفيرها لشبكة تواصل تجاري ضخمة تصل بين المشترين العالميين والمستثمرين والأسواق الإقليمية عالية النمو، وبين خبراء الصناعة وكبار رجال الأعمال والمنظمات الدولية، عبر حوار نشط يسهم في توليد نشاط اقتصادي مستدام.
وأشار إلى أن الارتفاع الكبير لعدد الحضور من رجال الأعمال من الأسواق الناشئة في كل من البرازيل وروسيا والهند والصين، ومن كومنولث الدول المستقلة والدول الأوروبية والارتفاع المستمر للمشاركات من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال عام 2011 يجسد التقدير المتزايد، والثقة التي يوليها رجال الأعمال في مختلف دول العالم لدبي باعتبارها بوابة عالمية لدخول المنطقة.
وتظهر أجندة عام 2012 تركيز استراتيجيتها القائمة على تعزيز تنوع محفظة معارضها، وخلق الوعي بأهمية البنية التحتية لمدينة دبي من أجل دعم وتعزيز النظرة العالمية للمدينة باعتبارها الوجهة المثالية لاستضافة الفعاليات".
