توقع رئيس جمعية المحللين الماليين المعتمدين في الإمارات يعقوب نسيبة أن تقوم هيئة الاوراق المالية والسلع خلال العامين المقبلين بوضع مقاييس ومعايير الترخيص بمزاولة مهنة المحلل الماليين، مؤكدا على أن وضع مثل هذه المقاييس من شأنه أن يسهم في ترسيخ مكانة الدولة كمركز مالي إقليمي من خلال وجود كوادر كفؤة في مجال الصناعة المالية، شارحا بأن الهيئة باتت منوطة الآن بمسؤولية منح تراخيص مزاولة مهنة المحلل المالي ،وأن وضع وتصميم مقاييس في هذا الخصوص ليس بالمسألة الهينة والبسيطة، حيث تحتاج عمليات التحضير والإعداد الكثير من الوقت.

جاء ذلك خلال احتفال معهد المحللين الماليين المعتمدين CFA، بالذكرى الخمسين لإطلاق برنامج المحلل المالي المعتمد CFA، من خلال استضافة مراسم الافتتاح المشترك لجلسة التداول في سوق دبي المالي وناسداك دبي.

وقال نسيبة في تصريحات صحفية أمس إن مقاييس مزاولة مهنة التحليل المالي في دولة الامارات تتحدد في المرحلة الحالية بناء على مواصفات وشروط التوظيف التي تضعها الشركات في هذا المجال أكثر مما تعتمد على مقاييس موحدة تشرف هيئة الأوراق المالية والسلع على تطبيقها ،مشيرا إلى أن الهيئة تعمل في الوقت الحالي على وضع شروط ومقاييس الترخيص لمزاولة مهنة المحلل المالي.

وأوضح يعقوب نسيبة أن هناك تعاونا بين معهد المحللين الماليين المعتمدين وهيئة الأوراق المالية والسلع يعود تاريخه إلى أربع سنوات مضت وبموجبه تستعين الثانية بمعايير وبرامج موضوعة من قبل معهد المحللين الماليين لدى وضعها اختبارات الترخيص لمزاولة مهنة المحلل المالي ، حيث أبرم الجانبان مذكرة تفاهم في العام 2008 تنص على إعفاء المتقدمين للحصول على ترخيص مزاولة مهنة التحليل المالي وإدارة المحافظ المالية من اجتياز الاختبارات الخاصة بذلك في حال حيازتهم شهادات التخرج من المعهد ، ولفت إلى أن مذكرة التفاهم هذه تماثل اتفاقيات التعاون الموقعة بين المعهد والعديد من الجهات التنظيمية في مراكز المال العالمية كلندن ونيويورك.

وذكر أن إجمالي عدد خريجي معهد المحللين الماليين المعتمدين في الإمارات بلغ نحو 500 خريج على مدى السنوات العشر التالية على تأسيسه، حيث تشكل برامجه المعتمدة عاملا رئيسيا مهما في إعداد وتطوير محللين ماليين يتميزون بالكفاءة والمصداقية من الناحيتين الأخلاقية والمهنية ،حيث يستلزم أن يتوافر في ممارسي مهنة التحليل المالي مقاييس ومعايير أخلاقية ومهنية تعزز أهليتهم وجدارتهم في إعطاء نصائح وتوصيات مالية تحقق صالح العملاء.

أفضل الممارسات

وتوجه يعقوب نسيبة بالشكر لمستضيفيه العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لسوق دبي المالي عيسى كاظم، والرئيس التنفيذي لناسداك دبي جيف سينغر، وقال: تتبوأ الإمارات مكانتها إلى جانب المراكز المالية الرئيسية في العالم من خلال المساعدة في الاحتفال بالذكرى الخمسين لإطلاق برنامج المحلل المالي المعتمد CFA.

يعبّر هذا اليوم عمّا حققه معهد المحللين الماليين المعتمدين (CFA) خلال نصف القرن الماضي، كما يعبّر عن الدور المهم الذي يضطلع به في العمل مع الحكومات والمشرعين وأسواق المال والشركات التجارية في المساعدة على تنمية وتطوير أفضل الممارسات العالمية. ومع استمرار الاقتصاد العالمي في النمو والنضوج، فقد أعادت الأزمة المالية الحالية التأكيد على أهمية الأخلاق والتعليم والحوكمة الجيدة للشركات في الأسواق المالية".

التميز المهني

وقال عيسى كاظم العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لسوق دبي المالي:" يسعد سوق دبي المالي مشاركة معهد المحللين الماليين المعتمدين احتفاله بالذكري الخمسين لبرنامج المحلل المالي المعتمد.

ويعكس اهتمامنا بالمشاركة في هذه الاحتفالية إدراكنا التام للدور الحيوي الذي يلعبه المعهد في تحقيق أعلى معدلات التميز المهني في القطاع المالي، وقبل هذا وذاك يمثل اختيار دبي ضمن المراكز المالية الرئيسية حول العالم التي تستضيف هذه الاحتفالية اعترافاً واضحاً بما حققته الإمارة من انجازات وبمكانتها الرائدة كمركز رئيسي وحيوي لأسواق المال على المستوى الإقليمي."

وقال جيف سينغر، الرئيس التنفيذي لبورصة ناسداك دبي: "يضطلع كل من التدريب المالي والثقافة المالية بدور متزايد في توَّسع الأسواق المالية الإماراتية ونضوجها.

بصفتها بورصة عالمية في المنطقة، تثني ناسداك دبي على معهد المحللين الماليين المعتمدين (CFA) الذي ساهمت أنشطته في توسيع المعرفة الفنية لدى المشاركين من ناحية ورفع المعايير الأخلاقية من ناحية أخرى. وتلتزم ناسداك دبي بتعزيز الثقافة المالية على كافة مستوياتها لدعم نمو الاقتصاد الإماراتي وذلك بمختلف الوسائل ومن ضمنها دورات تدريبية من تنظيمها".