أكد شاو يانغ، الرئيس التنفيذي للتسويق في شركة هواوي للأجهزة الشخصية أن الحملة الإعلامية المستمرة على الشركة من قبل منافسيها في الأسواق الأميركية والأوروبية لن تؤثر على خطط توسعها خلال الفترة المقبلة، نافياً أن تكون هناك أية خروقات حقيقية حدثت فيما يخص سلامة البيانات ومرورها في أي دولة في العالم، مشيراً إلى أن منتجاتها تستخدم في أكثر من 500 شبكة اتصالات في 140 دولة بما فيها الإمارات والمنطقة وتخدم 3 مليارات شخص حول العالم، وأنها تتوسع بقوة نحو قطاع الهواتف الذكية إذ انتجت حوالي 60 مليون هاتف العام الماضي بنسب نمو بلغت 78% .

وقال يانغ في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي»: لا تزال "هواوي" تحافظ على زخم تطور أعمالها على المستوى العالمي، وتمضي قدماً في خططها الطموحة للاستمرار في ريادة صناعة الاتصالات.

وأشار إلى أن المشكلة تعود إلى أواخر 2011، حين بدأت لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي (المشار إليها باسم HPSCI) تحقيقاً استمر لمدة عام كامل تقريباً بشأن المصالح التجارية في الولايات المتحدة لكل من شركتي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصينيتين، "هواوي" و "زد تي إي"، وعلاقتهما مع الحكومة الصينية.

وأنه في 8 أكتوبر 2012، عقدت اللجنة مؤتمراً صحافياً للإعلان عن تقريرها المتضمن لنتائج التحقيق بشأن الشركتين. ويقول التقرير إن أجهزة الاستخبارات الصينية بإمكانها التجسس على الولايات المتحدة الأميركية باستخدام معدات الشركتين للعبث في شبكات الاتصالات الأميركية.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن الشركتين لم تقدما توضيحاً كافياً حول مصالحهما التجارية في الولايات المتحدة ومدى علاقاتهما مع الحكومة الصينية، وبالتالي ينبغي منعهما من الاندماج مع الشركات الأميركية أو الاستحواذ عليها أو الحصول على عقود في الولايات المتحدة.

موقف واضح

ورد يانغ على هذه الادعاءات قائلاً: موقفنا كان واضحاً، فالولايات المتحدة هي دولة يحكمها القانون، وينبغي أن تستند جميع التهم والادعاءات التي أوردها التقرير إلى أدلة وحقائق قوية. ومن هنا، فقد أخفق التقرير، الذي استغرق لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي 11 شهراً لإعداده، في تقديم معلومات أو أدلة واضحة لإثبات شرعية مخاوف اللجنة.

وأضاف: انطلاقاً من التعاون الوثيق الذي قامت به "هواوي" مع اللجنة خلال العام الماضي الذي شهد فترة الدراسة والتحقيق، والأسلوب المنفتح والشفاف الذي تبنه بحسن نية، فقد كنا نأمل في أن يكون التحقيق مستنداً على الحقائق وموضوعياً في استعراضه لأنشطة أعمالنا وقضية أمن الفضاء الإلكتروني العالمي.

هدف مسبق

وقال: بالرغم من كل الجهود التي بذلناها ومازلنا نبذلها، إلا أنه يبدو أن اللجنة كان لديها التزام واضح تجاه نتائج محددة مسبقاً. فالتقرير الصادر عن اللجنة يرتكز إلى الكثير من الشائعات والتكهنات لإثبات اتهامات ليس لها وجود، ولا يتناول التقرير التحديات التي تواجهها صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وفي الواقع، فإن من المتعارف عليه على صعيد صناعتنا بأن تقوم كافة شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تقريباً بإجراء عمليات البحث والتطوير وترميز البرمجيات والأنشطة الإنتاجية على الصعيد العالمي.

وتتشارك هذه الشركات سلسلة التوريد ذاتها، لذا فإن حقيقة التحديات التي تواجه أمن الشبكات والتي تجاهلها تقرير اللجنة تماماً - تتعدى تماماً كونها أمراً مرتبطاً بمصالح شركة أو دولة معينة فقط. وبالتالي، لا يسعنا سوى افتراض أن الهدف الوحيد من إعداد مثل هذا التقرير هو الحمائية التجارية والحد من المنافسة وإعاقة شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصينية من دخول السوق الأميركية.

