انخفضت أسعار النفط بأكثر من 1%، أمس، بعد أن وضع مسؤولون اقتصاديون أمريكيون وصينيون إطار عمل لاتفاقية التجارة، ما خفف المخاوف من أن الرسوم الجمركية وقيود التصدير بين أكبر مستهلكين للنفط في العالم قد تؤثر سلباً على النمو الاقتصادي العالمي.
وصرح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، أمس، بأن مسؤولين أمريكيين وصينيين توصلوا إلى «إطار عمل جوهري» لاتفاقية تجارية من شأنها تجنب الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 100% على السلع الصينية وتحقيق تأجيل لضوابط تصدير المعادن النادرة الصينية في مناقشات تجارية وشيكة هذا الأسبوع.
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 75 سنتاً، أو 1.1%، لتصل إلى 65.19 دولاراً للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 71 سنتاً، أو حوالي 1.2%، لتصل إلى 60.79 دولاراً أمريكياً.
وصرح توني سيكامور، محلل السوق في شركة آي جي، بأن إطار العمل الخاص باتفاقية التجارة يُخفف المخاوف من أن روسيا قد تُعوّض عن العقوبات الأمريكية الجديدة، التي تستهدف روسنفت ولوك أويل، من خلال تقديم خصومات أكبر واستخدام أساطيل النفط غير الرسمية لجذب المشترين.
وصرح يانغ آن، محلل شركة هايتونغ للأوراق المالية: «مع ذلك، إذا كانت العقوبات على قطاع الطاقة الروسي أقل فعالية من المتوقع، فقد تعود ضغوط فائض المعروض إلى السوق».
وفي الوقت نفسه، قال وزير النفط العراقي حيان عبدالغني إن العراق، أكبر مُنتج مُفرط في منظمة أوبك، يُجري مفاوضات بشأن حجم حصته في حدود طاقته الإنتاجية المتاحة البالغة 5.5 ملايين برميل يومياً.
وكانت المنظمة، التي تُنتج حوالي نصف نفط العالم، قد غيّرت مسارها هذا العام لاستعادة حصتها السوقية، وأسهمت جزئياً في الحفاظ على استقرار أسعار النفط.
في الأسبوع الماضي، ارتفع خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 8.9% و7.7% على التوالي، على خلفية العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا.
وقال جون إيفانز، المحلل في شركة بي في إم أويل أسوشيتس: «لسنا متأكدين من أن مخاطر العقوبات الروسية قد رصدت.
التحركات التي شهدناها في أواخر الأسبوع الماضي جاءت بالتأكيد رد فعل على التغيير المفاجئ في موقف الإدارة الأمريكية (بشأن روسيا)، وكيف أن السوق كان على الأرجح متأثراً بالهبوط بشكل مفرط».
توقعت وكالة الطاقة الدولية أن تشهد أسعار النفط «تراجعاً تدريجياً» نتيجة وفرة الإمدادات.
واستبعد فاتح بيرول، المدير التنفيذي للوكالة، في مقابلة مع جينيفر زاباساجا على شاشة «تلفزيون بلومبرغ»: «حدوث اضطراب كبير في أسواق النفط، بفضل زيادة الإنتاج القادمة من الأمريكتين، وتغيير تحالف أوبك+ سياسته نحو زيادة المعروض، إلى جانب تباطؤ نمو الطلب.
ونتيجة لهذه العوامل، أتوقع أسعار نفط معتدلة في الأيام والأسابيع المقبلة».
بيرول أضاف أن التكهنات بشأن احتمال توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق تجاري هذا الأسبوع ستمنح أسعار النفط «دفعة طفيفة» فقط، ما لم تقع أحداث جيوسياسية كبرى أخرى.
فائض نفط الأمريكتين
أوضح بيرول أن سوق النفط ستشهد فائضاً في المعروض مع تجاوز إنتاج «خماسية الأمريكتين» وهي الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وغيانا والأرجنتين، وتيرة نمو الطلب، في ظل تحول الصين بعيداً عن الصناعات الثقيلة والمركبات العاملة بالاحتراق الداخلي.
وكانت الوكالة قد رفعت في وقت سابق من الشهر الجاري تقديراتها للفائض القياسي المتوقع في عام 2026.
وقفزت أسعار النفط الخام بنحو 8% الأسبوع الماضي بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على أكبر منتجي روسيا، ما أثار مخاوف بشأن تدفق الإمدادات الفعلية.
وأعلنت مصافي النفط في الهند، وهي من أبرز أسواق الخام الروسي، أنها ستتوقف عن الشراء، فيما أبدى بعض نظرائهم في الصين حالة من القلق الشديد.