عاد التراجع إلى مؤشرات أسواق المال المحلية بعد التحسن المسجل أول من أمس وذلك تحت ضغط من استعجال جني الأرباح من قبل المضاربين خاصة على أسهم العقار المدرجة في السوقين ما حرمها مؤقتاً من تعزيز مكاسبها وبناء مراكز سعرية جديدة، وخسرت القيمة السوقية لأسهم الشركات المتداولة نحو 2 مليار درهم من إجمالي قيمتها التي أغلقت عند مستوى 374.2 مليار درهم .
وكانت الأسهم قد فتحت على انخفاض منذ بداية انطلاق التعاملات وارتفعت وتيرة التراجع بمرور الوقت لكن الساعة الأخيرة من عمر الجلسة شهدت عودة ظهور بعض طلبات الشراء التي ساهمت في تقليص خسائر المؤشرات العامة في السوقين. ويظهر الرصد اليومي لحركة المؤشرات تراجع المؤشر العام لسوق دبي المالي بنسبة 0.38 % الى 1672 نقطة، في حين هبط المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية إلى مستوى 2532 نقطة وبنسبة 0.58% مقارنة مع جلسة أمس الأول.
السيولة المتداولة
ومع عودة السلبية الى التعاملات فقد شهدت احجام السيولة المتداولة انخفاضاً مقارنة مع ما هو مسجل في جلسة يوم الثلاثاء ولم تتجاوز قيمة الصفقات المنفذة في السوقين 341 مليون درهم ووصل عدد الأسهم المتداولة 241 مليون سهم نفذت من خلال 3782 صفقة. وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع بنسبة -0.53% ليغلق على 2531 نقطة. ووصل عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 58 من أصل 127 شركة مدرجة في الأسواق المالية.
وحققت أسعار أسهم 10 شركة ارتفاعاً في حين انخفضت أسعار أسهم 37 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات. وجاء سهم «شركة إعمار العقارية» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، حيث تم تداول ما قيمته 47.9 مليون درهم موزعة على 14.86 مليون سهم من خلال 352 صفقة. وحل سهم «شركة أرابتك القابضة» في المركز الثاني حيث تم تداول ما قيمته 29.78 مليون درهم موزعة على 8.67 ملايين سهم من خلال 305 صفقات.
سوق دبي
كان التراجع في سوق دبي سيد الموقف لأكثر من 3 ساعات وبنسب متفاوتة على حركة غالبية الأسهم الا ان الساعة الأخيرة شهدت ظهور بعض طلبات الشراء ما قلص من خسائر المؤشرات التي وبرغم انخفاضها إلا انها ما زالت عند مستويات قوية في حال تم فهم عملية التصحيح التي سجلها السوق بأنها أمر طبيعي خاصة في ظل غياب المحفزات في الوقت الراهن من جهة وسيطرة عمليات المضاربة على الجزء الأكبر من التداولات من جهة اخرى.
وقبل انطلاق الجلسة كان واضحاً ان الأسهم في طريقها للانخفاض نظراً للفارق بين اسعار العروض واغلاق الجلسة السابقة وهو ما حدث فعلاً حيث تراجع السوق تحت ضغط من عمليات البيع التي نفذت على الأسهم الثقيلة وفي مقدمتها بالطبع اسهم العقار والاتصالات، في حين حاولت بعض اسهم البنوك تعويض الخسائر التي تكبدتها في السابق.
ويظهر استعراض حركة الأسهم بحسب القطاعات انخفاض سهم اعمار الى 3.23 دراهم وبمقدار فلسين، في حين هبط سهم ارابتك الى 3.37 دراهم قبل ان يعود لتقليص خسائره ويغلق عن مستوى 3.42 دراهم وسط استمرار التداولات الجيدة على السهمين. كما ساهم الأداء السلبي لسهم بنك الإمارات دبي الوطني المتراجع الى 2.83 درهم في الضغط على الأداء العام لسوق دبي المالي.
وواصل سهم تبريد خسارة المزيد من قيمته مغلقاً عند مستوى 1.33 درهم إلى جانب سهم السوق إلى 1.20 درهم ودريك اند سكل إلى درهم واحد وتمويل إلى 1.34 درهم، في حين عاد سهم بنك دبي الإسلامي إلى مستوى درهمين بعدما كان تخلى عنه أمس الأول ولم يطرأ تغيير على سعر سهم الاتصالات المتكاملة المغلق عند 3.16 دراهم رغم محاوته تعزيز مكاسبه المتحققة في اليومين الماضيين لكنه فشل في ذلك.
