يتميز ميكي جاكتياني، رئيس مجموعة لاندمارك بندرة إطلالته الإعلامية، وقد يكون ذلك لانشغاله بالإشراف على إمبراطورية أعماله التي حققت العام الماضي عوائد وقدرها 4.7 مليارات دولار، بعد أن أسسها وهو في الواحد والعشرين عاماً من العمر برأس مال 6 آلاف دولار في البحرين باتت اليوم من أضخم مجموعات التجزئة في المنطقة، خاصة إثر انتقال مقرها الرئيسي إلى الإمارات في تسعينيات القرن المنصرم.
في حديث خاص مع (البيان الاقتصادي) حول قصة نجاح مجموعة "لاندمارك"، أشار جاكتياني، المصنف كأغنى رجال أعمال هندي في دول الخليج، وفقاً لمجلة أريبيان بزنس، إلى أنه ومع حلول العام 1990 حين كانت الإمارات تشهد ازدهاراً كبيراً، أدرك بأن المجموعة جاهزة لتوسيع عملياتها إلى الدولة خاصة وأن تلك الفترة تميزت بكونها "حقبة مثالية لقطاع التجزئة" بحسب تعبيره عقب نجاحه بتأسيس 6 متاجر في البحرين، ونتيجة لذلك، تشجع لتحويل مقر "لاندمارك" إلى الدولة وذلك "للاستفادة من ظروف السوق الصاعدة في ذلك الحين"، مؤكداً أن المجموعة حققت بعد الانتقال ما وصفه بـ"نمو كبير وهائل".
وتالياً نص الحوار:
متى بدأت مجموعة لاندمارك رحلتها، وكيف تصفون هذه الرحلة؟
قطعت مجموعة "لاندمارك" رحلة حافلة منذ بدايتها وحتى الآن. وبإيجاز، فقد أسست المجموعة وأنا في عمر 21 عاماً برأس مال أولي بلغ 6 آلاف دولار أمريكي، وذلك من خلال "بيبي شوب" في البحرين. وبعدها، انطلقت مسيرتنا المزدهرة. واليوم، يغطي حضورنا 15 بلداً مع أكثر من ألف متجر، الأمر الذي يعد إنجازاً هائلاً للمجموعة. وقد نجحت مجموعتنا بالنمو لتصبح قوة بارزة في عالم التجزئة عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند ونحن نسعى لمواصلة بناء قدراتنا وتعزيزها.
وعلى مر السنوات، وسعت المجموعة حضورها إلى قطاعات الفنادق والترفيه التي تنطوي على فرص كبيرة، ونحن نتطلع لتعزيز تواجدنا ضمن هذه الفئات. كما نثق في مجموعة "لاندمارك" إلى حدٍ كبير بأهمية رد الدين والمساهمة في خدمة المجتمع، حيث نشترك في مجموعة من مبادرات المسؤولية الاجتماعية في مجالات الصحة والبيئة وسلامة جميع شرائح وفئات المجتمع.
مفاهيم غير مسبوقة
ما هي التحديات الرئيسية التي واجهت المجموعة لتحتل مكانتها الحالية، وكيف تغلبتم على هذه التحديات؟
إن كل شركة أو مشروع جديد يواجه تحدياته الخاصة. ونحن بدورنا واجهنا نصيبنا من التحديات والعقبات التي كانت نتيجة دخولنا لمناطق جديدة وتقديم مفاهيم غير مسبوقة. وأنا أثق بأن تركيز المجموعة الرئيسي الذي ينصب على تقديم قيمة استثنائية للعملاء وبناء علاقات قوية مع المساهمين، قد أسهم في قيادتنا لتجاوز جميع التحديات الهامة التي اعترضتنا. ويضاف إلى ذلك القرارات التي نتخذها بالاعتماد على البحث الدقيق، والتركيز على العمليات المستدامة والممارسات المالية السليمة التي أسهمت بدورها بتخطي كافة العقبات. إن التخطيط السليم والثقة بقدرات الأفراد، وبإمكانات أكثر من 35 ألفا من موظفينا الأوفياء هو جزء لا يتجزأ من الإنجازات المحققة وتلك التي ستتحقق.
