شهد قطاع المعادن النادرة اضطرابات متزايدة منذ أوائل أبريل، عندما فرضت الصين – المورّد العالمي المهيمن – قيوداً على التصدير، في ظل احتدام النزاع التجاري مع الولايات المتحدة. وقد انعكست هذه القيود بشكل خاص على إمدادات ما يُعرف بـ«المغناطيسات الدائمة»، وهي مكوّنات عالية الأهمية في العديد من الصناعات التقنية والعسكرية، لكنها غير مشمولة ضمن بيانات الجمارك.

وتسبب ذلك في انخفاض حاد في الشحنات في أبريل ومايو؛ بسبب طول الفترة التي يستغرقها الحصول على تراخيص التصدير لتلك العناصر، مما تسبب في هزة للإمدادات العالمية وأجبر بعض شركات تصنيع السيارات خارج الصين على وقف الإنتاج جزئياً.

لكن الشهر الماضي، شهد انفراجه تجارية بالتوصل إلى اتفاقات، لحل مشكلات متعلقة بشحنات المعادن والمغناطيسات الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة، وتضمنت تلك المحادثات خطة شركة «إنفيديا» لاستئناف مبيعات رقائق «إتش 20» للذكاء الاصطناعي إلى الصين.

وتُنتج الصين نحو 90% من إجمالي المغناطيسات الدائمة المعتمدة على المعادن النادرة في العالم، بينما تُشكّل الشركات اليابانية والألمانية النسبة الكبرى من الإنتاج المتبقي خارج الصين.

وأظهرت البيانات الرسمية الأخيرة، ارتفاع صادرات الصين من المعادن النادرة في يونيو إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2009، مما يشير إلى سعي المشترين العالميين للحصول على المواد المستخدمة في صنع المغناطيسات القوية.

هذا وارتفعت صادرات المعادن النادرة، إلى أكثر من 7000 طن، بزيادة قدرها 60% عن العام السابق. وقد يشمل ذلك بعض المواد التي سيستخدمها عدد قليل من مصنعي المغناطيس خارج الصين، والذين يشهدون موجة من الطلب في ظل معاناة صناعة السيارات العالمية من نقص في هذه المواد.

ارتفعت صادرات الصين من المعادن النادرة، سواء على شكل معادن أو خامات، إلى 7,742 طناً خلال شهر يونيو، بزيادة نسبتها 60% مقارنةً بالعام الماضي. ويُحتمل أن تشمل هذه الكمية مواد موجّهة لعدد محدود من مصنّعي المغناطيسات خارج الصين، الذين يشهدون حالياً موجة من الطلب، في ظل معاناة قطاع السيارات العالمي من نقص في هذه المكوّنات الحيوية.

المغناطيسات الأرضية النادرة

قفزت صادرات الصين من المغناطيسات الأرضية النادرة (معدن نادر) إلى الولايات المتحدة في يونيو بأكثر من 7 أمثال مقارنة مع مايو، بما يمثل انتعاشاً قوياً في تدفق عناصر حيوية مهمة لإنتاج السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح بعد اتفاق تجارة مبدئي بين واشنطن وبكين.

وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك، أن الشحنات المُصدَّرة إلى الولايات المتحدة من الصين، وهي أكبر منتِج لعناصر المغناطيسات الأرضية النادرة في العالم، ارتفعت إلى 353 طناً في يونيو، بزيادة 660 في المائة عن مايو.

وصدَّرت الصين في الإجمال 3188 طناً من المغناطيسات الأرضية النادرة الشهر الماضي، بزيادة 157.5% عن 1238 طناً في مايو، رغم أن معدل شهر يونيو لا يزال أقل بنسبة 38.1% عن الشهر ذاته من 2024.