واصلت الصين تشديد القيود المفروضة على المعادن الأرضية النادرة عبر إصدار أولى حصصها الخاصة بتعدين وصهر تلك العناصر في 2025، دون الكشف عن ذلك في إعلان عام كما هو معتاد.
وتبرز العناصر الأرضية النادرة في ورقة مناورة بأيدي الصين في الحرب التجارية الدائرة مع الولايات المتحدة الأميركية التي تقابل ذلك برفع التعريفات الجمركية، أملًا في تقويض نفوذ بكين الاقتصادي والحد من تغلغلها في سلاسل الإمدادات العالمية.
وتضع تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) إجمالي حجم إنتاج المعادن الأرضية النادرة عالميًا عند 350 ألف طن في عام 2023، هيمنت الصين على أكثر من 69% منها في العام نفسه.
وتُعد الصين أكبر منتج للعناصر الأرضية النادرة في العالم؛ وتصدر الحكومة حصصها من تلك العناصر مرتين سنويًا إلى الشركات المملوكة للدولة، غير أنها تأخرت في ذلك هذا العام.
وفي شهر يونيو، أصدرت الحكومة أول مجموعة من الحصص هذا العام، دون أن يصاحب هذا بيانًا عامًا كما هو معتاد، بحسب مصادر.
وطالبت الحكومة الشركات بعدم الكشف عن أرقام تلك الحصص لدواعٍ أمنية، وفق المصادر ذاتها.
وتلتزم الصين بنهجٍ دقيق بشأن المعادن الأرضية النادرة، وسيطرتها على إمدادات تلك العناصر، وسط مباحثات تجارية بينها من ناحية وبين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من ناحية أخرى.
أضافت بكين العديد من العناصر والمغناطيسات المرتبطة بها إلى قائمة حظر التصدير، في رد فعل انتقامي تجاه الولايات المتحدة التي سبق أن رفعت التعرفات الجمركية، لتخفّض بكين الإمدادات وتجبر بعض مُصنّعي السيارات خارج الصين على وقف الإنتاج.
وخلال السنوات الـ4 السابقة، أصدرت وزارة الصناعة وتقنية المعلومات في الصين الدفعة الأولى من الحصص خلال الربع الأول من العام في بيان منشور على موقعها الرسمي.
وفي العام الماضي أصدرت الصين دفعتَيْن من حصص التعدين، بواقع 270 ألف طن متري، مع تراجع نمو الإمدادات السنوية إلى 5.9% من 21.4% في عام 2023.
واستعملت بكين نظام الحصص الذي طُرِح للمرة الأولى في عام 2006، إلى جانب نظام دمج الشركات لترويض الصناعة ومنح المسؤولين سيطرة على الإنتاج.
ومن جانب اخر فرضت الصين قيودًا على الوصول إلى حصص المعادن الأرضية النادرة؛ إذ لم توجد سوى شركتَيْن مؤهلتَيْن لاقتناص تلك الحصص في العام الماضي، انخفاضًا من 6 شركات في السابق.
والشركتان المذكورتان هما تشاينا رير إيرث غروب وتشاينا نورثرن رير إيرث غروب هاي-تيك
وتأخر طرح الحصص هذا العام، وهو ما يُعزى جزئيًا إلى مقترح مُقدّم في فبراير بإضافة خام مستورد إلى نظام الحصص؛ مما أثار معارضة من جانب الشركات المعتمدة على الواردات.
وتشير الزيادة في صادرات الصين من المعادن النادرة إلى انتعاشة جزئية في المعروض العالمي من المغناطيسات وغيرها من المواد عالية التقنية، في أعقاب أشهر من الاضطراب الناجمة عن قيود التصدير الصينية.