ما هو سبب التنوع الواسع لمحفظة أعمال المجموعة؟
إن مجال عملنا الرئيسي يتركز حول قطاع التجزئة، وتعد قطاعات الخدمات والضيافة والترفيه والصحة بمثابة امتداد طبيعي لهذا القطاع. وفيما يتعلق بقطاع التجزئة، نحن نمتلك حضوراً في جميع فئاته تقريباً سواءً آزياء الأطفال، أو مستلزمات المنزل، أو الإلكترونيات. كما أن القاسم المشترك الذي يجمع بين جميع هذه المفاهيم المختلفة، هو رؤية المجموعة الهادفة إلى تقديم منتجات عالية الجودة وذات قيمة استثنائية للعملاء.
ما هي برأيكم المساهمة التي قدمتها مجموعة "لاندمارك" لدعم اقتصاد دولة الإمارات والمنطقة بالمجمل؟
تمتلك مجموعة "لاندمارك" حصة هامة في شريحة سوق التجزئة المتوسطة عبر أكثر من 18 مليون قدم مربعة من مساحة التجزئة، وما تزال المجموعة تحقق نمواً بوتيرة متسارعة. ومن شأن ذلك أن يزيد من احتياجات البنية التحتية ومستلزمات التوظيف لمتاجرنا الجديدة، الأمر الذي يعمل بالمحصلة على رفد اقتصاد البلاد. ونحن لن نوفر أي جهد لمواصلة الابتكار والمساهمة بنمو اقتصاد لمنطقة الخليج العربي.
ما هو الوضع الحالي لمجموعتكم، وما هو نوع النمو الذي شهدتموه خلال السنوات القليلة المنصرمة؟
لقد نجحنا في تحقيق نمو مستمر وثابت بمعدل 25% سنوياً. وخلال السنوات القليلة المنصرمة، نجحنا بالتوسع إلى عدة بلدان جديدة. وفي العام 2011 قمنا بتنمية شبكتنا الإقليمية بأكثر من ألف متجر، واتسم نمو مجموعتنا بالاعتماد على التخطيط الدقيق والجيد.
اتجاهان مختلفان
ولتسليط الضوء على أداء قطاع التجزئة في المنطقة وأبرز التحديات التي تواجهه اقليمياً وعالمياً توجهت (البيان الاقتصادي) بمجموعة من الأسئلة إلى فيبن سيتي، الرئيس التنفيذي لمجموعة لاندمارك وكان الحوار التالي :
كيف تقيمون أداء قطاع التجزئة العالمي خلال عام 2011؟
سلك قطاع التجزئة العالمي اتجاهين مختلفين، ففي الولايات المتحدة وأوروبا، لم يكن أداء القطاع كالمتوقع، ويرجع ذلك أساساً إلى عدم الاستقرار الاقتصادي في المنطقة.
من جهة أخرى، تشهد أسواق التجزئة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا توسعاً ونمواً مطرداً منذ عدة سنوات. كما شهدت هذه المناطق ارتفاعاً في مستويات ثقة العملاء مما ساعد على نمو مبيعات التجزئة.
وفي هذا العام، حققت مجموعة لاندمارك من خلال حضورها المتميز في الهند والشرق الأوسط، عائدات كبيرة بلغت 4.7 مليارات دولار مع نمو سنوي مركب بنسبة 23٪. ويدل ذلك على الإمكانيات التي يتمتع بها قطاع التجزئة في مختلف أنحاء العالم، ولكن ذلك كله لا ينفي أن السوق تشهد تنافسية عالية. ففيما تم إطلاق العديد من العلامات التجارية الجديدة في مجال تجارة التجزئة، قامت بعض المتاجر بإغلاق أبوابها. وتعد تجارة التجزئة قطاعاً حيوياً وضرورياً جدا لتلبية الاحتياجات المتغيرة للمستهلكين. ونحن نعتقد أن توفير قيمة استثنائية للمستهلك يعد ركيزة أساسية للنجاح في بيئة السوق اليوم.
ما هي الأسواق التي حققت أفضل أداء في قطاع التجزئة بشكل عام، وفي مجموعة لاندمارك على وجه الخصوص؟ (حسب البلد وخط الإنتاج)
حققت أسواق الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الأداء الأفضل عبر مختلف الفئات التي تعمل فيها مجموعة لاندمارك. وتكمن نقاط القوة التي نمتلكها في انتشارنا الجغرافي واسع النطاق والديكورات الداخلية، والتي تركز جميعها على توفير قيمة مضافة للعملاء.
وفيما يتعلق بالمبيعات والأداء، تتفوق العلامات التجارية الخاصة بمجموعة لاندمارك، وفي مقدمتها ماكس، وهوم سنتر، وسنتربوينت، ومحل الاطفال، وشومارت، وسبلاش، ولايف ستايل.
