تراهن بوينغ بشكل كبير على برايان يوتكو، مهندس طيران يبلغ من العمر 39 عاماً، في إطار سعي الشركة إلى إعادة بناء سمعتها وتعزيز تنافسيتها في سوق الطيران العالمي، من خلال مشروع إطلاق طائرة جديدة ثورية تتفوق على منافسيها، ومن المرجح أن تبلغ قيمة هذا المشروع 25 مليار دولار.

عُيّن يوتكو رئيساً لتطوير منتجات الطائرات التجارية في بوينغ وهو القسم المسؤول عن تحسين نماذج الطائرات الحالية وقيادة تطوير طائرات جديدة كلياً وتحقق إيرادات سنوية تُقدر بنحو 45 مليار دولار أمريكي، وهي وحدة أساسية في جهود بوينغ للتعافي .

تحول استراتيجي

يعكس تعيين يوتكو تحولاً استراتيجياً في عهد الرئيس التنفيذي الجديد كيلي أورتبيرج، الذي نجح بالفعل في إبرام اتفاقية عمل رئيسية مع نقابة عمال الماكينات، وتجنب الملاحقة الجنائية في حادثي تحطم طائرتي بوينج 737 ماكس عامي 2018 و2019، وساهم في زيادة معدلات إنتاج طراز ماكس.

وتُعتبر خبرة يوتكو في برنامج هندسة الطيران والفضاء بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث ركز على تحسين كفاءة الطيران وخفض الانبعاثات، بمثابة عودة إلى جذور بوينج في الابتكار الهندسي، ووصف مستشاره السابق، ر. جون هانسمان، هذا التعيين بأنه دليل على أن بوينج تعيد إعطاء الأولوية للتميز التقني.

تميزت مسيرة يوتكو المهنية بتركيزه الدؤوب على الابتكار والتطبيق العملي، كطالب دراسات عليا، حلل بيانات الرحلات الجوية باستخدام لغات برمجة قديمة مثل فورتران لاكتشاف استراتيجيات لتوفير الوقود، بما في ذلك الطيران بسرعات أبطأ وإحالة الطائرات القديمة إلى التقاعد مبكراً، كما أمضى سنوات في تصميم واختبار نماذج أولية لطائرات الجيل التالي، مثل نموذج D8 "الفقاعة المزدوجة" الذي طُوّر بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وناسا.

يهدف التصميم إلى خفض استهلاك الوقود بنسبة 70% من خلال هيكل فريد الشكل يُسهم في رفع الطائرة، مما يُقلل من مقاومة الهواء واستهلاك الوقود، ولا تزال هذه التقنية نموذجاً مُحتملاً للطائرات ضيقة البدن في المستقبل.

سيرة ذاتية

قبل انضمامه إلى بوينغ، قاد يوتكو شركة ويسك، وهي شركة ناشئة في مجال الطيران الذاتي مدعومة من بوينغ، حيث دافع عن تقنية الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي. على الرغم من أن سيارات الأجرة الجوية ذاتية القيادة تواجه عقبات تنظيمية ولوجستية، إلا أن عمل يوتكو في دمج الذكاء الاصطناعي في تخطيط ومحاكاة الطيران قد يكون له آثار أوسع على مبادرات بوينغ في مجال السلامة والكفاءة.

يأتي تعيين يوتكو في لحظة محورية لشركة بوينغ. فقد واجهت الشركة سنوات من النكسات، بما في ذلك تأخيرات في الإنتاج، وفضائح تتعلق بالسلامة، وتحولًا في ثقافة الشركة من التميز الهندسي إلى الربح قصير الأجل. بدأت قيادة أورتبرغ في تحقيق استقرار في العمليات، لكن نجاح بوينغ على المدى الطويل يتوقف على قدرتها على إطلاق طائرة جديدة ثورية تتفوق على منافسيها. ومن المرجح أن تبلغ قيمة هذا المشروع 25 مليار دولار، حيث تستكشف بوينغ تصاميم متطورة مثل جناح طائرة X-66 الأسرع من الصوت والمدعوم بالجمالون، والذي يتميز بأجنحة طويلة ورفيعة مدعومة بدعامات قطرية .

شخصية محورية

سيكون دور يوتكو في تقييم وتطوير هذه التكوينات الجديدة بالغ الأهمية، فسمعته كقائد ماهر تقنياً وسهل التعامل، إلى جانب استعداده لتحمل مخاطرات محسوبة، تجعله شخصية محورية في مستقبل بوينغ، يصفه زملاؤه بأنه شخص متعاون وفعال، يتمتع بموهبة تعزيز الابتكار مع الحفاظ على ثبات في تنفيذ المشاريع .

بينما تسعى بوينغ لاستعادة مكانتها الرائدة في قطاع الطيران، تُبشّر قيادة يوتكو ببصيص أمل، بفضل تكليفه الواضح بإعطاء الأولوية للهندسة وتطوير المنتجات، تُتاح له فرصة قيادة الشركة نحو مستقبل أكثر استدامةً وابتكاراً.