وشملت قائمة الأسهم الحمراء بحسب الرصد اليومي سهم سلامة المنخفض الى 0.767 درهم وسهم دبي للاستثمار الى 88 فلساً والاتحاد العقارية الى 0.478 درهم وديار للتطوير العقاري إلى 0.406 درهم وعادت السلبية إلى أسهم التأمين التكافلي بقيادة سهم تكافل الإمارات الهابط إلى 0.654 درهم إلى جانب سهم دار التكافل الى 69 فلساً وكذلك سهم امان الى 0.787 درهم.
هوامش محدودة
وبعكس ذلك فقد نجحت بعض الأسهم بتحقيق مكاسب لكن ضمن هوامش محدودة ومن ضمنها سهم طيران العربية المرتفع الى 0.721 درهم وارتفع سهم ارامكس الى 1.82 درهم.
ونتيجة لهذا الأداء فقد اغلق المؤشر العام لسوق دبي المالي عند مستوى 1672 نقطة بانخفاض نسبته 0.38% مقارنة مع الجلسة السابقة.
وفيما يتعلق بأحجام السيولة فقد تراجعت مقارنة مع يوم أمس الأول حيث بلغت قيمة الصفقات المبرمة 238 مليون درهم ووصل عدد الأسهم المتداولة إلى 177 مليون سهم نفذت من خلال 2849 صفقة.
وكان من الطبيعي في ظل هذا الوضع عودة الأسهم الخاسرة للتوفق على الرابحة، حيث تراجعت اسعار اسهم 21 شركة من إجمالي اسهم 28 شركة جرى تداولها في السوق مقابل ارتفاع أسعار أسهم 5 شركات فقط واستقرار أسعار أسهم شركتين عند مستوياتهما السابقة.
وعلى مستوى تعاملات أسهم بورصة ناسداك المعروضة من خلال منصة سوق دبي المالي فقد عاد التداول ليقتصر على سهم موانئ دبي العالمية الذي سجل تحسناً مرتفعاً الى مستوى 11.75 دولاراً.
سوق أبوظبي
لم يكن سوق أبوظبي افضل حالاً، حيث عاد التراجع الى الأداء العام نتيجة السلبية التي وسمت من جديد حركة اسهم العقار والبنوك الى جانب استمرار خسارة سهم اتصالات المنخفض الى 8.63 دراهم، وأغلق المؤشر العام لسوق العاصمة عند مستوى 2532 نقطة بتراجع نسبته 0.58% مقارنة مع جلسة أمس الأول.
وكانت اسهم البنوك الأكثر سلبية من بين بقية القطاعات، حيث تراجع سهم بنك أبوظبي التجاري إلى 3.24 دراهم وبنك الشارقة الى 1.69 درهم كما هبط سهم بنك الخليج الأول الى 9.42 دراهم الى جانب سهم بنك أبوظبي الوطني الى 8.67 دراهم وبنك الاتحاد الوطني الى دون مستوى 3 دراهم مغلقاً عند 2.97 درهم، فيما خالف سهم مصرف أبوظبي الإسلامي الاتجاه العام للقطاع مرتفعاً الى 3.51 دراهم وكذلك سهم بنك الشارقة الإسلامي الى 90 فلساً.
وفي قطاع العقار عادت الأسهم أيضاً لخسارة المكاسب التي حققتها امس الأول بقيادة الدار المنخفض الى 1.18 درهم وهو نفس السعر الذي بلغه سهم صروح، كما هبط سهم رأس الخيمة العقارية الى مستوى 41 فلساً الى جانب سهم اشراق العقارية الى 32 فلساً. أما في قطاع الطاقة فقد سيطر الهدوء المائل للتراجع الطفيف وفيما انخفض سهم أبوظبي للطاقة الى 1.034 درهم وحافظ سهم الدانة غاز على سعره عند مستوى 49 فلساً.
وبرغم التراجع المسجل في سوق أبوظبي فقد استمرت أحجام السيولة عند مستويات جيدة وبلغت قيمة التداول 103 ملايين درهم فيما وصل عدد الأسهم المتداولة 64 مليون سهم نفذت من خلال 933 صفقة . ومن إجمالي أسهم 30 شركة جرى تداولها في السوق تراجعت اسعار أسهم 16 شركة في حين ارتفعت أسعار أسهم 5 شركات واستقرت اسعار أسهم 9 شركات دون تغيير.
