اتفقت الامارات وبريطانيا على تشكيل 7 فرق مشتركة لتعزيز التعاون بين الجانبين في 7 قطاعات رئيسية. جاء ذلك خلال الاجتماع الثاني للمجلس الاماراتي البريطاني الاقتصادي في العاصمة البريطانية لندن برئاسة ناصر أحمد السويدي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية رئيس المجلس وحضور اللورد مارلاند وزير الطاقة والتغير المناخي ورئيس شبكة سفراء الأعمال البريطانيين وسمير بريكو الرئيس التنفيذي لشركة «أميك» رئيس الجانب البريطاني بالمجلس وعبد الرحمن المطيوعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة وعدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال بالدولة.
وقد توجه أعضاء وفد المجلس الى قصر باكنجهام حيث كان في استقبالهم الأمير اندرو «دوق يورك» وقدم له ناصر السويدي خلال اللقاء هدية تذكارية والتقط الجميع الصور التذكارية.
وكانت أبرز الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال تشكيل فرق عمل من الجانبين في مجالات الطاقة والتعليم والصحة والبنية التحتية والمال والأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والدفاع .
وأكد ناصر أحمد السويدي رئيس اللجنة حرص الامارات على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع المملكة المتحدة في مختلف المجالات مشيرا الى أن هذا المجلس يعكس مدى حرص قيادتي وحكومتي البلدين على تطوير وتنمية هذه العلاقات بما يحقق الشراكات الاستراتيجية في العديد من المجالات الاستثمارية الرئيسية التي من شأنها أن تؤسس أرضية مثالية ينطلق منها البلدان نحو علاقات مستدامة تعود بالنفع على شعبي البلدين الصديقين.
وقال إن المجلس الاقتصادي الاماراتي البريطاني تنتظره استحقاقات مهمة خلال الفترة أبرزها تذليل التحديات والمعوقات التي تواجه الاستثمارات الاماراتية والبريطانية عبر تعزيز قنوات التواصل بين حكومتي البلدين بهدف تفعيل دور القطاع الخاص والمستثمرين في البلدين بما يمكنهم من تعزيز أعمالهم ومشاريعهم المشتركة.
علاقات أقوى
وأكد اللورد مارلاند أن العلاقات السياسية والاقتصادية بين بلاده والامارات باتت اليوم أقوى من قبل في ظل تطور العلاقات التجارية والاستثمارية المشتركة بين الجانبين مشيرا الى أن المملكة المتحدة تنظر بعين الاعجاب والإشادة بما تحققه دولة الامارات من انجازات على كافة الصعد وخاصة الاقتصادية والتجارية منها حيث باتت نموذجا يحتذى في التطور والنمو بين سائر دول منطقة الشرق الاوسط .
وأشاد اللورد مارلاند بالرؤى المستقبلية 2021 التي وضعتها حكومة الامارات ورؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 واللتان تعكسان النظرة الثاقبة لقيادة وحكومة دولة الامارات والتي ينتظرها مستقبل واعد يجعلها محط اهتمام كافة دول العالم.
مشاركون
شارك في الاجتماع من الجانب الاماراتي محمد حسن القمزي رئيس تنفيذي المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة وفهد سعيد الرقباني مدير عام مجلس أبوظبي للتطوير الاقتصادي وعبد الرحمن الغرير رئيس غرفة دبي وأحمد محمد المدفع رئيس غرفة الشارقة والدكتور سيف سلطان الناصري مدير دائرة الأعمال مدير عام شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» .
ورجاء عيسى القرق المدير التنفيذي مجموعة عيسى القرق وعبدالله سعيد آل ثاني رئيس شركة الثاني للاستثمار وخالد عبدالله البوعينين رئيس مجموعة بينونة ومروان فرج بن حمودة عضو مجلس ادارة مجموعة بن حمودة وسهيل عقيل البنا نائب الرئيس الأول للشؤون الحكومية بموانئ دبي العالمية.
