أكدت معالي ريم الهاشمي، وزيرة الدولة، أمام حشد من الخبراء والمديرين من صناعة العلاقات العامة، أهمية التواصل بين الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني وبين الشعوب والدول لتحديد الرؤية الإيجابية للعالم. وقالت أمام أكثر من 450 مشاركاً في "المؤتمر الدولي العشرين للعلاقات العامة" الذي انطلق في دبي أمس برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي: إن التواصل يلعب دوراً متزايداً بالنسبة للحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني.
وقالت: نحن في الإمارات نرى فرصة كبرى في امتلاك القدرة على الانخراط في الحوار. إن التواصل والحوار- بين الشعوب والدول- يشكلان المحور الرئيسي لمستقبلنا المشترك، ولهذا يلعب خبراء التواصل أمثالكم دوراً مهماً في تحديد الرؤية الإيجابية للعالم" مشددة في الوقت نفسه على ان دبي تتمتع بمكانة مثلى لاستضافة معرض اكسبو 2020 العالمي.
واضافت امام المؤتمر، الذي ينعقد للمرة الأولى في الشرق الأوسط بمشاركة قائمة من مفكرين وصناع قرار دوليين، ورؤساء شركات، وإعلاميين ورواد في قطاع العلاقات العامة، أن التقنيات الحديثة فتحت قنوات لا حصر لها لتتواصل. وقالت: نحن في الإمارات نغتنم هذه الفرص الجديدة للانخراط في الحوار مع ثقافات وشعوب العالم. ولنا في ذلك قدوة حسنة بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي راعي المؤتمر.
وأشارت إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من مشجعي ومستخدمي التقنيات الحديثة، حيث أعلن خلال الأسبوع الماضي عن مبادرتين جديدتين، الأولى "حقيبة الوزير الإلكترونية" والثانية "المركز المعرفي" وهي مبادرات تهدف إلى التحول الإلكتروني في إدارة أعمال مجلس الوزراء.
وإنه إيماناً منه بضرورة فتح باب الحوار المباشر بين المسؤولين وأفراد المجتمع، يحرص سموه على التواصل الدائم والتعريف بأحدث مبادرات مجلس الوزراء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وتنتقل أحدث أخبار وقرارات مجلس الوزراء ومبادرات سموه خلال لحظات بين 600 ألف من متتبعي سموه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وأضافت: أطلق صاحب السمو قناته الخاصة على "يوتيوب" الشهر الماضي، والتي تتضمن مقابلات، وزيارات ميدانية، وجولات تفتيشية، إضافة إلى خطاباته وتصريحاته المهمة. وخلال الأسبوعين الأولين من إطلاقها، استقطبت القناة أكثر من 200 ألف مشاهد، في بادرة هي الأولى من نوعها في عالمنا العربي. إذ لطالما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أهمية التواصل ودوره المحوري في التقريب بين الناس وبين الثقافات. ومن شيم سموه أن يقرن القول بالفعل دوماً، فهو من رواد مستخدمي التقنيات الجديدة في التحاور مع أصحاب المصلحة في الإمارات، وكل أنحاء العالم.
احتضان الوكالة الدولية للطاقة
وأشارت إلى اختبارها فرصاً عديدة لقوة التواصل. مستشهدة بتقدم الإمارات بطلب استضافة المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبوظبي، وكيف أن قلة فقط أيقنوا أن تحقيق ذلك الأمر ممكن بالنسبة لبلد صغير بحجم الإمارات. وكيف نجحت الدولة في إقناع أعضاء الوكالة الـ 136 بوجهة نظرها حول أهمية هذا الطلب. وقالت: أوضحنا لهم أن موقع المقر الرئيسي سيكون في أبوظبي، ضمن "مدينة مصدر"، أول مدينة في العالم خالية تماما من الكربون والنفايات وتعتمد على الموارد المتجددة لتأمين كل حاجتها من الطاقة. وقاد جهودنا تلك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، الذي ركز على المنافع والمزايا الكثيرة لاختيار أبوظبي مقرا رئيسيا للوكالة، بما في ذلك دعم البحث والتطوير محليا ورفع الوعي البيئي في أرجاء المنطقة.
