اتفق بحث أجرته الجامعة الوطنية الاسترالية مع ما توصل إليه بنك الاحتياط الاسترالي من أن الأزمة المالية العالمية كانت وسيلة للتسوية بين الناس في الثروات فالأغنياء صاروا فقراء أما الفقراء فبقوا على حالهم. وقال البنك إن نمو الثروة الحقيقي كان أعلى بشكل عام بالنسبة للأسر التي كانت تمتلك ثروة قليلة عام 2006 وكان أقل بالنسبة للأسر التي كانت تمتلك ثروة كبيرة عام 2006.
ويرجع السبب إلى ان الأسر ذات الدخل المرتفع كان لديها قسم كبير من ثروتها في الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم وبالتالي عانت من هبوط أكبر في الثروة. وأما الأسر الفقيرة فكان الكثير من ثروتها في ملكيات خاصة وحسابات مصرفية وبالتالي كانوا أقل تضررا عندما انفجرت فقاعة الاصول. وبحسب البنك فان ثلث الأسر ارتفعت ديونها في الفترة 2006 - 2010 وانخفضت ديون ثلث اخر ولم تكن هناك ديون على الباقيين.
ويشعر بعض الاستراليين أنهم الان وقد تجاوزتهم الأزمة المالية تقريبا في حال أسوأ مما كانوا عليه عام 2009 والأزمة في أشدها. وكانت أوقاتا مخيفة بالنسبة للاستراليين حتى إذا كانت دولتهم هي الوحيدة التي لم تسقط في بئر الركود التي هوت فيها دول غنية خلال الأزمة المالية العالمية.
وتقول كيري سرجينت-كوكس وهي خبيرة نفسية بالجامعة الوطنية الاسترالية إن هنالك زيادة أكبر في مشكلات الصحة العقلية منذ الأزمة المالية العالمية. وتبحث دراستها في حالات القلق والإحباط لـ 1973 شخصا بمتوسط عمري 66 عاما ووجدت ان هذه المجموعة العمرية المسنة من الاستراليين تعاملت مع الأزمة المالية العالمية عندما كانت تتصدر عناوين الأخبار تعاملا أفضل مما تعاملت معها وقد سكنت النفوس.
وأوضحت أن الأمر لا يتعلق كثيرا بحالتهم المالية مثلما يتعلق بمشاعرهم وكيف تكون بالمقارنة مع الاخرين. ورأت أن الأمر يتعلق بفكرة أن الجميع في قارب واحد وهذا يحسن من الصحة العقلية للمرء. ولكن عندما مرت الأزمة، فقد ذوو الدخل الثابت هذا الشعور وبالنسبة للبعض ظهرت مشاعر اكتئاب. وبينما رأي من مازالوا ضمن القوة العاملة أنهم يعملون بشكل أفضل عند انقشاع الغمة، شعر المتقاعدون بأنهم قليلو الحيلة بشأن أوضاعهم المالية.
وكالة الأنباء الألمانية
