مع افتتاح معرض طوكيو السنوي العاشر «هيت سولوشنز 2024» أبوابه، كانت درجات الحرارة الخارجية تقترب من 35 درجة مئوية، مع تحذير من ضربة شمس في معظم أنحاء اليابان. وتزامن ذلك مع تحذيرات تطبيقات الطقس من إعصار وشيك يهدد العاصمة، ما زاد الشعور بأن الطبيعة في حالة غضب.

إن المواعيد النهائية لوقوع الفوضى أصبحت في كل مكان؛ وبالتالي كان المعرض يشير بوضوح إلى تهديد بانقسام اقتصادي حول تكلفة الحفاظ على البرودة. وافتتح المعرض التجاري، الذي شهد حضوراً كثيفاً، على خلفية عالمية من الفيضانات والحرائق والجفاف، وبعد ثلاثة أيام فقط مما يشتبه العلماء في أنه ربما كان أكثر الأيام حرارة على الإطلاق، على أساس المتوسط العالمي. وتوقع كارلو بونتيمبو، رئيس خدمة مؤسسة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ، تحطيم درجات الحرارة مزيداً من الأرقام القياسية بينما نتعرق خلال دخولنا ما وصفه بأنه «منطقة مجهولة حقاً».

ويعد هذا توقيتاً مثالياً، إذا كان بوسع كل شخص إدراك ما وراء المأساة الحالية والوشيكة في كل هذا، لكي يفكر أصحاب العمل في الاستفادة من سترات التبريد الذاتي «آيسمان برو-إكس»، وكراسي مكتبية بمبردات سفلية، ومشروبات ثلجية ممزوجة بالماء، وأجهزة داخلية لرش رذاذ الماء، وغيرها من المنتجات الأخرى المصممة للحفاظ على قدرة القوى العاملة على العمل في ظل ظروف أقسى من أي وقت مضى. إذا كان، بالطبع، بإمكانهم أو بإمكاننا تحمل التكاليف.

ورغم المنتجات المبتكرة ومهارات البيع داخل معرض «هيت سولوشنز 2024»، إلا أن الأجواء السائدة تبعث على القلق البالغ. فثمة شعور واسع بالهزيمة بين الشركات التي تعرض منتجاتها المضادة للحرارة. قد تتحدث الشركات والحكومات والمنظمات فوق الوطنية عن التخفيف من آثار تغير المناخ، والانبعاثات الصفرية الصافية، ومحاولات أخرى للحد من الكارثة؛ ولكن على أرض الواقع فإن الرسالة الموجهة لأصحاب المصانع ومنتجي الأغذية وشركات البناء والشركات الأخرى، هو أن ما يحتاجون إليه في هذه اللحظة هو حلول مسكنة وليست وقائية.

وقد تعززت هذه الرسالة من خلال معرض تجاري أكبر وأكثر ارتباطاً بالموضوع في مركز المؤتمرات نفسه، والذي ركز على موضوع أوسع وهو «المرونة». وينصب التركيز الأساسي هنا على الاستعداد لمختلف المواقف القاسية بينما تتحمل البنية التحتية ضربات الطبيعة أكثر ضراوة.

كما أن هذا التمييز بين المسكنات والوقاية أصبح الآن أكثر وضوحاً بالنسبة للمستثمرين الذين يوازنون بين الجاذبية النسبية لتعرض محافظهم الاستثمارية للتخفيف من آثار تغير المناخ «الحد من وتيرة الاحتباس الحراري» أو التكيف مع تغير المناخ «التكيف مع واقع الآثار الحالية والمستقبلية».

وأوضحت مذكرة للمستثمرين من «سيتي ريسيرش» نشرت في وقت سابق من الأسبوع، الفرص المحتملة التي يوفرها التكيف مع تغير المناخ؛ لأن تكرار وشدة الكوارث المناخية توزع تكلفة التكيف بين العديد من أصحاب المصلحة. وقدر تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الصادر في نوفمبر 2023، فجوة التمويل العالمية للتكيف بين 194 و366 مليار دولار سنوياً. وقال محللو «سيتي ريسيرش» إن الصعوبات الكامنة وراء هذا الرقم تتمثل في معرفة من سيتحمل فعلياً هذه التكاليف، ما يؤدي إلى فتح المجال لمناقشات حول الدعم المحتمل للسياسيات والضرائب والحد من المخاطر عبر التمويل المختلط، وحتى فكرة الأدوات المالية الجديدة المبتكرة.

وفي الوقت نفسه، كان لدى العديد من زوار المعرض فكرة واضحة عن المكان الذي يتركز فيه عبء التكلفة في المدى القريب. وكان مالك مصنع من مدينة ناغويا ضمن حشد أصحاب الشركات الصغيرة ومتوسط الحجم في جناح «ياماشين سيكيو» التي عرضت ملابس عملية ذاتية التبريد.

وكان عرض مندوب شركة «ياماشين» مبنياً على أن حرارة الصيف الأشد خطورة ستجبر الشركات على تغيير طرق التبريد لموظفي المصانع، والانتقال غالباً من تكييفات الهواء المكلفة وغير الفعالة إلى حلول تبريد فردية قائمة على الملابس.

فرغم قدرة صاحب المصنع على رؤية الهدف من حديث البائع، إلا أنه أقر بأن ارتفاع درجات الحرارة من شأنه أن يفاقم من تكاليفه ومسؤولياته عن ذي قبل كونه صاحب العمل. ولم تكن حسبة توفير معدات تبريد بقيمة 800 دولار لكل عامل جذابة، لكنه إذا لم يقدم على ذلك سوف يذهب موظفوه إلى مكان آخر في جو مكيف.

واستقر صاحب العمل أيضاً في قراره على إطار محتمل لوجود فجوة حرارية مماثلة للفجوة الرقمية، حيث ستكون بعض الشركات قادرة على تحمل التكاليف للحد من آثارها، وأخرى لن تتمكن من ذلك. وحتى في اليابان التي لطالما عانت من انكماش، من السهل تخيل حاجة الشركات الشديدة لتمرير التكاليف الإضافية إلى العملاء.

و«التضخم الحراري»، هو طريقة للتعبير عن زيادة ضغوط التكاليف التي تسبب فيها تغير المناخ، التي تميل للظهور بشكل أكبر في أسعار الغذاء والمياه، لكن المشاركين في المعرض يشيرون إلى أن هذا المفهوم سيشمل في القريب العاجل كل شيء تقريباً.