وأضافت: بالتأكيد، ما كنا لنفوز بعرض استضافة "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" لولا قوة حجتنا. ولكن الحجة القوية وحدها ما كانت لتضمن لنا الفوز بعرض استضافة "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة"، بل اقتضى ذلك جهودا مضنية في عملية التواصل التي أوليناها العناية الكافية. وفي الوقت الحاضر، نعكف على تقديم طلب آخر، وهو أيضا على نطاق عالمي يشمل نحو 160 دولة.
اكسبو 2020
وأشارت معاليها إلى إطلاق حملة عالمية لاستضافة معرض "إكسبو 2020 العالمي" في دبي. وطلبت الإمارات رسميا استضافة هذا الحدث العالمي الفريد. ومنذ تأسيسه في عام 1851، وفر معرض "إكسبو العالمي" فرصا كبيرة لجمع العالم في مشروع مشترك. إنه يحتفي بالتنوع الثقافي العالمي والابتكار التقني ويصهر هاتين الفكرتين في بوتقة واحدة. وقالت: نرى في "إكسبو 2020 العالمي" فرصة للاحتفاء بإنجازاتنا كدولة واحدة عشية اليوم الوطني الخمسين، الذي يصادف 2 ديسمبر 2021. ويمثل لنا "إكسبو 2020" أيضا مناسبة فريدة للاحتفال بثقافات وشعوب العالم- هنا في دبي.
وقالت: إن دبي تتمتع بمكانة مثلى لاستضافة هذا الحدث العالمي. فقدرتها على الربط بين أركان العالم لا مثيل لها، حيث نربط اليوم ما بين ثلث سكان العالم، أو ملياري نسمة تقريبا، في دائرة أبعد نقطة فيها تقع على مسافة 4 ساعات طيران. وان المدينة تمتلك البنية التحتية اللازمة لاستقبال شعوب العالم.
وأوضحت: اقترحنا المكان الذي سنستضيف فيه "إكسبو 2020"، والتي سيتم بناؤها لهذا الغرض على مساحة 400 هكتار في الطرف الجنوبي الغربي لإمارة دبي. ويقع بجوار مجمع "دبي وورلد سنترال" المتكامل لخدمات الطيران، الذي يحتضن مطار آل مكتوم الدولي، حيث سيقام "معرض دبي للطيران 2013". وسيكون الوصول إليه سهلا للغاية بفضل وجود مطار دبي ومطار آل مكتوم الدوليين، ومترو دبي الذي يربط بين هذه المواقع جميعا، ما سيعزز النجاح المتوقع لهذا الحدث العالمي.
واشارت إلى أن تعزيز التواصل والترابط بين الأفراد يحتل حيزا مهماً في دبي، خاصة وأن المدينة تلعب دورا عالميا رائدا في تشجيع التعاون والتلاقي بين مختلف الشعوب والثقافات. فهي تحتضن أكثر من 200 جنسية مختلفة يعيش ويعمل أبناؤها معا في تناغم ووئام ضمن بيئة فريدة من الأمان والتسامح والانفتاح على العالم. وبالنسبة للطلب الذي تقدمنا به لاستضافة "إكسبو 2020 وهذا يعكس فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي قال: "التواصل الفكري هو السبيل الأفضل للتقدم والنجاح والتعايش بالنسبة لأجيالنا القادمة.
من جانبهم أجمع المشاركون على أن بناء الثقة في سمعة صناعة العلاقات العامة والتواصل على أسس علمية حديثة قائمة على الاحترام المتبادل، هي أسس ثابتة لصناعة مستقبل الدول والشركات والافراد معا، على الأرض والفضاء الافتراضي الجديد "الانترنت".
مليار دولار
وأوضح سلطان عبد الرحمن البازعي، الرئيس التنفيذي لشركة الطارق للاعلام أن اقتصاديات دول الخليج التي ستشهد معدلات نمو عالية في العقدين المقبلين وسيتجاوز تعداد سكانها 80 مليون نسمة، تحتاج إلى خدمات علاقات عامة حيوية لايصال الرسالة التنموية للجماهير.
لافتا إلى أنه بوجود تعقيدات في عمليات الاتصال والتواصل فإن الحاجة تصبح ملحة إلى توفير خبراء للتعامل مع هذه المؤسسات.
