حصن " فورت نوكس" يعد واحداً من أكثر الأماكن سرية في العالم، ويُعتبر رمزاً للأمان المالي الأمريكي، ومع احتياطي ضخم من الذهب أصبح "فورت نوكس" جزءاً أساسياً من الاقتصاد الأمريكي، رغم الشكوك التي تحيط بحجم الذهب الفعلي المخزن هناك.
ونظراً للسرية العالية وحماية الموقع يبقى "فورت نوكس" واحداً من أكثر المواضيع إثارة للجدل، ولا يزال المستقبل يحمل العديد من الأسئلة حول مصير محتوياته.
وبحسب " فوربس" فإن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر إنتاجا للذهب على الإطلاق ، إذ تمتلك 8133 طنا من المعدن النفيس في احتياطياتها، وهو ما يزيد على ضعف ما تمتلكه ألمانيا، ثاني أكبر دولة في العالم من حيث احتياطي الذهب، وتمثل احتياطياتها ما يقرب من 4% من المعروض العالمي من الذهب، وفقا لمنظمة صناعة السبائك العالمية، مجلس الذهب العالمي.
وأثار الملياردير الأمريكي إيلون ماسك الجدل مؤخراً بتصريحاته عن ضرورة تدقيق احتياطيات الذهب في موقع فورت نوكس الأمريكي الشهير الذي يُعتقد أنه يحتوي على احتياطيات ضخمة من الذهب فما هو هذا الموقع؟
فورت نوكس هو مجمع عسكري أمريكي يقع في ولاية كنتاكي، بالقرب من مدينة لويسفيل. تأسس في عام 1936 كموقع عسكري ويعتبر واحدًا من أقوى الحصون الأمنية في الولايات المتحدة. يمتد على مساحة 2,400 فدان (حوالي 9.7 كيلومتر مربع) ويمتاز بتصميمه المتين الذي يجعله في منأى عن أي هجمات.
الوظيفة الأساسية: تخزين الذهب
على الرغم من أن فورت نوكس بدأ كموقع عسكري، فإن شهرة الموقع ترتبط ارتباطًا وثيقًا باحتياطيات الذهب الأمريكية. منذ عام 1937، أصبح فورت نوكس هو الموقع الرئيسي لتخزين احتياطيات الذهب الوطنية. يُعتقد أن الخزانة في فورت نوكس تحتوي على كميات ضخمة من الذهب، وهو ما يساهم في دعم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
147 مليون أونصة من الذهب
تشير التقارير إلى أن فورت نوكس يخزن نحو 147 مليون أونصة من الذهب، وهو ما يعادل 4,580 طنًا من الذهب. هذا الرقم يجعل من فورت نوكس أحد أكبر خزائن الذهب في العالم. تتفاوت الأرقام حول الكمية الدقيقة للذهب المخزن، حيث لم يتم إظهار أي فحص علني أو تقرير مستقل حول محتويات الخزائن منذ عام 1953، مما أثار الكثير من الجدل حول هذه المخزونات.
أسباب السرية والتكهنات
يرجع السبب في السرية العالية التي تُحيط بفورت نوكس إلى طبيعته العسكرية. يُعتقد أن الموقع محمي بشكل صارم من أي هجوم محتمل، حيث يحتوي على أنظمة أمنية متطورة. لا يُسمح لأي شخص بالدخول إلى الخزائن، ولا يمكن للمسؤولين تقديم أي تقرير عام حول كمية الذهب في الخزائن.
كما أن فورت نوكس مكانٌ يُحاط بالكثير من التكهنات نظراً لقلة المعلومات المتوفرة. في الماضي، تم نشر الكثير من التقارير غير المؤكدة حول الذهب في خزائن فورت نوكس، مما جعل البعض يشكك في الكمية الفعلية للذهب المخزن. وُجهت بعض التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الكمية ما تزال موجودة أم أن بعض الاحتياطيات قد تم بيعها أو نقلها إلى أماكن أخرى.
الأمن والأنظمة الدفاعية
وبحسب التقارير فإن فورت نوكس ليس فقط خزينة ذهب، بل هو موقع عسكري محصن بأعلى مستويات الأمان. يتم حمايته بواسطة القوات المسلحة الأمريكية، ويحتوي الموقع على أسوار ضخمة، بوابات فولاذية، أنظمة مراقبة متقدمة، وكاميرات أمنية. يضاف إلى ذلك وجود الحرس العسكري المدربين تدريبًا عاليًا. في حال حدوث أي تهديد، فإن فورت نوكس يمكنه الدفاع عن نفسه ضد أي هجوم محتمل.
من أبرز مميزات الأمان هو الخزائن نفسها، التي تم بناؤها باستخدام فولاذ قوي ونظام أمان مخصص. لا يمكن فتح هذه الخزائن إلا باستخدام مفاتيح متعددة، ولا يعرف أحد أكثر من شخصين كيفية فتحها.
في السنوات الأخيرة، تعرض فورت نوكس لعدد من النقاشات العامة حول شفافيته وموثوقيته. في عام 2017، أعلن الكونغرس الأمريكي عن مشروع قانون يهدف إلى إجراء تدقيق علني لمحتويات خزائن فورت نوكس، لكن لم يتم تنفيذه حتى الآن.
التأثير الاقتصادي
تُعد احتياطيات الذهب في فورت نوكس جزءًا من النظام المالي الأمريكي والدولي. تاريخيًا، كان الذهب يُستخدم لدعم العملة الأمريكية ومنحها قيمة ثابتة. ورغم أن الولايات المتحدة منذ فترة طويلة تركت معيار الذهب (gold standard)، فإن الكميات المخزنة في فورت نوكس لا تزال تُعتبر عاملًا مهمًا في ضمان استقرار الاقتصاد الأمريكي.
وفي حالة حدوث أزمات اقتصادية، يمكن أن تكون احتياطيات الذهب في فورت نوكس بمثابة "شبكة أمان" تساعد في تقوية الثقة في الدولار الأمريكي.
