في إندونيسيا وتايلاند والفلبين، سيطر لاعبو التجارة الإلكترونية الصينيون بسرعة على حوالي نصف سوق التسوق الإلكتروني، وفقاً لتقرير صادر عن شركة باين آند كومباني يوم الخميس.

وأضافت الشركة الاستشارية: «بعيداً عن الانهيار بسبب الرسوم الجمركية، يدخل تدويل تجارة التجزئة الصينية مرحلة جديدة».

تأتي هذه النتائج في الوقت الذي توسّع فيه الشركات فعاليات يوم العزاب من الصين، إلى المزيد من الدول هذا العام.

ونجد أن علي بابا ومتجر تيك توك التابع لشركة بايت دانس، هما مجرد مثال على شركات التجارة الإلكترونية الصينية التي سيطرت بسرعة على حوالي نصف سوق التسوق عبر الإنترنت، في العديد من دول جنوب شرق آسيا، وفقاً لشركة الاستشارات باين آند كومباني، في تقرير صدر يوم الخميس.

في إندونيسيا وتايلاند والفلبين، أظهرت بيانات عام 2024، أن شركات التسوق عبر الإنترنت الصينية - مثل شي إن وتيمو، التابعة لشركة بي دي دي - تمثل ما يقرب من 50 ٪ من سوق التجارة الإلكترونية المحلية، وفقاً للتقرير. أشارت الدراسة إلى أن الشركات الصينية قد اكتسبت موطئ قدم في سوق التجارة الإلكترونية المتنامية في دول مثل الولايات المتحدة إلى البرازيل.

وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي تُسرّع فيه الشركات الصينية توسعها العالمي، وسط تباطؤ النمو الاقتصادي المحلي، وعلى الرغم من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وأشار التقرير إلى أن «تدويل تجارة التجزئة الصينية لم يُقضَ عليه بالرسوم الجمركية، بل دخل مرحلة جديدة». وأشار مؤلفو التقرير، إلى أن البائعين الصينيين يميلون حتى الآن إلى تحقيق أداء أفضل «في الأسواق ذات القوة الشرائية المنخفضة عبر الإنترنت».

وأشارت باين إلى أن موقع تاوباو التابع لشركة علي بابا، يُوسّع نطاق عروض التسوق الخاصة بيوم العزاب، ليشمل 20 منطقة هذا العام، ما يعني أن أكبر حدث تسوق في العالم لم يعد عاملاً يقتصر على الصين فحسب، بل يشمل أيضاً الأسواق التي عززت فيها منافستها أمازون مبيعاتها في الجمعة السوداء.

ولم يتضح بعد مدى الترويج ليوم العزاب خارج الصين في السنوات الماضية. لكن هذا التزايد حديث. فقد أعلن موقع تاوباو في ماليزيا العام الماضي، أنه سيكون أول من يُروّج لحدث التسوق باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى الصينية. أعلن قسم التجارة الرقمية الدولية في علي بابا، والمُسمى «مجموعة التجارة الرقمية الدولية»، عن نمو إيراداته بنسبة 19 % على أساس سنوي خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 يونيو، لتصل إلى 34.74 مليار يوان (4.85 مليارات دولار).

وكان هذا أعلى بقليل من إيرادات وحدة الحوسبة السحابية التابعة للشركة، ولكنه لا يزال أقل بكثير من إيرادات أعمال التجارة الإلكترونية التابعة لعلي بابا في الصين، والتي بلغت 140.07 مليار يوان، والتي شهدت نمواً أبطأ بنسبة 10 %. وعلى غرار أمازون، يفتح التجار حسابات على منصات علي بابا للبيع مباشرةً للمستهلكين.

ومن المؤشرات على سرعة توسع البائعين الصينيين في مبيعاتهم عبر الإنترنت في الخارج أرقام التمويل.