وقال البازعي: إن حجم سوق العلاقات العامة يبلغ 500 مليون دولار، إلا أنه سيكسر حاجز المليار دولار في أقل من 10 سنوات مسجلا نموا سنويا قد يصل إلى 20% في دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة.
وشدد على ضرورة مواكبة شركات العلاقات العامة الخليجية لحجم النمو المطرد وضرورة التركيز على البعد الثقافي للمجتمع الخليجي، والذي يمنحها أفضلية واضحة في ظل منافستها الشركات العالمية.
اتصالات تؤكد دور الشباب
وأكد علي الأحمد نائب رئيس الجمعية الدولية للعلاقات الدولية فرع الخليج، الرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي في "اتصالات" خلال كلمته أمام المؤتمر أن المؤتمر ينعقد في وقت تمر به المنطقة والعالم بمرحلة جديدة يجسد فيها الحوار عبر عصر شبكات التواصل الاجتماعي إذ لم يعد التحدي هو حجم المساحة التي قد يصل إليها الصوت، ولكن التحدي هو أن يصل ويؤثر، وإن عدالة الرسالة ومدى تأثيرها رهن بقدرة المرسل واختيار الوسيلة، ومن هنا، بات قطاع العلاقات العامة قطاعا حيويا يقوم على أسس مهنية بعيدة كل البعد عن الارتجال وسياسة إدارة اللحظة الراهنة.
وأشار إلى أن أسواق المنطقة حظيت باهتمام واسع من أكبر وكالات العلاقات العامة العالمية التي أسهمت بشكل كبير في تطوير القطاع والنهوض به ليكون قطاعا رئيسيا ومساهما في تطوير قطاعات الأعمال المختلفة، وتشير التقديرات اليوم إلى أن قيمة ما يصرف على العلاقات العامة في منطقة الخليج العربي وصل إلى 500 مليون دولار، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم خلال السنوات القليلة القادمة.
ودعا الطلبة لحضور المؤتمر ليتمكن شباب المنطقة من الاستفادة من هذا الحدث العالمي والتفاعل مع القطاع الحيوي الذي بات يلعب دورا استشارياً مهماً وبارزاً في دوائر صناعة القرار على الصعد التجارية والاقتصادية والحكومية كافة. وأضاف ان مشاركة مجموعة من طلاب وطالبات الجامعات من الخليج هي دعوة لكل شباب المنطقة للدخول في قطاع العلاقات العامة، فمع تنامي حجم القطاع، تزداد الحاجة إلى الكفاءات المحلية خاصة وأنها ستضيف إضافة نوعية من خلال قدرتها على تفهم المجتمع وثقافته ومتطلباته.
وإن الشروع في إقامة مقر دائم للجمعية- فرع الخليج في الإمارات سيساهم في تنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل بهدف تطوير قدرات العاملين في مجال العلاقات العامة في المنطقة، إلى جانب توفير فرص التدريب للطلبة في التخصصات ذات الصلة بالقطاع، بحيث نحقق التوازن بين التعليم الأكاديمي والممارسة الفعلية للعمل، وبما ينعكس مستقبلا على إيجاد قاعدة قوية للكفاءات المحلية العاملة في العلاقات العامة والاتصال الجماهيري .
وقال الاحمد: ستعمل الجمعية على تحفيز الإبداع في ممارسات العلاقات العامة في المنطقة من خلال تكريم المبدعين ويطيب لي أن أعلن عن إطلاق جوائز الجمعية الدولية للعلاقات العامة بحيث تنطلق دورتها الأولى العام المقبل وسيتم الإعلان عن تفاصيل هذه الجوائز وكيفية التقدم للمشاركة فيها في وقت لاحق من هذا العام. وآمل أن تسهم الموضوعات المدرجة على جدول أعمال هذه الدورة للمؤتمر، والمستوى الرفيع للمشاركين بإثراء نقاشاتنا بالآراء والاستنتاجات التي نحتاجها جميعا لنواصل العمل بما يخدم قطاع العلاقات العامة في المنطقة.
أخلاقيات العمل
تمحورت الكلمات الافتتاحية لفعاليات "المؤتمر الدولي العشرين للعلاقات العامة"على ظهور ثقافة انفتاح جديدة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى أهمية أخلاقيات العمل في قطاع التواصل الإقليمي.