المنافسة العادلة

وأضاف: نؤكد على أن هواوي قد استفادت من المنافسة العادلة والتجارة الحرة والعولمة الاقتصادية، وسوف تستمر في الالتزام بالأعمال التجارية العادلة والمنافسة النزيهة والمفتوحة في السوق، انطلاقاً من إيماننا بأن تلك هي الأسس التي يتمكن من خلالها النظام التجاري العالمي من التطور والنجاح.

وبالمقابل، فإن السياسات الوقائية المناهضة للمنافسة، لا تضر فقط بالتجارة الحرة وخلق فرص العمل على المدى الطويل، ولكنها أيضاً تهدد النمو والتطور الصحي السليم لسلاسل الأعمال في الصناعة وتمنع الشركات والمستهلكين من الاستمتاع بخدمات النطاق العريض الأكثر سرعة والأقل تكلفة.

السياسات الوقائية

يرى يانغ أن الحملات العدائية والتشهيرية، التي تشنها الشركات المنافسة وأنصار السياسات الوقائية ضد "هواوي" في الولايات المتحدة تحت ذريعة الأمن القومي، لم تلحق الأذى بشركة "هواوي" فحسب، ولكن الأهم من ذلك، أنها أضرت بالتطور الحيوي لقطاعات صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأطاحت بآمال المستهلكين في الحصول على خدمات النطاق العريض الأكثر سرعة والأقل تكلفة، فضلاً عن الإضرار بالمنافسة العادلة.

كما إن استبعاد "هواوي" من السوق الأميركية سيؤدي حتماً إلى حرمان المستهلكين من إمكانية الحصول على خدمات النطاق العريض الأكثر سرعة والأقل تكلفة كون "هواوي" بلا شك إحدى رواد هذا المجال على مستوى العالم. كما ستخسر قطاعات صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فرصة اكتساب عدة مليارات من الدولارات والآلاف من فرص العمل.

ومن خلال تواجدها في السوق الأميركية، عملت "هواوي" بشكل مباشر على توفير أكثر من 1,800 وظيفة في الولايات المتحدة واستثمرت 17٪ من ايراداتها من الولايات المتحدة في مجال البحث والتطوير على الصعيد المحلي، واستثمرت الشركة 230 مليون دولار في الولايات المتحدة في عام 2011.

ومنذ دخولها إلى سوق أميركا الشمالية في عام 2001، قامت "هواوي" بشراء تقنيات وخدمات تزيد قيمتها على 30 مليار دولار أميركي من 280 مورداً في الولايات المتحدة. وستؤدي عقود الشراء هذه إلى توفير الآلاف من فرص العمل ضمن صناعة التكنولوجيا المتطورة في الولايات المتحدة، وبالتالي، ستساهم "هواوي" في تنمية المجتمعات المحلية.

وتؤكد "هواوي" على التزامها بالأعمال التجارية العادلة والمنافسة النزيهة والمفتوحة في السوق، انطلاقاً من إيمان الشركة بأن تلك هي أسس استمرار وتطور نظام التجارة العالمي.

وإن حظر الشركات متعددة الجنسيات ذات الصفة القانونية من ممارسة الأعمال التجارية في سوق معينة، ليس منافياً لأصول المنافسة العادلة فحسب، ولكنه يهدد أيضاً بتقويض الأساس الذي يستند إليه نظام التجارة العالمي.

ولطالما آمنت "هواوي" بأن المنافسة المفتوحة والتعاون هما الأساس للنمو والتطور. وقد استفادت "هواوي" من المنافسة العادلة والتجارة الحرة والعولمة الاقتصادية، وسوف تستمر في الالتزام بالأعمال التجارية العادلة.

البحث والتطوير

تستثمر "هواوي" 12٪ من إيرادات مبيعاتها في مجال البحث والتطوير سنوياً. وقد تجاوزت استثماراتها في هذا المجال أكثر من 15 مليار دولار أميركي خلال السنوات العشر الماضية. كما قدمت "هواوي" أكثر من 40,000 طلب للحصول على براءات اختراع. وبالإضافة إلى ذلك، تدعم "هواوي" أسلوب دفع قيمة مالية مقابل استخدام حقوق الملكية الفكرية، حيث دفعت الشركة أكثر من 1,2 مليار دولار كرسوم امتياز.

وأثبتت "هواوي" مدى سلامة وجودة وأمان منتجاتها التي تستخدم في أكثر من 500 شبكة شركة اتصالات عبر أكثر من 140 دولة، حيث تخدم منتجات "هواوي" اليوم ما يقرب من 3 مليارات شخص حول العالم.