في غضون عام واحد فقط، سهّلت منصة «فند بارك»، FundPark الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، قروضاً بقيمة 3 مليارات دولار للشركات الصينية الصغيرة للتجارة الإلكترونية في الخارج - في حين استغرقت الشركة سابقاً ست سنوات لإقراض نفس المبلغ، وفقاً لما ذكره أنسون سوين المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي، لشبكة «سي إن بي سي».

تُقيّم منصة «فند بارك»، التي حصلت على تمويل بقيمة 750 مليون دولار من جولدمان ساكس وإتش إس بي سي، حجم التمويل الذي يمكن للتجار الصغار اقتراضه باستخدام تحليل البيانات القائم على التكنولوجيا. وأعلنت الشركة الناشئة يوم الثلاثاء، أنها جمعت 71 مليون دولار، لدعم أداتها الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي «للتمويل الديناميكي»، الذي يُمكن أن يُساعد التجار على تجاوز تقلبات التعريفات الجمركية.

دروس مستفادة

أشار محللو باين إلى أن جزءاً من نجاح شركات التجارة الإلكترونية الصينية، يأتي من الدروس المستفادة في سوقها المحلي، والتي تُدمج البث المباشر والابتكار السريع للمنتجات والخدمات اللوجستية السريعة.

في الواقع، أغلقت أمازون سوقها في الصين عام 2019، وسط منافسة متزايدة من الشركات المحلية.

بيئة تدريب خصبة

وأشارت باين إلى أن سوق التجارة الإلكترونية الصيني، الذي بلغت قيمته الإجمالية للبضائع المباعة 2.32 مليار دولار العام الماضي، يُمثل أكثر من ضعف حجم سوق الولايات المتحدة، الذي بلغ حجمه الإجمالي للبضائع المباعة 1.05 مليار دولار العام الماضي. القيمة الإجمالية للسلع (GMV)، هي مقياس للمبيعات على منصة للتجارة الإلكترونية على مدى فترة زمنية.

في جنوب شرق آسيا، كانت إندونيسيا أكبر سوق، حيث بلغت قيمتها الإجمالية للسلع في التجارة الإلكترونية، 62 مليار دولار العام الماضي، بينما سجلت كل من تايلاند وفيتنام 30 مليار دولار، وفقاً لشركة باين. وبلغت القيمة الإجمالية للسلع في الفلبين 20 مليار دولار في عام 2024، بينما كانت سنغافورة أقل بكثير، حيث بلغت 8.55 مليارات دولار فقط.

لكن النمو في جميع الأسواق الصينية ليس بالأمر السهل.

أشارت شركة باين إلى أن شركة لازادا التابعة لشركة علي بابا، قد خسرت حصتها السوقية في سنغافورة لصالح شركة شوبي المحلية، بينما لا تزال أمازون ووول مارت، تهيمنان على السوق الأمريكية.

في حين تتقاسم كل من بي دي دي وعلي بابا وبايت دانس معظم السوق الصينية، فإن الوضع في الولايات المتحدة مختلف تماماً، حيث تُظهر بيانات باين أن شركات التجارة الإلكترونية غير الصينية، استحوذت على ما يقرب من 95 % من السوق.

وأعلنت أمازون عن مبيعات صافية في أمريكا الشمالية بلغت 100.1 مليار دولار أمريكي، في الربع المنتهي في 30 يونيو، بينما بلغت المبيعات الدولية 36.76 مليار دولار أمريكي، ما يعني أن عملاق التجارة الإلكترونية الأمريكي، لا يزال يحقق مبيعات صافية أعلى من علي بابا محلياً ودولياً. ومن المقرر أن يعلن عملاق التجارة الإلكترونية الأمريكي، عن أرباحه يوم الخميس، بالتوقيت المحلي.

كما أعلنت وول مارت عن مبيعات عبر الإنترنت في الولايات المتحدة بقيمة 23.7 مليار دولار أمريكي في الربع المنتهي في 31 يوليو، و8.3 مليارات دولار أمريكي في الخارج - بزيادة قدرها 22 % عن العام الماضي، وفقاً لحسابات CNBC.