وعند افتتاحها المؤتمر رسميا، قالت معالي ريم الهاشمي، وزيرة الدولة في الإمارات أمام أكثر من 450 مشاركا: إن التواصل يلعب دورا متزايدا بالنسبة للحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني.
وقالت معاليها: " نحن في الإمارات نرى فرصة كبرى في امتلاك القدرة على الانخراط في الحوار. إن التواصل والحوار- بين الشعوب والدول- يشكلان المحور الرئيسي لمستقبلنا المشترك، ولهذا يلعب خبراء التواصل أمثالكم دوراً مهماً في تحديد الرؤية الإيجابية للعالم".
وفي كلمته الرئيسية، قال عبدالله جمعة، رئيس شركة "أرامكو" السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين السابق، إن خبراء العلاقات العامة يمتلكون قوة هائلة، ولكن تلك القوة ترافقت مع مسؤوليات جسام.
وأضاف: "يأتي في صلب هذه المسؤوليات الالتزام بميثاق قويم لأخلاقيات العمل. وفيما يرى البعض أن الحديث عن ميثاق لأخلاقيات العمل بالنسبة لخبراء الاتصال المؤسسي قد عفا عليه الزمن، أود تأكيد أن هذه الأخلاقيات تشكل حجر الزاوية للعلاقات العامة. فالسلوك المهني القويم هو العامل الأهم على الإطلاق لنجاح خبير العلاقات العامة".
قطاع العلاقات العامة مقبل على الازدهار في السنوات المقبلة
شدد هارولد بيرسون أحد أهم رواد قطاع العلاقات العامة في العالم والرئيس المؤسس لشركة "بيرسون مارستيلر"، على أن ميدان العلاقات العامة لم يعد اليوم مجرد قطاع متواضع الإمكانات، وهو مقبل على مزيد من الازدهار والتطور خلال السنوات القادمة. وعزا بيرسون - خلال كلمة ألقاها أمام المشاركين في "المؤتمر الدولي العشرين للعلاقات العامة" بدبي - أسباب هذا التوجه الإيجابي إلى ازدياد الوعي حيال أهمية السمعة المؤسسية بين أوساط المديرين التنفيذيين.
جاءت كلمة بيرسون، البالغ من العمر 91 عاماً، بعنوان "العلاقات العامة.. نظرة تحليلية"، وذلك في جلسة خاصة عنوانها: ساعة مع أسطورة معاصرة، حيث استعرض مجموعة واسعة من الآراء والتوجهات التي جاءت حصيلة 65 عاماً من الريادة والخبرة في قطاع العلاقات العامة.
وعلق بيرسون قائلاً: "يتمتع خبراء العلاقات العامة الناجحون بالقدرة على التعامل مع أعلى المستويات الإدارية، واتخاذ زمام المبادرة إزاء نخبة المديرين التنفيذيين الذين يتمتعون بمستويات عالية من الذكاء والخبرة والكفاءة". وأكد بيرسون أن التراجع المتواصل لدور وسائل الإعلام المطبوعة أتاح فرصة مواتية أمام شركات العلاقات العامة لتوظيف الكفاءات والمواهب من عالم الصحافة. ولكنه أشار في الوقت ذاته إلى ضرورة أن يبذل خبراء العلاقات العامة مزيداً من الجهود لإثبات قدراتهم ضمن مجالس الإدارات، لافتاً إلى أنه يجدر بشركات العلاقات العامة عدم التعويل كثيراً على دور استراتيجيات الاتصال الرقمي في إعادة صياغة ملامح قطاع العلاقات العامة.
وأضاف بيرسون قائلاً: "أخفق الكثيرون من خبراء العلاقات العامة في وضع تقنيات التواصل الرقمية ضمن سياقها الصحيح؛ فهي ليست شكلاً جديداً من أشكال العلاقات العامة، بل الأسلوب الأحدث والأكثر تأثيراً بين أدوات نشر المعلومات على نطاق شعبي واسع، والتي انطلقت شرارتها مع مطبعة يوحنا غوتنبرغ الأولى في ألمانيا". وقال: "إن قطاع العلاقات العامة مقبل على حقبة جديدة من الازدهار والتطور خلال السنوات المقبلة، وسيساعد الطلب المتنامي في القطاع على تعزيز القيمة السوقية للخدمات التي نوفرها".
