وتعكس حالة التماسك التي سيطرت على السوق قدراً نسبياً من الحذر المنهجي لدى المستثمرين، لا سيما مع اقتراب نهاية العام، حيث تتراجع شهية بناء مراكز جديدة واسعة النطاق، مقابل التركيز على إدارة المخاطر ومراقبة مسار السياسة النقدية الأمريكية خلال الربع الأول من العام المقبل، بعد إشارات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، خلال مؤتمره الصحافي عقب قرار الفائدة يوم الأربعاء الماضي.
وأنهت «بيتكوين»، أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، تعاملات الأسبوع على ارتفاع، إذ صعدت من مستوى إغلاقها في الأسبوع الماضي عند 89,415 دولاراً تقريباً إلى 90,320 دولاراً بنهاية الأسبوع، محققة مكاسب بلغت 905 دولارات، وبنسبة نمو تقارب 1.01%. ويعكس هذا الأداء عودة تدفّق السيولة نحو الأصول عالية المخاطر، مع تراجع الضغوط المرتبطة بتشديد الأوضاع المالية.
أما «إكس آر بي» فقد أنهت الأسبوع على تراجع نسبته 1.75%، و«دوجكوين»، بتراجع نسبته 2.84%. وعكست التعاملات «الهادئة نسبياً» في الأسبوع الثاني من ديسمبر حالة من التوازن الإيجابي في سوق العملات المشفّرة، مع ميل صعودي محدود، في انتظار مزيد من الإشارات من السياسة النقدية الأمريكية وبيانات الاقتصاد الكلي التي قد تحدد اتجاهات السوق خلال الأسابيع المتبقية من العام. وبلغت القيمة السوقية العالمية للعملات المشفرة، بنهاية تعاملات الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر، 3.16 تريليونات دولار، مقارنة مع 3.13 تريليونات دولار بنهاية الأسبوع الماضي.
وقد أسهم الاستقرار النسبي في أسواق الأسهم العالمية، إلى جانب غياب صدمات تنظيمية أو أمنية في سوق الأصول الرقمية، في دعم الاتجاه العرضي المائل للصعود، وهو ما حافظ على القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفّرة عند مستويات مرتفعة نسبياً، مع ترقب الأسواق أي محفزات جديدة قد تعيد تسريع وتيرة الزخم خلال الفترة المقبلة.
