يعتبر المحللون والمتابعون لأسواق المال أن فترة الصيف تتسم بالركود في حركة التداولات بسبب موسم الاجازات وتزامنها ايضا هذا العام مع شهر رمضان، غير أن التقرير الأسبوعي لشركة الفجر للأسواق المالية يعتبر أشهر الصيف وشهر رمضان من الفترات التي يحدث بها أهم مراحل الحركة السعرية في الأسواق المحلية.

وقالت المستشار الاقتصادي بشركة الفجر، مها كنز، في التقرير الأسبوعي حول أسواق المال المحلية: شهدت تلك الفترات تاريخيا - مؤشرات استباقية لتحديد حركة سوق الامارات لبقية العام. لذلك يتضمن هذا التقرير متابعة لحركة المؤشر العام لاسواق الامارات تاريخيا، وذلك بهدف ان يحسن المستثمرون استغلال الفرص المتاحة بالاسواق خلال فترة الركود.

وأضافت كنز: مرت اسواق الامارات بطفرتين سعريتين الاولى في عام 1998، والثانية في عام 2005. ولكن البيانات التاريخية لطفرة عام 1998 تم جمعها بالاجتهاد الشخصي، حيث لم تتوافر تلك البيانات من خلال الاسواق او هيئة الأوراق المالية والسلع. ولكن سوف يعرض التقرير ملاحظات من خلال مؤشر شركة الفجر على سبيل الاسترشاد فقط. وسيكون الاستدلال معتمدا على ما حدث في طفرة 2005. فقد أظهر مؤشر الفجر وصول السوق في طفرة عام 1998 الى الذروة في اغسطس عام 1998 بعدما حقق ارتفاعات سعرية تقارب 130 ٪ اثناء رحلة صعوده ، ثم بدأ التصحيح السعري لهذه الطفرة الى ان وصل الى القاع في يوليو عام 2001. وقد حدثت القمة والقاع التاريخيان لطفرة عام 1998 في أشهر الصيف.

طفرة عام 2005

وتابع التقرير: عقب وصول السوق الى القاع في طفرة 1998 شهد حالة من الاستقرار، فكانت نسب الارتفاع للمؤشر العام لسوق الامارات لعامي 2001 و 2002 تقف عند نسبة 12 ٪، ثم بدأت تتزايد نسب الارتفاع في المؤشر فسجل ارتفاعا بنسبة 32 ٪ في عام 2003. وفي أشهر الصيف لعام 2004 كان المؤشر محققا ارتفاعاً بنسبة تقارب ما حققه في عام 2003 بأكمله، وبعدها بدأ تحقيق قفزات سريعة وخاطفة وصلت بها نسبة الارتفاع الى 200 ٪ حينما بلغ القمة الاولى في يونيو 2005، ثم تأرجح صعودا وهبوطا خلال باقي اشهر الصيف وانهى رحلة الصعود بتسجيله قمته التاريخية فى نوفمبر 2005، والتي من بعدها بدأ التصحيح السعري لطفرة 2005.

وخلال هذا التصحيح ، سجل المؤشر قمة ثانوية في يونيو 2008، ومن بعدها ظل المؤشر يهبط بشكل سريع وخاطف الى ان وصل الى القاع في يناير 2009. وكانت القمم الثانوية لهذه الطفرة ايضا في أشهر الصيف، والقاع الاول في يناير 2009، والقاع الثاني في يناير 2012، فهل يكون القاع الاخير في أشهر هذا الصيف؟

دلالات الأداء صيفاً

وأضاف التقرير: من خلال هذا السياق نجد انه عندما بلغ الارتفاع في اشهر صيف عام 2004 نسبة 27.4 ٪، استكمل المؤشر صعوده وبشكل اكبر في الاشهر المتبقية من السنة، فكانت نسبة الارتفاع المحققة بها 40 ٪. كذلك ايضا في صيف 2007، عندما حقق المؤشر ارتفاعا بنسبة 10.6 ٪، أعقبه تحقيق ارتفاع بنسبة 37.6 ٪ لباقي اشهر العام. اما في حالة الانخفاض في اشهر الصيف، وقد كان ذلك في صيف عام 2006 عندما انخفض المؤشر بنسبة 6.3 ٪، فقد اعقبه انخفاض المؤشر في الاشهر المتبقية من العام بنسبة 13.6 ٪.

وكذلك في صيف عام 2008، عندما هبط المؤشر بنسبة 14 ٪، أعقبه هبوط حاد وعنيف للمؤشر لبقية الاشهر من العام بنسبة 52 ٪. أما عندما بلغت نسبة الارتفاع في المؤشر في اشهر الصيف 3.6 ٪، كما حدث في صيف عام 2005، فقد كانت نسبة الارتفاع في الاشهر المتبقية 2.3 ٪، وكان هذا عندما تشكلت القمة الثانوية لطفرة عام 2005، والتي كانت في يونيو 2005، بعدها ظل المؤشر يتأرجح بشكل كبير خلال باقي اشهر الصيف دلاله على حالة التشبع، ثم استكمل صعوده بشكل طفيف ليحقق قمته التاريخية في أكتوبر 2005.

ارتباط

 

خلص التقرير الأسبوعي لشركة الفجر للأسواق المالية، من خلال رصد الارتباط بين أداء أسواق المال المحلية خلال موسم الصيف وأدائها في بقية شهور العام، إلى أنه اذا كان الاداء خلال فترة الصيف ايجابيا، فإن هذا يعني انه مقدمة لان يكون القادم أفضل اداءً مما كان عليه في أشهر الصيف، والعكس بالعكس، اذا كان الاداء سلبيا في أشهر الصيف سيكون سلبيا بشكل أكبر في الاشهر التالية من العام. وعندما يكون السوق في حالة من الاستقرار النسبي فان هذا مؤشر استباقي على حالة من التشبع ووصول السوق الى قمة أو قاع.