أكد سفير جمهورية جنوب أفريقيا لدى الدولة يعقوب أبا عمر عن تبني بلاده لخطة تغطي الأعوام الثمانية عشر المقبلة وتتضمن فرص توسيع أطر التعاون الاقتصادي المثمر مع الإمارات. وتزامنت تصريحات أبا عمر مع اقتراب احتفالات جمهورية جنوب إفريقيا بيوم الحرية. وكما هو الحالي في إطار العمل الاستراتيجي لإمارة أبوظبي، فإن رؤية جنوب إفريقيا للعام 2030 تسعى إلى خلق الوظائف المستدامة على نطاق واسع في أهم القطاعات من خلال اتخاذ منهج التواصل والتعاون، في الوقت الذي تتطلع فيه إلى تعزيز التجارة والابتكار والنمو الاقتصادي بنسبة 7% سنوياً، لتضمن بقاء جنوب إفريقيا في مقدمة الاقتصادات الناشئة والوجهات الاستثمارية الجذابة، تماماً كما تسعى الإمارات إلى ترسيخ مكانتها الرائدة كمركز للأعمال في الشرق الأوسط.
وجهة استثمارية
وأصبحت جنوب إفريقيا أصبحت وجهة استثمارية مركزية بفضل استقرار الأوضاع السياسية فيها وتوافر الموارد المتاحة للمستثمرين والتجار، كالمنتجات الزراعية والسلع الاستهلاكية التي تستوردها دولة الإمارات، حيث يبلغ حجم التجارة الحالية بين البلدين حوالي 2 مليار دولار. وقال أبا عمر أثناء نقاشات جرت في مقر إقامته بأبوظبي: يمثل وضع هذا الإطار إلى جانب انضمام جنوب إفريقيا مؤخراً إلى مجموعة دول بريكس للقوى الناشئة دليلاً دامغاً على الشوط الكبير الذي قطعته الدولة في رحلتها المدهشة. فنحن الآن نتمتع بالحيوية والتفاؤل الذي يمكّننا من السير جنباً إلى جنب مع الاقتصادات الناشئة الأخرى التي تخطط للمزيد من النمو وإقامة العلاقات التجارية والاستثمارية التي تعود بالنفع على أطرافها. تبيّن الخطة بالتفصيل التزامات جنوب إفريقيا لتكون واحدة من أكبر مراكز الاستثمار والأعمال في العالم.
متانة العلاقات
وأضاف أبا عمر: من المنتظر أن تزداد متانة العلاقة الحالية بين جنوب إفريقيا والدول المستثمرة بفضل الالتزامات الواردة في الخطة، وبالأخص دوله التي تعتبر حالياً أحد أكبر شركائنا للتجارة والاستثمار، وتعتبر دولة الإمارات أحد اكبر الأسواق العالمية الـ20 فهي تحتل المرتبة 24 من بين أكبر المستثمرين في قارة إفريقيا، كما أنها ثالث أكبر شريك تجاري في دول مجلس التعاون الخليجي. واختتم السفير حديثه بالقول: تشير الاتفاقيات الوزارية التي تمت بين حكومتي البلدين مؤخراً إلى أن بعض مجالات التعاون الامني الرئيسية بينهما، بما فيها الدفاع والرعاية الصحية، مرشحة لنمو ملموس خلال السنوات المقبلة.
تحولات هادئة
يشار إلى أن جنوب إفريقيا قد شهدت تحولات هائلة في غربها وشرقها وجنوبها ضمن سعيها لتحقيق التكامل الاقتصادي، في الوقت الذي تحتل فيه حالياً المرتبة العشرين ضمن الاقتصادات ذات أولوية الاستثمارات الاجنبية المباشرة بحسب استطلاع توقعات الاستثمار العالمية، كما تحتل المرتبة 27 بين أكبر اقتصادات العالم حيث يبلغ إجمالي ناتج الدخل القومي 354 مليار دولار أميركي.
وبفضل انضمام جنوب إفريقيا إلى مجموعة دول "بريكس" عام 2010 فقد تأكدت تلك المكانة المرموقة كسوق ناشئ من الدرجة الأولى يربط دول المجموعة واقتصاديات الشرق الأوسط بأكثر من مليار مستهلك. وعلى غرار مخططات إمارة أبوظبي الرامية إلى إيجاد اقتصاد مستدام قائم على المعرفة وتنمية البنى التحتية ومشاركة الشباب ودعم التعليم، تعتبر تلك الأسس من أهداف رؤية العام 2030 وأبرز الدوافع التي ستساهم في تحويل توجهات النمو في جنوب إفريقيا إلى تنمية مستدامة.
تزايد مستمر
يشهد الوجود الجنوبي الإفريقي في الإمارات تزايداً مستمراً، عززته الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية جايكوب زوما قبل أشهر قليلة على رأس وفد رفيع المستوى للدولة. وتستمر احتفالات يوم الحرية في الإمارات على مدى الأسابيع القادمة وتشهد إقامة حفلات استقبال في كل من أبوظبي ودبي. ويحتفل مواطنو جنوب إفريقيا حول العالم بذكرى يوم الحرية سنوياً في السابع والعشرين من أبريل، ليستذكروا الانتخابات الديمقراطية التي أقيمت في العام 1994 والتي شكّلت إيذاناً بولادة جديدة لبلاد قوس قزح ووحدتها السلمية بعد أن شقت طريقاً صعباً وطويلاً من أجل الديمقراطية.