ما هو تقييمكم لإنفاق المستهلكين وتوجهاتهم خلال عام 2011 على الصعيد العالمي والإقليمي وما هي التوقعات بالنسبة لعام 2012؟
تشهد الأسواق في جميع أنحاء العالم مرحلة انتعاش، وقد كان 2011 عاما جيداً ونأمل أن يستمر هذا التوجه في عام 2012. كما أن ثقة المستهلكين في دبي راسخة ومرتفعة، وبدورنا سنواصل التركيز على تلبية احتياجاتهم المتنوعة. ويهتم معظم سكان الشرق الأوسط بجودة خدمة العملاء، ويركزون على تجربة التسوق في جميع مراحلها. لذا فإن برامج الولاء مثل برنامج " شكراً" من مجموعة لاندمارك، تحقق نتائج إيجابية للغاية في المنطقة، حيث يضم البرنامج أكثر من مليوني عضو. وفي أعقاب مرحلة الركود، تزايد الطلب على السلع ذات الجودة العالية والقيمة العادلة، مما يشكل فرصة كبيرة يمكن أن تستفيد منها مجموعة لاندمارك.
ما هي برأيكم أكبر التحديات التي تواجه قطاع التجزئة على مدى الأشهر القليلة المقبلة محلياً في دولة الإمارات العربية المتحدة وإقليمياً؟
نحن نتطلع دائماً إلى تعزيز زخم النمو في مجموعة لاندمارك. ولكن تكاليف السلع في قطاع التجزئة تتأثر بتذبذب أسعار الوقود والمواد الأخرى. وتمتلك مجموعة لاندمارك شبكة فعالة وواسعة من الموردين. وتوفر قنوات التوزيع هذه أفضل الأسعار، مما يتيح للمجموعة إمكانية تقديم منتجات ذات جودة عالية بأسعار معقولة .
كيف يساهم وجودكم في دبي في نجاح أعمالكم؟
نقلت المجموعة مقرها من البحرين إلى دبي عام 1992. وعلى مدى العقدين الماضيين قمنا بتوسيع نطاق عملنا وتنويعه، واليوم لدينا أكثر من 1200 منفذ بيع على امتداد الدول التي نعمل فيها. ويعود الفضل في هذه الإنجازات إلى سياسات التجارة الحرة في دبي، والدعم السخي الذي تقدمه قيادتها. كما تعتبر دبي مركزاً رئيسياً للمسافرين بغرض العمل، ووجهة سياحية مهمة، مما يسهم إلى حد كبير في تطوير الأعمال التجارية، إلى جانب المزايا المحلية المهمة.
كيف تقيّمون موقع دبي على الخريطة العالمية لتجارة التجزئة؟
تعد دبي مركزاً هاماً لصناعة التسوق، حيث تضم المدينة عدداً من أكبر مراكز التسوق التي تقدم مجموعة متنوعة من عروض البيع. وقد ساهمت السياسات الحكومية التي تدعم تجارة التجزئة، بالإضافة إلى القوى الفاعلة في القطاع الخاص في دبي، في تمكين المدينة من أن تصبح واحدة من أهم بيئات التجزئة المفضلة حول العالم. وفي الواقع، تعتبر دبي اليوم وجهة تسوق تضاهي لندن ونيويورك وسنغافورة . ويبدو أن ارتفاع القوة الشرائية وازدياد ثقة المستهلك لا يدل إلا على مزيد من النمو.
وافق مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً على مشروع قانون الشركات الذي طال انتظاره، كيف تتوقعون أن يؤثر هذا القانون على الاستثمارات والشركات الأجنبية في الإمارات؟
يساهم الانفتاح الاقتصادي الذي تعتمده دولة الإمارات في استقطاب المزيد من الاستثمارات من مختلف أنحاء العالم. ويمكن أن يؤدي القانون بالفعل إلى إحداث نقلة نوعية في تشجيع المستثمرين الأجانب، وخاصة في قطاع التجزئة .
كيف تتعاملون مع أسعار التأجير في مراكز التسوق في دبي بالمقارنة مع الأسواق الأخرى؟
تعد أسعار المواقع الرئيسية والمحلات المتميزة ضمن مراكز التسوق في دبي عالية نظراً لطبيعتها الحصرية. غير أن مجموعة لاندمارك، ومن خلال قدرتها على تعزيز حضورها في أي منطقة نظراً لما تقدمه من علامات تجارية رائدة، تستطيع الحصول على صفقات جيدة من ناحية أسعار التأجير.
