سجلت أسعار الذهب ذروة قياسية، الثلاثاء، مدعومة بتراجع الدولار قبيل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) هذا الأسبوع وسط توقعات كبيرة بخفض أسعار الفائدة.
وانخفض الدولار، إلى أدنى مستوى في شهرين ونصف الشهر مقابل اليورو وفي 10 أشهر أمام الدولار الأسترالي شديد التأثر بالمخاطر مع زيادة الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيخفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع وسيعقب ذلك تخفيضات أخرى.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.5 بالمئة إلى 3696.02 دولاراً للأوقية (الأونصة) خلال التداولات، بعد أن سجل ذروة قياسية عند 3697.70 دولاراً في وقت سابق من الجلسة.
وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.4 بالمئة تسليم ديسمبر إلى 3733.80 دولاراً.
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى بنك يو. بي. إس «ضعف الدولار يلعب دوراً لكن الأمر مرتبط برمته بتوقعات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة هذا الأسبوع».
وذكر متداولون وخبراء على هامش مؤتمر الذهب في الهند المنعقد في نيودلهي أن الارتفاع القوي للذهب إلى مستويات قياسية متتالية يُظهر مؤشرات على الاستمرار حتى نهاية عام 2025، ولكن من المرجح أن يشهد تصحيحاً جيداً قبل أن يتجاوز حاجز 4000 دولار للأوقية في عام 2026.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 42.69 دولاراً للأوقية، وارتفع البلاتين 0.1 بالمئة إلى 1402.39 دولار. وازداد البلاديوم 0.9 بالمئة إلى 1194.43 دولاراً.
الدولار والعملات
وتراجع الدولار ليقترب من أدنى مستوى في أكثر من شهرين مقابل الجنيه الإسترليني بعد أن دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً إلى تيسير السياسة النقدية بشدة.
وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، إلى 97.161 نقطة ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 24 يوليو.
وارتفع اليورو 0.23 بالمئة إلى 1.1787 دولار، ليصل إلى مستوى لم يُسجل منذ 24 يوليو، قبل صدور بيانات استطلاع يجريه معهد زد. إي. دبليو الألماني للأبحاث الاقتصادية وبيانات عن تضخم أسعار المستهلكين في إيطاليا.
وصعد الجنيه الإسترليني 0.19 بالمئة إلى 1.3624 دولار لأول مرة منذ الثامن من يوليو. ومن المقرر صدور بيانات التوظيف البريطانية الثلاثاء قبل إعلان بنك انجلترا عن سياسته يوم الخميس، ولا يتوقع حدوث أي تغيير فيها.
وزاد الدولار الأسترالي إلى 0.6677 دولار أمريكي، وهو أعلى مستوى له منذ الثامن من نوفمبر، مع اقتفاء أسواق الأسهم الآسيوية عموماً وول ستريت التي حققت مكاسب خلال الليل.
وانخفض الدولار 0.3 بالمئة أمام العملة اليابانية إلى 146.975 يناً. وسيحدد بنك اليابان سياسته النقدية يوم الجمعة. ويتوقع خبراء اقتصاد على نطاق واسع أن البنك المركزي لن يرفع أسعار الفائدة هذه المرة.
توقعات الفائدة
وتظهر أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي. إم. إي أن المتعاملين يتوقعون خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس الأربعاء في نهاية اجتماع مجلس الاحتياطي الذي يستمر يومين، مع وجود فرصة ضئيلة لخفض بمقدار 50 نقطة أساس.
ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الاثنين رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول إلى إجراء خفض «أكبر» لأسعار الفائدة.
وقال كارلو ألبرتو دي كاسا وهو محلل خارجي في مجموعة سويسكوت المصرفية إن المتداولين يراهنون على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيواصل خفض أسعار الفائدة العام المقبل وهو ما يدعم أسعار الذهب أيضاً.
وعادة ما يتجه الذهب الذي لا يدر عائداً إلى تحقيق أداء جيد في ظل أسعار الفائدة المنخفضة.
وقال ستونوفو «من المفترض أن نشهد تقلبات أعلى عند صدور بيان الاحتياطي الاتحادي، خصوصاً إذا رأى المشاركون في السوق أن خفض الفائدة يأتي مصحوباً بلهجة تميل للتشديد. ولكن مع رغبة ترامب في رؤية معدلات فائدة أقل، فأنا أعتقد أن الذهب سيواصل الارتفاع خلال الأشهر المقبلة».
في غضون ذلك، رفضت محكمة استئناف أمريكية الاثنين السماح لترامب بإقالة ليسا كوك عضو مجلس الاحتياطي الاتحادي من منصبها، في أحدث خطوة في معركة قضائية تهدد استقلالية البنك المركزي.
ومن المتوقع أن يصل إجمالي التخفيضات إلى 67 نقطة أساس حتى نهاية هذا العام، لترتفع إلى 81 نقطة أساس بنهاية يناير.
وكانت البيانات التي أظهرت تراجعاً سريعاً في سوق العمل هي المحرك الرئيسي لزيادة الرهانات في الأسابيع القليلة الماضية على تيسير السياسة النقدية، مما أدى إلى انخفاض الدولار وعوائد السندات مع ارتفاع أسعار الأسهم وتسجيل وول ستريت أرقاماً قياسية جديدة الاثنين.
وقال كريس ويستون رئيس قسم الأبحاث في بيبرستون «هناك اعتقاد متزايد بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي متأخر عن الركب ويحتاج إلى تكثيف الجهود لخفض أسعار الفائدة إلى مستوى محايد».
وأضاف «وزن رأس المال يقترب أكثر فأكثر من موقف تتفق فيه الآراء على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيخفض أسعار الفائدة ليس فقط في اجتماع سبتمبر، وإنما في أكتوبر وديسمبر، وربما في يناير أيضاً».