فريق الطاقة
واشار سمير بريكو الى دور فريق الطاقة في خلق شركات استراتيجية بين البلدين الصديقين في ظل التغيرات الاقليمية والعالمية في هذا القطاع الذي يواجه تحديات كبرى خاصة على صعيد البيئة والطاقة البديلة مؤكدا في هذا السياق حرص الشركات البريطانية والإماراتية على الالتزام بالمعايير الدولية وإدخال التقنيات الحديثة في تطوير وتحسين أعمالها. وأوضح ناصر السويدي أن التعاون بين الجانبين في قطاع الطاقة يجب أن يركز على مجالات متخصصة مثل الكيماويات ومشتقات البترول خاصة وإن فريق العمل في مجال الطاقة من الجانب الإماراتي يضم ممثلين من شركات أدنوك وأيبيك والكيماويات.
فريق المال والأعمال
كما استعرض المجلس الاقتصادي الاماراتي البريطاني في اجتماعه مهام فريق المال والأعمال حيث أكد ناصر السويدي بهذا الشأن على أهمية دور المركز المالي الذي تعتزم إمارة أبوظبي إنشائه بجزيرة المارية (الصوة سابقا) مبديا رغبة دولة الامارات في الاستفادة من الخبرات البريطانية في هذا المجال.
المشاريع الصغيرة
كما ركز المجلس في اجتماعه على أهمية تفعيل دور فريق المشاريع الصغيرة والمتوسطة والحاضنات حيث أوضح الجانب الإماراتي مدى حاجته إلى الخبرات البريطانية لتطوير هذ القطاع الهام والرئيس في اقتصاد الدولة منوها بدور صندوق خليفة لتطوير المشاريع وصندوق محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب اللذين يسهمان في تنمية وتطوير هذه المشاريع على مستوى الدولة.
التعليم
وأولى الجانبان البريطاني والإماراتي خلال الاجتماع اهتماما بقطاع التعليم مؤكدين على دور فريق التعليم المشترك في تعزيز مجالات التعاون بين البلدين حيث أقترح اللورد دارزي بأنه يمكن التعاون مع الجامعات والمراكز الطبية والتدريب والتأهيل بين الجانبين .
مشيرا الى ان هناك تعاونا قائما وكبيرا بين بريطانيا والإمارات في مجال التعليم. وتحدث أحمد المدفع حول مستوى التعليم في الإمارات والذي شهد تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية خاصة مع تواجد الجامعات العالمية الكبرى والمدارس الخاصة من مختلف دول العالم بما فيها بريطانيا.
واقترح المشاركون في الاجتماع على بدء المرحلة الاولى من عمل فريق التعليم المشترك في سبتمبر المقبل حيث سيتم ترشيح (6) أشخاص من البلدين لتنفيذ برنامج يمتد لمدة ستة أشهر فيما ستركز المرحلة الثانية على تدريب الطلاب.
الصحة
وبالنسبة لفريق الصحة المشترك أوصى المجلس بأهمية العمل من الارضية المتميزة التي يعمل عليها البلدان في هذا المجال خاصة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص من البلدين والذي يرتبط بأعمال مشتركة وقائمة تشكل تجارب ناجحة في هذا القطاع.
وأوضح لورد دارزي بأنه تم التنسيق مع عبد الرحمن المطيوعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة لدعوة كل من معالي وزيري الصحة والمالية في دولة الامارات لزيارة بريطانيا ومقابلة عدة جهات مختصة في قطاع الصحة بهدف تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين.
البنية التحتية
ولدى مناقشاتهما بشأن مهام فريق البنية التحتية أكد الجانبان البريطاني والإماراتي حرصهما على استمرار التباحث حول هذا القطاع الهام والذي تشهد فيه دولة الامارات نقلة نوعية متميزة وغير مسبوقة مما يفتح المجال واسعا نحو تعزيز فرص الاستثمار المشترك بين الجانبين. وركز الجانبان في حديثهما حول فريق الدفاع على أهمية تبادل الخبرات بين الجانبين وعرض التقنيات الحديثة والبحوث في هذا المجال والاستفادة من الإمكانات التي يتمتع بها البلدان وتبادل الزيارات بين الجانبين.
