شهدت سوق العملات المشفرة أداء سلبياً، خلال الأسبوع الثالث من ديسمبر، مع تراجع جماعي للعملات الرئيسة، بما يعكس حالة من الحذر، وسط غياب محفزات قوية، تدفع الأسعار لمواصلة الصعود بالوتيرة نفسها، التي شهدتها خلال العام.
وقادت «بتكوين»، أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية هذا التراجع بعد أن انخفضت بنحو 2.3 % على أساس أسبوعي، لتتراجع من مستوى 90,141 دولاراً إلى 88,061 دولاراً، ورغم أن الهبوط يبدو محدوداً نسبياً إلا أنه يحمل دلالة مهمة، إذ جاء بعد فشل العملة في الحفاظ على التداول أعلى مستوى 90 ألف دولار، وهو مستوى نفسي مهم للمستثمرين.
ويشير الأداء إلى أن السوق لا تزال تبحث عن توازن بين الرغبة في الصعود ومخاوف المبالغة في التسعير.
أما «إيثريوم»، ثاني أكبر العملات المشفرة، فقد سجلت تراجعاً أكبر نسبياً، بانخفاض بلغ 3.25 %، لتخسر نحو 100 دولار من قيمتها، خلال أسبوع واحد، لتستقر دون الـ 3 آلاف دولار. وجاء هذا الأداء في ظل تباطؤ الزخم الشرائي، مع اتجاه بعض المستثمرين إلى تقليص مراكزهم بعد المكاسب الأخيرة، خصوصاً في العملات الكبرى، التي كانت الوجهة الأولى للتدفقات الاستثمارية.
«سولانا» كانت من بين الأكثر تراجعاً بين العملات الرئيسية، حيث انخفضت بنحو 4.6 % إلى 125 دولاراً، متأثرة بحساسية أعلى تجاه موجات التصحيح، ويعكس هذا التراجع سلوكاً معتاداً في السوق، حيث تتعرض العملات التي حققت صعوداً قوياً في فترات سابقة لضغوط بيع أكبر عند أول إشارة ضعف في الاتجاه العام.
وعلى مستوى السوق ككل انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة من 3.16 تريليونات دولار في الأسبوع الماضي إلى نحو 3.07 تريليونات دولار هذا الأسبوع بخسارة تقترب من 90 مليار دولار.
في المقابل، تظل حالة الترقب مسيطرة على المتعاملين، في انتظار إشارات أوضح بشأن السياسة النقدية العالمية وتوجهات الفائدة، وهي عوامل لا تزال تلعب دوراً محورياً في شهية المخاطرة لدى المستثمرين، كما يراقب المستثمرون مستويات الدعم الرئيسية، التي قد تحدد ما إذا كان التصحيح الحالي مؤقتاً أم مقدمة لموجة هبوط أوسع.
