يعتبر المستهلكون الصغار منجم ذهب حقيقي بالنسبة لمتاجر التجزئة الأميركية. وانتعشت تجارة التجزئة في الولايات المتحدة الأميركية بفضل موسم العودة للمدارس. وعلى الرغم من أن الأطفال يكرهون بدء الدراسة لكن متاجر التجزئة تحب هذه الأيام، فمع نهاية الصيف يندفع الآباء إلى المتاجر لشراء مستلزمات العام الدراسي الجديد لأطفالهم فتنتعش الأسواق. والمعروف أن الأميركيين مستهلكون لا يشق لهم غبار وأي مناسبة تكون فرصة جيدة لتأكيد هذه الحقيقة.
ويشتري الآباء الحقائب والكتب الجديدة وعلب أقلام الرصاص في بداية السنة الدراسية أواخر أغسطس ومطلع سبتمبر من كل عام وذلك بعد عطلة صيفية طويلة. كما يشتري الآباء أشياء أخرى تشمل الأحذية والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر لأبنائهم.ويقول ماثيو شاي رئيس الاتحاد الوطني لتجار التجزئة الأميركي: إذا زاد طول ابنك البالغ من العمر 12 عاما بمقدار بوصتين فقط عن العام الماضي فهذا معناه أنك ستشتري له زوجاً من السراويل الجينز ولن ترسله إلى المدرسة بدونهما.
ووفقا للاتحاد فإن متوسط الإنفاق المتوقع للأسرة على مستلزمات المدرسة للطفل خلال العام الحالي يبلغ 688 دولاراً بزيادة نسبتها 14% عن العام الماضي.
ويأمل الاتحاد الوطني لمتاجر التجزئة في تحقيق مبيعات قيمتها 30.3 مليار دولار خلال موسم العودة إلى المدرسة. وتقفز هذه القيمة إلى 83.8 مليار دولار إذا تم الوضع في الاعتبار هؤلاء الذين سيعودون إلى المدارس العليا والجامعات وكذلك مبيعات تجهيزات المدارس والأثاث.
وموسم عيد الميلاد نموذج مثالي لهذه الحقيقة، وكذلك عيد الهالويين (عيد القديسين) ويوم الجمعة السوداء وفي عصر التسوق الإلكتروني يوم الاثنين الافتراضي.
والآن أصبح هناك موسم تسوق جديد اسمه "العودة إلى المدرسة" الذي بدأ توا وفيه ينفق الأميركيون ما يعادل إنفاقهم في موسم عيد الميلاد.
ويعتقد الخبراء أن الزيادة في متوسط الإنفاق المتوقع للطفل في بداية الدراسة يعود إلى أن الكثيرين من الآباء لم يشتروا أشياء جديدة كثيرة لأطفالهم العام الماضي بسبب غموض الوضع الاقتصادي. أما السبب الثاني لزيادة الإنفاق في موسم العودة للمدرسة فهو زيادة عدد السكان في سن المدرسة، حيث وصل العام الماضي إلى 59.4 مليون طفل وفقا للمركز الوطني للإحصاءات التعليمية.
ويقول مايكل نايميرا كبير خبراء الاقتصاد في المجلس الدولي لمراكز التسوق إن العملاء لم يقبلوا بالدرجة الكافية على التسوق خلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس الحالي. وزادت المبيعات خلال هذا الأسبوع بنسبة 2.4% على الفترة نفسها من العام الماضي بحسب نايميرا. فرغم كل شيء مازال معدل البطالة في الولايات المتحدة أكثر من 8% وهو ما يمثل عقبة أمام الإنفاق الاستهلاكي.