حملات الشركات المنافسة

إن التحقيق في أعمال "هواوي" وعملياتها التشغيلية القوية هي مجرد سحب دخان تهدف إلى تغطية السياسات الوقائية والممارسات المناهضة للمنافسة العادلة.

وقال مستشار في مؤسسة Ofcom الجهة التنظيمية المستقلة والسلطة التنافسية لصناعات الاتصالات في المملكة المتحدة: سمعت الكثير من الدعوات المعادية لشركة "هواوي"، ليس حقاً بسبب الخوف من الأعمال التي تمارسها الشركة.

ولكن هناك بعض الشركات المعينة التي تخشى على الأرجح من أن تفقد حصتها في السوق. إن الأدلة ضعيفة جداً، وأكرر اعتقادي بأن ذلك أحد الأساليب التي يمكن اللجوء إليها للدفاع عن مكانة معينة لبعض الشركات القديمة المنتجة لمعدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات".

أما ملخص وقائع محكمة الاستماع في قضية لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي ضد "هواوي" فكان نصه: من الواضح أن اللجنة لا تزال متشككة من "هواوي" وتستمر في ترويج الاعتقاد بأن "هواوي" تشكل تهديداً لشبكات الاتصال في الولايات المتحدة.

وحرصت "هواوي" طوال العام الماضي على تزويد لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي بكافة الحقائق والأرقام المطلوبة عن الشركة، وستواصل بكل انفتاح وبشفافية في سعيها لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي بالنسبة لتسليط الضوء على الوقائع الحقيقية التي يجب أن تؤول إليها نتائج التحقيق على ضوء التعاون الوثيق الذي أبدته مع اللجنة.

وتدرك "هواوي" أن اللجنة تعرضت لتأثيرات بفعل انتشار بعض المعلومات الخاطئة عن الشركة. كما تقر "هواوي" بأن استمرار مثل تلك المعلومات المضللة كان خطأها إلى حد ما، كونها كانت تركز اهتمامها على مدار السنوات العشر الماضية على الابتكار وخدمة العملاء دون الاهتمام كما يجب بحماية علامتها التجارية وتحسين صورتها. وذلك هو أحد الأسباب الجوهرية الذي دفع بـ "هواوي" للتعاون مع اللجنة بشكل وثيق خلال العام الماضي.

مخاوف بشأن «هواوي»

 تحظى سلامة عمليات "هواوي" ومستويات الجودة والأمن التي تتمتع بها حلول الشركة بالثقة في جميع أنحاء العالم. وبالرغم من ذلك، تدرك "هواوي" أن أي سلوك غير لائق قد يضر بسمعة الشركة وأن يوجه ضربة قاضية للعمليات التجارية للشركة. ومن هنا، فإن "هواوي" لم ولن تقبل المساومة على النجاح الذي حققته أعمالها التجارية حول العالم، ولا على سلامة شبكات عملائها، لمصلحة أي طرف ثالث؛ من الجهات الحكومية أو غيرها.

وعلاوة على ذلك، فإن المزاعم القائلة بإمكانية وجود نوع من التآمر من جانب "هواوي" للعبث بمعداتها الخاصة هو بلا شك ضرب من المستحيل. كما أن مبادئ ضمان الأمن في "هواوي"، وخاصة نهج الشركة المتمثل في "العيون الكثيرة والأيدي العديدة"، مصممة للحماية ضد أي نشاط من هذا القبيل، مهما كان وارداً أو محتملاً.

أعمال «هواوي» في المنطقة

 تتمثل الحقائق التي لا تقبل الجدل في أن سلامة عمليات "هواوي" ومستويات الجودة والأمن التي تتمتع بها حلول "هواوي" معروفة حول العالم عبر ما يقرب من 150 سوقاً ولدى أكثر من 500 مشغل اتصالات من عملاء الشركة، بما في ذلك شركات الاتصالات الوطنية في جميع أنحاء أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وافريقيا والأميركتين.

ويتمحور تركيز اللجنة حول التهديدات المتزايدة لأمن شبكات الاتصالات والبنية التحتية الحيوية.

وفي حين كان يركز تحقيق اللجنة على الشركات التي لديها مقرات رئيسية في الصين، فقد كرست "هواوي" نفسها خلال تلك الفترة الزمنية لمساعدة اللجنة على الوصول إلى فهم أفضل للحقائق المرتبطة بالشركة بحيث تحول اهتمامها نحو التحديات الفعلية والأوسع نطاقاً والتي نشأت نتيجة عولمة سلاسل التوريد في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.