هل تعتقد أن سوق التجزئة في دبي ما زالت توفر فرصاً استثمارية أم أنها باتت سوقاً مشبعة؟
لا تزال هناك الكثير من الفرص للاستثمار في سوق التجزئة في دبي. وقبل بضعة أشهر فقط، أطلقت المجموعة بنجاح علامتين تجاريتين جديدتين، هما "بالنس ويل بيينغ" و"كانديلايت"، كما نسعى لاستكشاف المزيد من الفرص في مختلف فئات تجارة التجزئة مثل الترفيه والأزياء والضيافة.
هل حافظت إستراتيجيتكم على قوتها رغم المناخ الاقتصادي المضطرب؟ وما هي التغييرات الإستراتيجية التي اضطررتم للقيام بها؟
واجهت المجموعة صعوبات الظروف الاقتصادية الأخيرة، ولكنها حافظت على مستويات نمو جيدة، من خلال الاستمرار في تقديم قيمة استثنائية لجميع المنتجات والخدمات. ونحن نعمل باستمرار من أجل تحسين الكفاءة التشغيلية، وقد ساهمت الأبحاث وخطط الطوارئ التي نعتمدها في تمكيننا من مواجهة متغيرات السوق.
كم استثمرتم في عمليات الاستحواذ الجديدة في عام 2011، وما هي خططكم لعام 2012؟
قامت مجموعة لاندمارك خلال عام 2011 بالاستحواذ على حقوق الامتياز لشركة "كارلوشيو" و"فيتنس فيرست" في الشرق الأوسط، مما ساهم في تعزيز نقاط قوة المجموعة في قطاعات الضيافة والترفيه. وفي عام 2011، تركز اهتمامنا على إطلاق مفاهيم جديدة وفريدة يتم تطويرها داخلياً. فقد تم إطلاق كانديلايت، محلات الحلويات الفريدة من نوعها، وبالنس كافيه، المطعم المتخصص بالمأكولات الصحية، في عام 2011. وفي عام 2012، سنقوم بتوسيع وتنويع منتجاتنا وعروضنا في إطار جهودنا المتواصلة لتوفير أفضل الخدمات والمنتجات في قطاع التجزئة لجميع عملائنا الأوفياء.
مجموعة لاندمارك تتوقع تسجيل عائدات تصل إلى 5 مليارات دولار في 2015
قال ميكي جاكتياني، رئيس مجموعة لاندمارك: "بدأنا بمتجر واحد من محل الأطفال في البحرين عام 1973 برأسمال أولي بلغ 6000 دولار. واليوم، نمت المجموعة لتصبح قوة أساسية يحسب لها حساب في عالم تجارة التجزئة. وفي العقدين الأولين، قمنا بافتتاح عدد ثابت من ستة منافذ للبيع. تتهيأ مجموعة لاندمارك، المجموعة التجارية الرائدة في المنطقة في مجال تجارة التجزئة والضيافة، لتحقيق عائدات سنوية تبلغ 5 مليارات دولار بحلول عام 2015. وتأتي هذه التوقعات على خلفية الإنجاز الذي حققته المجموعة بتشغيلها لأكثر من 1000 منفذ للبيع تحتل 18 مليون قدم مربع من المساحات التجارية عبر محفظتها الاستثمارية في الشرق الأوسط والهند.
كما قامت لاندمارك الدولية، وشو مارت الدولية، وهما من أقسام الامتيازات في المجموعة، بالاستثمار استراتيجياً في الحصول على حقوق العلامات التجارية العالمية الرئيسية.
وقد شكل عام 1990 نقطة تحول للمجموعة عندما نقلنا مقر إدارتنا من البحرين إلى الإمارات العربية المتحدة، وافتتحنا أول محل لشو مارت. وفي نفس الوقت تقريباً اتخذنا قراراً استراتيجياً بانتهاج مسار نمو قوي. وبعد حوالي 20 عاماً، نفخر اليوم بأننا تجاوزنا عتبة 1000 منفذ بيع.
وتواصل تطور مجموعة لاندمارك من خلال التوسع الممنهج واستراتيجيات التنويع. وأثناء تسعينيات القرن الماضي، توسع حضور المجموعة الجغرافي ليشمل منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بأسرها. وعام 1999، دخلت المجموعة قطاع تجارة التجزئة في الهند من خلال متاجر لايف ستايل.
